مطلق الوهيدة – أمسك أعنان أحصانها لا تهده
في ما مضى خابرك يا شيخ خيال
أردنا أن نبدأ بهذا المثل كما أوردنا أمثلة أخرى تقال عند الفطرة، ولم يدخل عليها تصنيع أو ديكورات لفظية، وهي والله لو حللت تحليلات علمية، لوجدت ما تحدثت عنه واقعا في هذا الزمن، ولكفتكم معرفة بواطن الأمور، التي تستغل مع شديد الأسف من قبل أناس بلا بهم الله عز وجل الأمة الإسلامية، والأخص الدول العربية، هذه الفئة من البشر من الذين من الذين وصفهم القرآن الكريم وكأنهم خشب مسندة، تراهم يتنابزون ويتلامزون عبر الإعلام، الذي مع شديد الأسف أيضا زرعوا فيه بعضا من تنابلتهم في وقت غاب العقلاء اصحاب الافكار النيرة من الذين يتمتعون بقوة التحليل، والأقدر على فهم واقع الامور، ويضعون احتمالات اقرب للصواب لما تتجه اليه هذه الاحداث، من هذه الفئات الضالة التي عبثت بواقعنا العربي. ونحن نستشف من هؤلاء اتجاهاتهم العبثية محليا واقليميا من خلال العنوان الذي نضعه في مقدمة المقال كما نرمز إليه بأبيات من الشعر النبطي الواضح للعادي والمثقف على حد سواء، ولكن السيرة والمسار لما يقصده المخلصون يتعرض من جانب من زلمات تلك الخشب المسندة وللبعض منهم القدرة على فك الشفرة ومعرفة العبرة، أو من الذين لا تتلطف مزاجاتهم وأفكارهم مع هذه أو تلك لأنهم يحملون أفكارا تخصهم، ولا يريدون أن تصيبهم أفكار تبطل ما يسعون إليه، حتى ولو كان في نهاية المطاف على حسابهم وحساب أمتهم.
ونحن لم نتعود على التعامل مع هيك فئة، لأن الفئات التي كنا نتعارض معها فكريا ووطنيا كانت واضحة في حلبة المبارزة، ويتسنى لنا ولهم الحجة بالحجة، والمنطق مقابل المنطق، والاتجاهات الفكرية، والاتجاه واضحة لمن أراد الانتساب لها، ولكنها اليوم اصابها المثل الذي يقول «كل من صادها عشاها عياله»، أو «حارة كل من إيده له».
وهذا الأسلوب لم ولن يدوم يا سادة ومقدمة الأحداث تشير إلى ذلك من حولها، والله يستر على باطنكم الذي أدخلتم فيه كثيرا من التعفن، واخليتموه من العفة والتعفف، والتي هي سلوكية الحياة الطبيعية لقرة العين والاستقرار، كفانا الله وكفاكم عدم البصر والبصيرة.
أكتب هذه المقالة وأنا أعتقد بل أكاد أجزم، أن المستفيدين منها ومعرفة مقاصدها وما تجلب الايام والشهور القادمة لم يعرفها إلا القليل والله المستعان.
العقل والتعقل والعقلاء أصابهما نوع من العجز والخمول، حتى بعض المتمثل فيهم الفقه الديني أصبحت فتاواهم متباينة ومهيجة لمزيد من الأحداث، والبعض منهم خضع لمتطلبات العم سام وسمومه، التي سادت الأمم منذ قرون، ولا تحتاج إلى قوة التحليل أو معرفة مقاصدها، لأنها برزت عبر الأجيال بنفس الأساليب والمقاصد مع بعض المسميات والتشكيلات ولكن النتيجة كما سبقتها، والشعوب أصابها عدم الاستفادة من تلك الأحداث، بل زاد بينها الجهل والتصديق لما يدعون إليه من قبل المزروعين في جسم الأمة، وتستطيع التعرف عليهم (بلحن من القول).
وعلى كل حال، رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير، وأرجو ألا يزداد الهرج والمرج في هذا الشهر الفضيل، ولا نريد أن نزودكم بأبيات من الشعر تليق بما سلف ذكره من أحداث في هذه المقالة وهذا الوقت العصيب، لأنها ستلقى ويحكم عليها بالاعدام، ولكن سنعطيكم أبياتا من الأسلاف، لعل وعسى أن تغنيكم هذه الابيات العتيقة عن الابيات الجديدة.
هذا، ونرجو من علماء الدين بجميع مذاهبهم، أن يبتعدوا عن الأمور الحساسة في ظروف كهذه الظروف، حتى لا تستغل من الجهلاء واصحاب المآرب الخبيثة، وجزاكم الله خير الجزاء.
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه
فقوِّم النفس بالأخلاق تستقم
والنفس من خيرها في خير عافية
والنفس من شرها في مرتع وخم
لا تحسبن العلم ينفع وحده
ما لم يتوَّج ربُّه بخلاق
فإذا رُزقت خليقة محمودة
فقد اصطفاك مقسم الارزاق