رامي جابر – رؤية ضبابية تحيط بالخرطوم وباقي الولايات بعد إزاحة عمر البشير من الرئاسة بسيناريو لا يعمه الا الله ومدبريه في الداخل والخارج ومن يرى الصورة الكاملة لا بد وأن يعلم أن السودان يستنسخ الحالة المصرية الانقلابية بالحرف وكأن نفس الرعاة له هناك حملوا حقائبهم وانتقلوا الى سودان اليوم.
تفاصيل صغيرة يتم نقلها تماما كعملية النسخ واللصق Copy-Paste من القاهرة الى الخرطوم, نفس الشخصيات والمستويات العسكرية ونفس الأشخاص بأسماء أخرى يمكن للمتابع أن يراها هنا وهناك دون حاجة كبيرة للغوص في بحر الذكريات.
الاعتماد على النسيان
في مصر السيسي ينتهج العسكر والانقلابيون هناك فكرة أن الشعب المصري “ينسى” بسرعة وسهولة وهم بالفعل كذلك في كل المواقف, لكن ليس بعد الثورة على الراحل محمد مرسي فيبدوا أنهم فهموا الأمر بعدما تكشّفت لهم خيوط المؤامرة وانكشفت اتصالات مسربة بين العسكر وشخصيات مرموقة من اعلاميين وممثلات يعترفون بها بأفكارهم الخبيثة هذه وهو ما خلق حالة حزن لدى شعب ال100 مليون لأن قيادتهم الجديدة تعتقدهم جميعا تبعيين وبسطاء في التفكير.
السودان يستنسخ الحالة المصرية الانقلابية بالحرف وكل يوم أكثر
في كل يوم يمضي على السكوت العالمي لما يحصل في السودان من قمع وترهيب وتمرير للسلطة العسكرية يزداد الشجب والسخط الشعبي أكثر اذ رأينا بالأمس فقط نفس حلقات الدراما المصرية مع هبوب رياح ما سمّوه “الإدارات الأهلية” وهم من يعتبرون نفسهم “كبار القوم” هناك ففوّضوا المجلس العسكري لتشكيل حكومة كفاءات وطنية, ليبادرهم من جانبه الفريق أول محمد حمدان حميدتي نائب رئيس المجلس العسكري بقبول المجلس لتفويض الإدارات الأهلية لتشكيل حكومة مدنية.
مسرحية واقعية نتابعها يوما بعد يوم في الخرطوم وولايات السودان كافة مع جيش يبدو أنه متعطش لسفك الدماء رغم كل ما سبق واعتقدنا أنه مختلف عن باقي الجيوش العربية بسبب ثقافة أفراده واللحمة بينهم وبين الشعب والذي تبيّن أنه مجرد مصالح والفكر الأكبر هو إبداء المصلحة المادية طبعا والمناصبية على كل مبدأ او كرامة.