شدد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم الجمعة على ان الحزب “غير معني بالتحقيق الدولي ولا بالمحكمة الدولية وبالتالي غير معني بالإجابة على طلبات المدعي العام للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي دانيال بلمار”.
وأشار نصر الله في كلمة لمناسبة احياء “يوم القدس العالمي”، الى ان “ما قدمه حزب الله كان للقضاء اللبناني، واذا كان للقضاء اللبناني ان يوجه اسئلة فنحن جاهزون للجواب، اما اذا كان القضاء اللبناني سيلعب دور صندوق بريد، فنحن غير جاهزين”.
وكرر نصر الله المطالبة بأن “يتعاطى القضاء اللبناني مع شهود الزور، واهتمام أو عدم اهتمام المدعي العام للمحكمة الدولية سيكون مؤشرا”.
من جهة أخرى، أعرب نصر الله عن أمله “بأن يشكل مجلس الوزراء لطلب المساعدة العربية لتسليح الجيش”، متمنيا ً أن “يكون تسليح الجيش موضوعا جديا وصادقا ووطنيا بعيدا عن المزايدات السياسية التي نرى انها قذرة احيانا”.
وأضاف “لبنان رفع رأس العرب ومن واجبهم مساعدته على التسلح، واني أندهش للشروط التي وضعها البعض على مساعدة ايران لتسليح الجيش اللبناني”.
وعن حادثة برج ابي حيدر قال “مؤسف جدا هذا الحادث وقد سقط لنا فيه3 شهداء وليس شهيدين، وكانت خسارة معنوية وانسانية وأمنية وبكل المقاييس”.
وأكد نصرالله انها “حادثة فردية تطورت بشكل مؤسف”، مشيرا الى ان “بعض التحليلات كانت تعبيرا عن احباط قائليها، لا سيما لجهة قولهم ان حادثة برج ابي حيدر تعبير عن توتر سوري ايراني”، مشددا ً على “ان العلاقات السورية – الإيرانية أقوى وأثبت من أي وقت مضى”.
أما عن العلاقة بين المقاومة وسوريا قال ” لم نكن يوما بمثل هذه العلاقة والقوة”، مطالبا “من هم تحت المكيفات بالتخفيف من احلامهم”.
وكرر نصر الله القول ان “ما حصل في برج ابي حيدر لم يكن صغيرا، لكنه استغل في الإعلام اكثر مما يجب”، واصفا ً ما حصل “بالهجمة من البعض ومسارعتهم الى اشعال النار من دون النظر الى خطورة ذلك على الصعيد المذهبي”، معتبرا “ان ذلك لا يساهم في الإستقرار انما العكس”.
وأضاف “بعضهم لا نعتب عليه، وبعضهم وضع سكينا على جروحنا لأنه ليس بهذه الطريقة يتصرف رجال الدولة أو رجال السياسة أو قادة الأحزاب”.
واعتبر ان “ملف السلاح لا يعالج هكذا ولا أيضا ملف الإصلاح أو الكهرباء”، واصفا ً “الإدارة السياسية في لبنان كمن تقود السيارة على الزيت”، معلنا ً “عن مبادرة لوضع منهجية لملفات هذا البلد، ووضع استراتيجية لمعالجتها”.
من جهة أخرى، شدد نصرالله على “ان الامام الصدر واخويه محتجزون في ليبيا ويجب اعادتهم الى ساحات جهادهم من دون أن ندخل في صراع مع احد”، مضيفا “لم نذهب الى محكمة دولية في قضية الامام الصدر لأننا نعرف كيف تدار هذه المحاكم، فكان أن لجأت عائلة الامام الصدر الى القضاء اللبناني الذي عليه تحمل مسؤولياته”.
كما تطرق نصر الله الى المفاوضات المباشرة في واشنطن، والى الانسحاب الاميركي من العراق، معتبرا ً ان “المفاوضات المباشرة ولدت ميتة، وان الحاجة الاميركية والاسرائيلية لها واضحة، في حين انها غير واضحة بالنسبة للعرب والفلسطينيين”.
كما لفت الى” ان المفاوضات مع العدو المستعلي والمستكبر والطاغي والمستبد، والذي يمتلك هذا التأييد من الاميركي، لا تعطي سوى طول وقت وشرعية لهذا الكيان”.
اما عن الإنسحاب الأميركي من العراق، قال “لم يجرؤ احد في الإدارة الأميركية بالإعلان عن خطاب النصر”، مذكرا “ان الاميركي اتى على اساس البقاء في العراق، لكنهم فوجئوا بعامل المقاومة التي بدأت باكرا”.
وأعلن “ان الموساد الإسرائيلي وأجهزة الإستخبارات الأميركية كانت على صلة بالتفجيرات في العراق لأن اسرائيل لا تريد ان يكون العراق موحدا وان يكون جزءا من مواجهات هذه الأمة”.
كما أكد نصرالله “دعم الشعب الفلسطيني لأن الرهان الأساسي لتحرير فلسطين هو المقاومة”، مشددا على ان “القدس لا يمكن أن تكون عاصمة أبدية لدولة إسرائيل بل هي عاصمة فلسطين”.
ولفت الى ان “المطلوب تصفية المقاومة في لبنان واسقاط النظام المقاوم والممانع في سوريا واسقاط ارادة الشعب العراقي وعزل ايران وضربها واسقاط نظامها الاسلامي. وهذا المشروع كان يملك في السنوات العشر الماضية ما لم يملكه أي مشروع استكباري في التاريخ، من قوة عسكرية واقتصادية واخطر واكبر قوة اتصالات واعلام، لكن تمت مواجهته بالمقاومة في فلسطين ولبنان والعراق ومواقف سوريا وايران”.
وختم نصرالله “اننا في المقاومة في لبنان نشعر اننا في المحور المنتصر، وان المسألة بيننا وبين المشروع الصهيوني مسألة وقت، وان قدر المشروع الصهيوني ولأكثر من سبب هو الزوال”.