بدأ السيد حسن نصرالله كلمته عند الثامنة والنصف من مساء الثلاثاء متوجها بالتهنئة للعمال بمناسبة عيدهم.
العنوان الاول الذي سأتحدّث عنه والذي يواكبه الراي العام في لبنان والمنطقة وهو العنوان الاسرائيلي وتحديدا اسثاط الطائرة منذ بضعة أيام ووسائل الاعلام الاسرائيلية اتهمونا مباشرة بأننا نقف وراء هذا الشرف الذي لن ندّعيه, فهناك جهات لبنانية ايضا حملتنا مسؤولية اطلاق الطائرة بلا طيار وبدأت تعزف على الالحان التي تعرفونها و”حزب الله” لم يقم فعلا بارسال طائرة من هذا النوع وثانيا لحساسية الوضع في المنطقة وقد أصدر حزب الله بيانا نفى فيه الادعاءات.
لم يقدم الاسرائيليون مشاهد وافلام حول اسقاط الطائرة ولم يعرض بشكل جدي هل وجدوا حطام هذه الطائرة.
الكل يعرف ان حزب الله يملك شجاعة تبني عمل كهذا وما قيل عن هذه الطائرة ليس اهم واخطر من ان يتبنى الحزب طائرة ايوب التي خرقت الاجواء الاسرائيلية وما نقوم به نعترف به ومن شاء ان يصدق فليصدق.
ليس هناك ما يؤكد الحادثة حتى هذه اللحظة ولم يتم تقديم أي دليل حتى الآن وهناك فرضية ان يكون كل الذي قيل مختلق وليس له اي اساس من الصحة.
لو فرضنا ان الحادثة مسلّمة من ممكن ان يكون المسؤول؟ الاسرائيليون حتى الآن لم يستطيعوا تحديد من اين انطلقت الطائرة ومسارها ولا اتهامات رسمية اسرائيلية حتى الان.
الفرضية الاولى ذكرها محللون اسرائيليون وهي ان يكون الحرس الثوري الايراني اطلق الطائرة من دون علم “حزب الله” واقول ان هذه الفرضية غير صحيحة وغير ممكنة.
الفرضية الثانية هي وجود جهة “صديقة” في لبنان امتلكت قدرة ان ترسل طائرة صغيرة الى اجواء فلسطين وهذا ممكن لكن لا معلومات عن هذا ونحن نبحث عن هذه الجهة للتعاون معها ان وجدت.
الفرضية الثالثة هي وجود جهة غير صديقة وغير اسرائيلية قامت باطلاق طائرة من هذا النوع اما من لبنان او خارج لبنان بخلفية ان الاسرائيلي سيتهم حزب الله وسيقوم برد فعل عسكري مباشرة وسيقوم حزب الله برد دفاعي مباشر وبالتالي يكونون قد دفعوا لبنان الى مواجهة بين اسرائيل والمقاومة في هذا التوقيت المتوتر. وهنا يدخل احتمالات سوء الظن بانشغال حزب الله في سوريا وانه مرتبك وقلق وهذه الفرضية ايضا موجودة مع ان لا مؤشر يدل عليها.
اما لفرضية الرابعة هو ان تكون اسرائيل هي التي ادخلت الطائرة الى الاجواء اللبنانية واعادتها الى اسرائيل ثم اسقطتها وهي تحقق بذلك مجموعة من الاهداف الاعلامية والسياسية والردعية.
اللبنانيون معنيون ان يدققوا بهذه الفرضيات وثمة من يرتاح ليقول ان حزب الله ارسلها وهذا خطأ واتمنى على القوى المتخاصمة معنا الا نأخذ كل شيء متعلق باسرائيل الى موقع الخصومة.
احيانا نشعر ان بعض الرجال نتيجة الخصومة والحقد لديهم عقول اطفال بهذه المسالة.
أحذّر العدو الاسرائيلي من ان يقوم بأي حماقة ضدّ لبنان لأنّ المقاومة يقظة ويدها على الزناد وتملك الارادة والتصميم على الدفاع عن لبنان وارضه وشعبه وكل الانتصارات التي حققها الشعب والمقاومة والجيش خلال 30 عاما ونحن سنواجه اي عدوان باعلى درجة مما يتصوره احد من شجاعة وكفاءة وقدرة وسننتصر باي مواجهة مقبلة.
خلال الاسابيع الماضية قيل الكثير وكان هناك استنفار اعلامي وسياسي واسع جداً في ما يخص الموضوع السوري وعلاقتنا به.
كل ما يمكن ان يكتب كتب وكل ما يخطر في البال قيل واحيانا بطريقة حادة وقاسية ونحن كنا نستمع الى كل ذلك وكل ما حصل هو محاولة للمس بموقفنا ورؤيتنا وموقعنا وحركتنا وسلوكنا وارادتنا ووعينا واعصابنا وعواطفنا ولكن كله فشل وسيفشل وهذه ليست المرة الاولى التي نواجه فيها حربا من هذا النوع.
من جملة الامور التي تم التركيز عليها هو الحديث عن قوافل الشهداء واعداد الشهداء ففي الاسابيع الاخيرة ثمة وسائل فتحت مزادا علنيا عن اعداد الشهداء وامس قناة العربية نقلا عن مصادرها قتلت لنا 30 شهيداً وجمعت ما تقوله قناتا العربية والمستقبل خصوصاً ومواقع انترنت وما اثير عن مقابر جماعية والعدد كما يفترضون وصل الى 1000 شهيد .
لبنان بلد صغير لا شيء مخبئ فيه ومن يستطيع ان يخفي 500 شهيد او 1000 شهيد او 50 شهيدا؟ لا سوابق لنا من هذا النوع ونحن لا نخفي شهداءنا ثم نشيعهم بالتقسيط فعندما يسقط اخ عائلته تأخذ علما ثم تشيعه في اليوم التالي., هذا امر سخيف وكل الذين تحدثوا بهذا الامر تحدثوا بلا علم وهناك كذب متعمد في هذا السياق والقاعدة التي تسير اكذب اكذب اكذب قد يصدقهم بعض الناس وانا كانت قواعدنا وجمهورنا لا يصدقون هذا الكذب. من يستشهد منا نشيعه علناً ونعتز بكل شهيد ولا نخجل بهم كما تفعل عائلاتهم وكل هذه الاجواء غير صحيحة. واتوجه الى عائلات الشهداء الكرام بالشكر لوعيهم وهذا املنا بهم وكل ما نقل عنهم يزيدنا عزما على مواصلة الطريق.
خلال عامين من مجريات الميدان في سوريا والمواقف السياسية نصل الى استنتاج قاطع ان الهدف مما يجري في سوريا لم يعد اخراج سوريا من محور المقاومة ومعادلة الصراع العربي – الاسرائيلي ولا اخذ السلطة باي ثمن من النظام الحالي بل يمكن القول ان هدف كل الذين يقفون خلف الحرب في سوريا هو تدمير سوريا كدولة وشعب ومجتمع وجيش حتى لا تقوم في سوريا دولة مركزية قوية او جيش قوي وتصبح سوريا دولة فاشلة.
الصورة الفضلى في اي بلد ان تكون جماعات مسلحة كل جماعة تقتطع جزءا من الارض وهيكل دولة ضعيفة هشة وكل مجموعة موصولة بدول واجهزة مخابرات وترك شعب الدولة للتقاتل والتناحر والمطلوب الا تقوم دولة مركزية سورية قوية في المستقبل بمعزل عن القيادة ويريدون تدمير سوريا كي تشطب من المعادلة الاقليمية.
المطلوب هو شطب سوريا من التاثير الاقليمي وسوريا التي كانت شريكة بتداعيات ما يحصل او رسم خطوط وتوجهات في لبنان وفلسطين والعراق يراد لها ان تتحول الى سوريا المهشمة الجائعة المتقاتلة حيث لا يجد سوري وقتا او نفسا كي يفكر في الاقليم.
ما يجري في سوريا وما هو مستمر يحمل الكثير من الاخطار والتحديات والتهديدات والاذى لسوريا والقضية الفلسطينية والانعكاس على لبنان والعراق والاردن وتركيا وكل المنطقة فيما تتربع اسرائيل على عرشها وتنتظر ان تجني الثمار على مراى منا جميعا.
ثمة اتجاه خياره ابعد مدى باسقاط النظام وسخر لذلك الخيار العسكري وكان يعلق امالا كبيرة عليه من قتل وقتال واستنزاف وذبح واستدعاء التدخل الدولي العسكري وما لعبة السلاح الكيميائي الا محاولة لاستدعاء التدخل الخارجي لياتوا هؤلاء ويدمروا سوريا. يؤيد هذا الاتجاه علماء وقيادات وجماعات وثمة من اصدر فتاوى حادة عن ذلك.
واجهنا خلال عامين سيلا من الفتاوى واعلانات الجهاد وحتى ما حصل في لبنان لم يكن جديداً وليس له علاقة باتهام حزب الله بالتدخل في سوري.
الاتجاه الثاني الذي نعتبر انفسنا جزءا منه هو التنبيه الى خطورة ما يجري في سوريا على السوريين ولبنان والمنطقة وكنا ندعو الى الحوار والحل السياسي والتسوية السياسية. واسألكم جميعا هل يوجد في هذ الاتجاه من علماء سواء كانوا شيعة او سنة او مسلمين او مسيحيين من دعا الى قتل من يعمل مع المعارضة السورية؟
انتم لم تستطيعوا ان تسقطوا النظام عسكريا، المعركة طويلة ونحن لا ندعو كما كل فريقنا الى حسم عسكري ولا نحرض في اتجاه من هذا النوع ولكن نقول انتم بالقدرة العسكرية غير قادرين على اسقاط النظام عسكرياً.
وتوجّه السيد نصرالله للمعارضة السورية بالقول: لن تستطيعوا ان تسقطوا النظام عسكريا والمعركة طويلة.
حتى هذه اللحظة لا توجد قوات ايرانية في سوريا والكل يعرف ذلك ولو كانت هناك معطيات لدى الاميركيين والانكليز فكانوا قاموا بمشكلة حولها، هناك خبراء ايرانيون منذ عشرات السنوات، كيف اذا تدحرجت الامور مستقبلا واستدعت تدخل قوى مقاومة بالصراع؟ ان لسوريا في المنطقة والعالم اصدقاء حقيقيين لن يسمحوا ان تسقط بيد اميركا او اسرائيل او يد الجماعات التكفيرية, من لا يريد ان تضيع القضية الفلسطينية ومن يريد مصلحة لبنان والاردن وتركيا والعراق وكل شعوب المنطقة يجب ان يعمل لايجاد حل سياسي في سوريا.
من يريد حل مشكلة النازحين، وهناك مليون لاجئ في لبنان، فالحل الوحيد هو ان يعودوا الى بلادهم وهذا طريق الحل السياسي، اما استمرار الرهان العسكري لن يوصل الى مكان .
سوريا ابلغت روسيا اسماء الوفد السوري الممثل للنظام في الحوار لكن الطرف الآخر ما زال يرفض الحوار والتسوية السياسية ويدفع الامور باتجاه الخيار العسكري.
نصرالله: لم يصدر فريق بكل الاتجاه المؤيد فتاوى تستبيح دماء الناس ولكن للاسف في الجهة الاخرى تم اصدار فتاوى تبيح دماء الناس.
موضوع ريف القصير، تحدثت سابقا عن هذا الامر وقلت ان هناك ما يزيد عن 30 الف لبناني في تلك المنطقة وقلت انهم مُستهدفون وتعرضوا للقتل والخطف وحرق بيوتهم ومهددون بأصل وجودهم وهذا التهديد لا اخترعه انا، زاد في الامر خطورة انه نتيجة الوقائع الميدانية اضطر الجيش السوري على الانكفاء من بعض المناطق وبات هؤلاء وجها لوجه امام الجماعات المسلحة.
كنا ندفع دائما سكان هؤلاء البلدات الى المصالحة مع الجوار ولكن الجماعات المسلحة كانت تسقط اي اتفاق هدنة .
خلال الفترة الماضية تصاعدت وتيرة الاعتداءات على هذه القرى وهناك معلومات اكيدة وبعض اللبنانيين متورط في هذا الامر، وهو ان هناك تحضيرا لاعداد كبيرة من المقاتلين للسيطرة على هذه القرى، وكان من الطبيعي ان تقوم الجيش السوري واللجان الشعبية وتقدم له المساعدة المناسبة بمواجهة المسلحين فحصل ما حصل وانقلب السحر على الساحر.
في لبنان منذ سنتين الفتاوى والخطابات والتحريض وارسال المال والسلاح والمقاتلين وكل ما يمكن ان يقوموا به تجاه سوريا فعلوا.
بعض ما كان يقال في غير العلن قيل في العلن بعدما حصل، وهناك لبنانيون قاتلوا وشاركوا في الاعتداء على اللبنانيين في القصير.
ماذا فعلت الدولة اللبنانية، اصلا ماذا تستطيع ان تفعل؟ هل تستطيع ارسال جيش لبناني الى القرى السورية التي يسكنها لبنانيون؟ الدولة اللبنانية لا تستطيع فعل ذلك واقصى ما يمكن فعله من الدولة ان ترسل احتجاجا الى الجامعة العربية التي هي اصلا تدير المعركة على سوريا.
من حق هؤلاء الناس في القصير ان يدافعوا عن انفسهم ويحصلوا على المساعدة، نحن لن نترك اللبنانيين في ريف القصير عرضة للهجمات والاعتداءات من الجماعات المسلحة.
وحول مقام السيدة زينب قال السيد نصرالله: هناك جماعاة مسلحة في مواقع تبتعد فقط مئات الامتار عن المقام في الشام، وهناك حساسية بالغة جدا لهذا الامر لان هذه الجماعات هددت انه اذا سيطرت على هذه البلدة ستدمر هذا المقام، ورأينا ان هؤلاء لن يتراجعوا عن فعل ذلك، وهذا الامر قد يؤدي الى تداعيات خطيرة، وفي السابق قام التكفيريون في العراق بتفجير مقام الامامين العسكريين في سامراء مما ادى الى تداعيات خطيرة.
قيام اي جماعات تكفيرية بتفجير او هدم مقام السيدة زينب ستكون له تداعيات خطيرة وستخرج الامور عن السيطرة، وهنا يوجد عدة مسؤوليات الاولى على جماعات المعارضة السورية لا يكفي ان تصدر بيانات تقول انها ترفض التعرض للمقدسات فالجماعات المسلحة لا تصغي الى الائتلافات في الخارج، الدول التي تمول الجماعات المسلحة يجب ان تمنعها من القيام بهذه الخطوة الخطيرة.
وهناك من يدافع عن هذه البقعة ويستشهد بالدفاع عنها وهؤلاء يمنعون الفتنة.
على الدول ان تقف خلف الجماعات التكفيرية ان تمنع هؤلاء من الاقدام على خطوة خطيرة بهذا الحجم والمستوى بالمقابل هناك من يدافع عن هذه البقعة ومن يستشهد دفاعا عنها وهؤلاء يمنعون الفتنة المذهبية بدمائهم.
وبالنسبة لمخطوفي اعزاز: استمرار قضية مخطوفي اعزاز مؤلم جداً والدولة لم تصل الى نتيجة حتى الان الامر الذي يستدعي التوقف هو ان من يخطف اشخاصا ويبقيهم على قيد الحياة يعني انه يريد الخطف لهدف معين غير القتل.
التظاهر هنا وهناك قد لا يحل المشكلة، وتفاوض الدولة مع السعودية وتركيا وغيرها لم يصل لنتيحة، هل تظنون اننا سنشاهد هذه الامور والمأساة باستمرار دون ان نحرك ساكنا؟ البعض يقول ان هناك من لا يريد للخاطفين ان يطلقوا المخطوفين بانتظار توقيت سياسي معين وهذا معيب.
اخرجوا المخطوفين بأعزاز من الصراع السياسي، كذلك عندما نتحدث عن المخطوفين الآخرين من آل المقداد وغيرهم وايضا المطرانين المخطوفين.
لا نريد مشكلة في لبنان ولا نريد ان ينتقل الصراع في لبنان، هناك مجموعات لبنانية اعتدت على اللبنانيين في ريف القصير ونعرفهم بالاسماء ولكن لم نحرك ساكنا في لبنان لاننا التزمنا بتجنيب لبنان اي صراع حرصا لا خوفا ومن موقع المسؤولية الشرعية والوطنية والاخلاقية.
ما يجري في سوريا يعنينا جميعا وانتهى الوقت او كاد الذي يكتفي فيه اللبنانيون بالتمنيات وابراء الذمة من خلال اصدار بيان، كل من له علاقات خارج لبنان من دول وحكومات يجب ان يسمعوا جميعا صوتا واحدا وهو يجب ان تقف الحرب في سوريا.
من المعيب انه بحال اعرب رجل دين مسلم او مسيحياعن هذا الرأي ان يتم اتهامه انه سفير للنظام السوري، لا تراهنوا على الميدان والدفع بالميدان الى حدود خطرة لن يقف عند حدودمن المعيب انه بحال اعرب رجل دين مسلم او مسيحياعن هذا الرأي ان يتم اتهامه انه سفير للنظام السوري، لا تراهنوا على الميدان والدفع بالميدان الى حدود خطرة لن يقف عند حدود, والبيقة تأتي لاحقا والسلام عليكم.