خاص موقع خبر – منذ سنة تحديدا وحتى اليوم يعيش قرابة 6 ملايين نسمة على وقع تهديد اللبنانيين بالخبز والبنزين واليوم بالدواء بحجّة ارتباط كل ما سبق بالدولار وانهيار الليرة, لكنّ كل المؤشرات تدل على طمع تجار ومافيات.
في كل يوم, يخرج في الإعلام “خزعبلة” جديدة على اللبنانيين تهدد أمنهم المعيشي, فعملتهم المنهارة الى أدنى مستوياتها منذ بدء التاريخ المعاصر قلبت كل موازين الحياة على رأسهم, فالدولار الواحد الذي كان يساوي 1500 ليرة لبنانية, بات اليوم يساوي 8000 ليرة وسبق ان وصل الى 10 الاف.
خبز وبنزين
ارتفعت الأسعار بشكل جنوني لناحية تلك المستوردة, وبنفس الوقت رفع “تجار الدم”أسعار السلع الرئيسية المحلية الصنع والخضار وحتى الخبز المدعوم أصلا.
أما البنزين, المادة الأساسية لكل سيارة يتنقّل فيها لبناني, وهو مدعوم من مصرف لبنان, فيتم تهريبه على عينك يا تاجر, ليربح منه هؤلاء فرق سعر الدولار بين لبنان وسوريا, وعليه بات المواطن في لبنان “يشحذ” نصف تنكة من المحطات التي لا تقبل ببيعه أكثر من ذلك وبعد انتظاره ساعة في الطابور الطويل.
الدواء أين ؟
واليوم, الدواء في خطر حقيقي, كاميرا وفريق “اكس خبر” تجوّلوا في قلب بيروت وشهدوا على ما يجري, فالصيدليات شبه فارغة, والأدوية الأساسية للأمراض المزمنة مثل القلب والسكري والضغط مقطوعة.
نقيب الصيادلة غسان الأمين, يُقرّ ويعترف بفقدان الأدوية في كل الصيدليات, وهو لا يوجّه اصبع الاتهام الى أحد بل منفتح على كل الاحتمالات, بين تهريب يحصل الى سوريا والعراق, وبين احتكار مافيات الدواء لكميات ضخمة بهدف بيعها لاحقا حينما يتم رفع الدعم عن الأدوية.
التهديد بوقف دعم الدواء من قبل مصرف لبنان لربما السبب الرئيس في الأزمة الحالية, فمع ارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية, واضطرار البنك المركزي الى تغطية فرق العملة لاستيراد الأدوية دون رفع سعرها 6 مرات, بات الأخير هو من يحتاج الى دعم مع شحّ قدراته الدولارية.
اكس خبر يتحرّى الدواء في لبنان
وبحسب مشاهدات “اكس خبر” في صيدليات بيروتالكبرى والصغيرة منها, فإن حليب الأطفال شبه مقطوع مثل “سيميلاك” وباقي الماركات تُباع بالحبّة الواحدة فقط مثل “بليدينا” وحليب “نوفالاك” للأطفال وغيره.
كذلك أدوية القلب “براليكسين” و “سينجاردي” والسكري والضغط “أملور” والحساسية “أتاراكس”, وحتى “البنادول” الذي يتعاطاه المواطنون بشكل يومي, بات يُباع “بالظرف” الواحد, مع انقطاع البنادول المخصص للأطفال نهائيا عن السوق !
نقيب الصيادلية كحال الصيادلة وكل الشارع اللبناني لا يعرف ما يجري حقيقة, لكن الوضع ظاهر للعيان, حفنة من المافيات قررت ركوب موجة الدولار, واحتكار الدواء بانتظار رفع الدعم عنه لبيعه بأسعار مضروبة ب 6 مرات او اكثر, والاستفادة من المرحلة الراهنة!