ذعار الرشيدي: بالأمس أضفنا مجزرة جديدة إلى مسلسل المجازر الإسرائيلية، لم نفعل شيئا ولن نفعل شيئا سوى إضافة اسم مجزرة إسرائيلية إلى أرشيف ذاكرتنا العربية.
>>>
مجزرة الشجاعية، وحشية ترتكبها آلة القتل الصهيونية ضد أبرياء عزل، نعم عزل، ولا يكذبون عليكم ويقولون ان الصواريخ البدائية يمكن أن تجرح حتى قطا إسرائيليا أجرب، صواريخ حماس وفصائل المقاومة الأخرى هي أسلحة رمزية أكثر من كونها أسلحة حرب هجومية، هي مجرد هياكل حديدية جوفاء إلا من بضع متفجرات ووقود سائل لا يكفي لتعبئة دراجة توصيل مطعم توصيل، وغالبا تلك الصواريخ لا تصل إلى العمق الإسرائيلي المأمول، ومع هذا يطلقونها كسلاح رمزي لا أكثر، فقط ليثبتوا أن هناك أملا بقي فينا حتى ولو بشيء يشبه الصاروخ.
>>>
الاختلاف السياسي مع حماس أو الإخوان بشكل عام لا يبرر حتى للشيطان نفسه أن يتشفى فيما يحدث بغزة، بل إن الشيطان نفسه لربما يخجل من تشفي بعض بني يعرب من الحرب الدائرة ضد أهلنا في غزة فقط لأنه لا يحب حماس أو يكره الإخوان.
>>>
الحرب الدموية ضد أهلنا في غزة لا تفرق بين حمساوي مقاتل وطفل اختبأ تحت بيت درج منزله احتماء من القصف، وصواريخ الجيش الإسرائيلي لا تفرق بين الفلسطينيين، فجميعهم بالنسبة اليها هدفا يستحق الموت.
>>>
العرب المتشفون فيما يحدث في غزة هم أسوأ من الإسرائيليين بآلاف المرات، فالإسرائيليون على الأقل يبلغوننا وبشكل واضح وجلي أنهم أعداء لنا من هنا حتى تقوم القيامة، دينيا وعقائديا وسياسيا وتاريخيا نعلم ويعلمون أننا سنبقى أعداء، فلا دينهم يخبرهم بالعكس ولا ديننا يأمرنا بالعكس، القضية عقائدية شئنا أم أبينا وشاؤوا أم أبوا، والأمور واضحة جدا بيننا وبينهم، أما أولئك العرب المتشفون فلا مبرر لهم ولا «غفارية» لهم، فهم أشبه بمن باع كرامته برباط جزمة جندي إسرائيلي خاصة عندما يصفق ويهلل لموت أشقائه على يد الصهاينة، لم؟ لأنه يكره حماس ولا يحب الإخوان ولا يشتهي محمد مرسي ويكن كراهية للقرضاوي، ما دخل كل هؤلاء.. كرهتموهم أم همتم عشقا بهم.. بدماء الأبرياء الفلسطينيين التي تسيل كل ليلة تحت أسماع وأبصار 350 مليون عربي ليس بأيديهم سوى الدعاء في هذه الأيام الفضيلة بأن يرفع الله عن إخواننا ويؤمنهم؟!
>>>
كونك تكره البيتزا هذا لا يبرر لك كراهية الإيطاليين، فكيف ولمجرد أنك لا تحب الإخوان ترى في هذا مبررا لذبح طفل فلسطيني لا يعرف الإخوان ولم يذق ربما في حياته طعم البيتزا؟!
>>>
عندما تتشفى في موت الأطفال، فأنت هنا لم تفقد إنسانيتك فقط، بل فقدت روحك.