بيروت (اكس خبر) – يلهث المواطن اللبناني وراء أي قصة ويُصدّق كل مقولة تصدر لقلّة إيمانه بالقضية الوطنية الكبرى او جهله في الدين الذي يتبعه, وهذا ما بدا وزاضحا قبل 48 ساعة من الآن حين توافد الآلاف الى مقام السيدة خولة عليها السلام في مدينة بعلبك.
واصطفّ الناس بالآلاف, وأُغلقت الطرقات عن بكرة أبيها, والسبب الوحيد وراء كل هذه الضجة ما هو الا إشاعة رخيصة أطلقها أحد “المحشّشين” كما يصفهم وزير الداخلية مروان شربل, ولغاية في نفس يعقوب لم تُكشف حتى اللحظة.
وكان الخبر يقول مقام السيدة خولة في بعلبك قد رشح دما بعد مجلس عزاء بالقرب منه, ما أثار فضول اللبنانيين والمؤمنين ودفعهم للوصول الى المقام, ما حدا بالسير الى التوقف تماما في معظم الطرقات المؤدية الى بريتال من جهة محطة الجبلي بسبب كثافة الوافدين.
أما الأكثر استغرابا, فكان تأكيد احد الشيوخ في المنطقة المذكورة, المدعو نصرات قشاقش, الذي عمل على تأجيج الأجواء “الإيمانية” والترويج لهذه الإشاعة التي انكشفت بعد 4 ساعات فقط من صدورها.
وقد تبيّن بفعل التحليل الأولي والمخبري لاحقا, ان المادة الموجودة على جدران المقام لم تكن سوى “دهن العود الأحمر” الذي يقوم المؤمنين عادة بوضعه على جدران المقامات لتنبعث منه رائحة طيبة تُضفي جوّا من الروحانية على المكان.
ورغم محاولة قشاقش وغيره من إنكار وجود دهن العود في المقام, فإن دعواتهم ذهبت سدى بعد ساعات قليلة حين وثّق المواطنون بأنفسهم دون حاجة لدليل ان الموجود ليس دما ولا يشبهه باللون ولا بالرائحة.
أما السؤال فيبقى رهن المواطنين وقرّاء “اكس خبر” الكرام: إلى متى يتلاعب الناس بمشاعر الآخرين؟ لاسيّما في قضية تمسّ الشعائر الدينية كهذه.