الكاتب تركي الدخيل – تصريحان لافتان يستحقان التداخل معهما، أحدهما للشيخ عائض القرني الذي انتقد تدريس الجامعات لنقائض جرير والفرزدق، معتبرا أن تدريس النقائض يخرّج طلابا يدمنون السب والشتم، والآخر للشيخ صالح المغامسي الذي رأى في مواقع التواصل الاجتماعي مرتعا لـ«الرويبضة».
بغضّ النظر عن صحة هذين التصريحين أو مضمونهما، لكنهما يعكسان القلق العام تجاه تراجع الأخلاق، وتضاؤل الكلام الطيب، وانتشار «قلة الأدب» في مواقع التواصل، أو في المجال العام على حد سواء. والتراجع مخيف بدليل الدعاوى الكثيرة، التي يرفعها مغردون ضد الشتامين المنفلتين.
قبل 20 سنة كان
الشاب له حدود في التعبير، وللمجالس قيمتها، وللتعامل مع الآخرين أساليب وأسس يتعلمها الإنسان منذ الصغر، لكن حدث انتقال بسرعة الضوء من «اللاحديث» إلى «الثرثرة»، من دون العبور بقنطرة، فأصبحت الأخلاق بحكم المنعدمة، وربما سمعت الشتم من الصغار للكبار بمرأى من الوالدين، وربما استظراف، وضحك، وإعجاب!
قرأتُ رد الدكتور عبدالله الحيدري على الشيخ عائض، التعميم بالطبع ممتنع، لكن بالجملة فإننا بحاجة إلى منظومة تعليمية تربوية، لاستدراك ما تبقى من القيم الأخلاقية التي تربّى عليها أجيالٌ وأجيالٌ، لكنها تتهدم، بسبب المساحة المتاحة من دون رقيب أو حسيب، ولله في خلقه شؤون.