طرقت صحيفة الغارديان البريطانية الى سحب قناة بي بي سي الاخبارية العالمية لفيلم وثائقي من ثلاثة اجزاء بعنوان «اغتيال في بيروت» كانت ستعرضه ابتداء من يوم السبت.
وتنقل الغارديان عن «بي بي سي» قولها: ان قرار تعليق عرض هذا الفيلم الوثائقي الذي يتناول قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري عام 2005 جاء للتأكد من ان الفيلم يراعي السياسة التحريرية للمؤسسة.
لكن الصحيفة تشير الى ان قرار السحب جاء مفاجئا، وبعد يوم واحد من نشر صحيفة الاخبار اللبنانية المقربة من حزب الله مقالا عن هذا الفيلم الذي قالت انه «يتهم عناصر من حزب الله بالمشاركة في الاغتيال».
وتسأل الغارديان الصحافي في التلفزيون العالمي لـ«بي.بي.سي» كريستوفر ميتشل، الذي يعمل على هذا الموضوع، عن القرار الذي اتخذته المؤسسة، فيجيب ان ادارة التحرير ابلغته بقرار التعليق، لكن أي قرار بإلغاء العرض لم يبلغ له.
كما تشير الغارديان الى ان «بي.بي.سي» لم تتعرض الى أي تهديد بشكل رسمي من اجل الغاء العرض، لكنها تنقل عن «عالمين في المجال من داخل المؤسسة» قولهم: ان «هناك جواً بالغ التشنج وسط الوضع السياسي الملتهب».
ويقول نديم شحادة، الباحث والمحلل السياسي في المعهد الملكي البريطاني للعلاقات الدولية (شاتام هاوس)، والمتخصص بشؤون لبنان والشرق الاوسط للصحيفة: ان «هناك جو رعب في بيروت، وقد يكون ذلك حملة مقصودة ومنظمة من اجل الضغط على المحكمة الدولية التي تنظر باغتيال الحريري»، خاتما بأن «هناك ما يوحي بوجود استراتيجية اعلامية كاملة في هذا المجال».
عون يحذر
في غضون ذلك، اعتبر رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون ان حزب الله قد يرد بعنف على توجيه المحكمة الدولية اتهاما الى عناصر فيه.
وحذر عون في لقاء مع جمعية الصحافة الدبلوماسية في باريس «سيكون رد الفعل اكثر عنفا لانه بريء. ينبغي عدم اللعب بالنار. ان من يعتبر نفسه بريئا قد يشعل ازمة تتخذ طابعا عسكريا».
وقال عون: «لا احد يرفض المحكمة»، مؤكدا انه كان «اول من طالب بها». وتابع: «لكننا ضد الاستنساب في العدالة»، منددا بتركيز التحقيق منذ اربع سنوات على سيناريو ضلوع سوريا وحده.
واوضح متسائلا لماذا بقيت اسرائيل «خارج» التحقيق فيما انها الوحيدة التي تملك وحدة (الموساد) «متخصصة في الاغتيالات السياسية؟».
واكد عون «لا يمكن القول انها سوريا»، متحدثا عن «التلاعب» بالتحقيق من خلال شهود الزور، ولم يستبعد وجود «ضابط واحد» منفرد مسؤول عن الاغتيال.