إكس خبر- ليس عبثا حملة الحركات الاسلامية في طرابلس على تيار المستقبل وقادته في طرابلس، فبعد سنوات الاحتضان التي وفرها التيار الازرق للحركات الاصولية والنفخ في اتون المذهبية كجسر عبور الى السلطة من جهة وادعاء التمثيل السياسي للطائفة السنية في لبنان، قاربت المرحلة بين التيار الازرق والحركات الاصولية حالة الطلاق على حدّ قول مصادر طرابلسية التي فندتها كالآتي:
اولا ـ ان الحركات الاسلامية السلفية الطرابلسية تحمل حزب المستقبل مسؤولية التوقيفات التي جرت منذ اكثر من ثماني سنوات والى اليوم لا سيما في الاشهر الاخيرة التي ادت الى توقيف قادة المحاور في طرابلس وعناصر المجموعات المسلحة وكوادر سلفية.
ثانيا ـ رفع الغطاء عن القوى السلفية واطلاق تصريحات لرئيس التيار سعد الحريري وبعض نوابه بوصف هذه القوى بالارهاب لاول مرة مما اوحى بحالة فراق فعلي بين الطرفين.
ثالثا ـ جلوس وزراء المستقبل الى طاولة واحدة مع وزراء حزب الله وشراكة التيار الازرق مع الحزب الذي تعتبره القوى السلفية عدوها اللدود في وقت كان التيار الازرق يقود حملة شعواء على الرئيس نجيب ميقاتي تحت شعار «رئيس حكومة حزب الله» فاذا بالتيار يحل محل ميقاتي في تلك الشراكة، الامر الذي اثار نقمة السلفيين على التيار الازرق ورئيسه.
ماذا حصل منذ رفع الغطاء السياسي عن قادة المحاور والمجموعات المسلحة في طرابلس؟
تقول المصادر الطرابلسية ان آثار الغضب السلفي على التيار الازرق لم تعد خافية على احد، فان هذه القوى آيلة الى رفع مستوى غضبها الى تدابير باتت تتكرس في الشارع بدءاً من ازالة صور الرئيس الحريري في شوارع واحياء عديدة من طرابلس لا سيما في طرابلس والقبة والبداوي مرورا الى إفشال مهرجان التيار لاطلاق حملة طلاء شارع سوريا بلوني علم التيار(الابيض والازرق) حيث لم يتمكن قادة المستقبل من تأمين حشد لمهرجانهم الذي بدا هزيلا جدا بعد مهرجان ذكرى الرئيس الشهيد رشيد كرامي الذي شاركت فيه حشود غير مسبوقة من التبانة والبداوي والقبة، وصولا الى بدء حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تستهدف منسق المستقبل في طرابلس النائب السابق مصطفى علوش كما تستهدف نواب المستقبل جميعهم ومن ضمنهم وزراء المستقبل وان هذه الحملة لم توفر وزير الداخلية نهاد المشنوق بسبب قراراته في مجابهة الارهاب ومنذ دعوته مسؤول حزب الله وفيق صفا الى الاجتماع الامني، مما اثار حفيظة السلفيين في طرابلس ليشنوا حملة عليه لم تهدأ حتى الآن.
غير ان بعض نواب كتلة المستقبل تضيف المصادر بدا انه يتمرد على قرارات رئيس التيار ويغرد في سرب القوى السلفية لاسباب محلية وقد رفع من سقف خطابه السياسي في الاونة الاخيرة بما شكل تناقضا مع مواقف رئيس التيار وتسبب باحراج لدى قيادات مستقبلية. وتشير المصادر الى ان ما يجري في صفوف كتلة المستقبل ومسؤوليه يؤكد حالة التشرذم التي بدأت تصيب صفوف المستقبل على وقع الانقسامات التي تحصل على خلفية طموح عدد من النواب والعاملين في الحقل السياسي لمناصب نيابية ووزارية. وان البعض من هؤلاء يحاول دغدغة مشاعر القوى السلفية على حساب التيار الازرق.
فيما ترى اوساط ان هذا التيار يلعب دورا مزدوجا، من جهة يعلن حربه على الارهاب وعلى المتطرفين ومن جهة اخرى يترك لبعض نوابه وسياسييه حيزا في استقطاب الشارع السني وخاصة جمهور القوى السلفية، عدا عن ميول شعبية الحريري باتجاه القوى السلفية بدليل مشاركتها في الاعتصامات التي جرت مؤخرا.