اكس خبر – ودّع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الثورة السورية بشكل شبه رسمي مساء الأحد مع اعلانه بالفم الملآن ان بلاده ذاهبة للتفاوض مع الأسد, ليقضي بذلك على ما تبقّى من آمال السوريين الذين خرجوا قبل أربع سنوات وحتى اليوم ضد نظام الحكم في بلادهم.
وتفاعلت ردود الفعل على تصريحات الوزير التي جاءت لتؤكد المخاوف لدى “ثوار سوريا” والمحللين السياسيين الذين كانوا يتكهّنون بموقف أمريكا وأوباما حصرا تجاه الأزمة السورية ولعبة شدّ الحبال التي انتهجها في الأشهر الأخيرة.
الموقف البريطاني عبرت عنه متحدثة باسم الخارجية قالت فيه إن بلادها ستواصل ممارسة الضغوط على النظام السوري عبر العقوبات إلى أن يضع حدا لأعمال العنف، ويدخل في مفاوضات جدية مع المعارضة المعتدلة، كما أعلن وزير الخارجية فيليب هاموند الأسبوع الماضي.
وفي محاولة من لندن لإزالة أي انطباع باختلاف موقفها مع الرؤية الجديدة المفاجئة التي عبر عنها كيري أمس، حرص مسؤولون بالخارجية البريطانية على التذكير بأن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف نفت أن يكون تصريح كيري يمثل تغييرا بالسياسة الأميركية المتعلقة بسوريا.
وكان كيري كشف عن سياسة جديدة في التعامل مع الأزمة السورية, قال خلال مقابلة مسجلة أجراها مع قناة “سي بي إس نيوز” الأميركية وأذيعت أمس قال فيها إن الولايات المتحدة ستضطر “في النهاية” إلى “التفاوض” مع نظام الأسد، من أجل الانتقال السياسي، وذلك بعكس الموقف الذي يتبناه الرئيس باراك أوباما وقادة غربيون آخرون، وكثيرا ما كرروه، وهو أن الأسد فقد شرعيته، ويجب عليه الرحيل.
وأكد الوزير أنه يتعين التفاوض في نهاية المطاف، مشددا على أن بلاده كانت دائما على استعداد للتفاوض في إطار مؤتمر “جنيف 1”. ولفت إلى أن الولايات المتحدة ودولا أخرى (لم يسمها) تقوم حالياً باستطلاع السبل الممكنة للضغط على الأسد من أجل إحياء العملية الدبلوماسية والموافقة على المحادثات.
وأوضح كيري أنه “لجعل نظام الأسد يتفاوض، سنوضح له أن هناك عزما من جانب الجميع على السعي لهذه النتيجة السياسية وتغيير حساباته بشأن التفاوض” مشيرا إلى أنه يجري العمل بهذا الصدد حاليا، قبل أن يوضح “أنا مقتنع بأن جهود حلفائنا والآخرين ستزيد من الضغط على الأسد”.
تصريحات كيري تأتي بعد يومين من تأكيد مدير الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي)جون برينان أن واشنطن لا تريد انهيار السلطة بسوريا كي لا يُترك المجال للمنظمات التي توصف بالمتطرفة للاستيلاء على مؤسسات الدولة.
وتعليقا على ذلك، شدد هشام مروة نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض مجددا على رحيل الأسد عن السلطة ضمن أي تسوية محتملة.