نشرت إحدى الصحف، ونقلت عنها بعض وسائل الأعلام، معلومات ملفقة تفيد، بأنه عندما تقرر توقيف العميل غسان الجد، أبلغ قائد الجيش وزير الدفاع بالأمر، فطلب الأخير التمهل لبعض الوقت، لكن العميل سافر في اليوم التالي إلى خارج لبنان.
يهم قيادة الجيش أن توضح ما يلي:
أولاً: بعد أن توافرت معلومات لقيادة الجيش عن عمالة المدعو غسان الجد، خلال شهر أيار 2009 ، قامت فوراً بعدة ملاحقات ومداهمات للاماكن المحتمل وجوده فيها، ولم تعثر عليه، بعدها أعلم قائد الجيش العماد قهوجي معالي وزير الدفاع بموضوع عمالة الجد، وانه لم يتم التمكن من العثور عليه بسبب فراره.
ثانياً : لقد دأبت وسائل الاعلام المحلية منذ فترة على نقل معلومات منسوبة لوسائل إعلامية أخرى، أو لوسائل إعلام العدو الإسرائيلي، سواء ما يتعلق بملف التعامل مع العدو، أو في موضوع الحوادث الاخيرة في الجنوب. ويغيب عن بال هذه الوسائل أن نشر معلومات مغلوطة بهدف الاساءة إلى المؤسسة العسكرية إنما هو هدف يسعى إليه العدو لتشويه صورة المؤسسة وضربها، وهو لا ينفك يجند في وجهها حملة اعلامية شرسة من خلال اللوبي الصهيوني وأنصاره في الخارج، رداً على الدور الوطني الذي تقوم به هذه المؤسسة في الدفاع عن لبنان. كما يغيب عن بال وسائل الاعلام أنها عندما تروج لمضامين الحملة الإسرائيلية على الجيش اللبناني، إنما تشارك، من دون قصد، في تحقيق أهداف هذه الحملة.
ثالثاً: إن قيادة الجيش ترى من واجبها التنبيه إلى خطورة ما يطلقه البعض في وسائل الاعلام، من تلفيقات تحت معلومات من مصادر، أو تسريبات، بعيداً عن الاحساس بالمسؤولية الوطنية، تجد من واجبها أيضاً لفت نظر هذه الوسائل بأن لا تكون أداة لحملات إعلامية خارجية، لا يروقها قيام الجيش بواجبه الوطني، ولا قيام الدولة القوية بمؤسساتها.
رابعاً: تحذر هذه القيادة بعض الساعين إلى السبق الصحفي الملفق، أنها لن تكون محرجة في اتخاذ الوسائل القانونية للحفاظ على المؤسسة العسكرية في الداخل، كما لم تكن محرجة أبداً في مواجهة الاعتداءات الخارجية دفاعاً عن سيادة لبنان، وهي تعرف أن لها في الجسم الاعلامي مخلصين كثر، لا يروقهم أن تتحول بعض وسائل الاعلام إلى منبر للانتقام من الجيش وشهدائه.