لفت رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى أن “تكريس الهدوء في لبنان يتطلب الالتزام بخطاب سياسي هادئ، وكما لاحظتم انه خلال شهر رمضان المبارك صدرت بعض الخطابات السياسية العالية النبرة وهناك البعض لا يزال مستمرًا في اطلاق مثل هذه الخطابات، ولكن المهم اننا كمسؤولين في الدولة علينا ان نتصرف بمسؤولية، وأنا كرئيس مجلس وزراء كل لبنان عليّ أن أتصرّف بمسؤولية ايضاً وأقول الكلمة الطيبة ويجب العمل على أولويات الناس التي تشكل اولويات الحكومة”، مضيفاً: “فالانتقاد السياسي امر طبيعي شرط ان لا يتخطى الثوابت التي تستفز الآخرين، والمسؤولية تحتّم علينا أن نكون على قدر كبير من التواضع والترفع عن الصغائر وأن نكون اقرب ما يكون الى الناس، فكلّما كان التيار السياسي لفئةٍ ما كبيراً كلّما وجب على المسؤولين فيه ان يتواضعوا اكثر فأكثر لأن هذا هو السبيل الوحيد لينعم البلد بالهدوء، ولنتذكر معا كم كان رفيق الحريري كبيرا وكم كان متواضعاً”.
مواقف الحريري جاءت بعد الإفطار الأخير لهذا العام والذي أقامه في قريطم على شرف هيئات وفاعليات ثقافية واجتماعية حضرها الوزراء محمد جواد خليفة ومنى عفيش وسليم وردة ومحمد رحال والسفير السوري علي عبد الكريم علي ونائب قائد القوات الدولية في الجنوب الجنرال سانتي بونفانتي والممثلة المقيمة لبرنامج الامم المتحدة الانمائي في لبنان مارتا رويداس والسيدة نورا جنبلاط وملكة جمال لبنان رهف عبدالله. وقال: “ما أريد أن أقوله لن يغرق في التفاصيل، لأنني آليت على نفسي أن أذهب بعيداً في اعتماد الخطاب الهادئ، وأن أتجنب أي استغلال للمناسبات الأهلية والشعبية، مهما نفخوا في أبواق الاستفزاز السياسي والإعلامي. فالصوت العالي مع مكبّر للصوت، لن يتمكن من الوصول إلى عقول الناس، لكنّه قد يستطيع أن يحفر في غِلْ الصدور أو يعمل على تأليب النفوس، ولذلك فإنني لن أيأس من الدعوة إلى وقف الصراخ السياسي وتنزيه الخطاب عن كل أشكال الإسفاف ووسائل التهجم التي نسمع بها من حين إلى آخر”.
وأردف الحريري قائلاً: “إننا نؤمن بالعيش المشترك وبالوحدة الوطنية في هذا البلد، وهذه ليست مجرد كلمة تقال، لقد شكلنا حكومة وحدة وطنية الا ان البعض لا يتصرف على هذا الاساس احيانا. ولا شك اننا نختلف بالسياسة في بعض المراحل، ولكن هذا لا يجب ان يؤثر على عمل الحكومة ككل، فنحن نؤمن بالعيش المشترك وبالمناصفة التي يجب ان تكون لدينا قناعة حيالها، لأن لبنان لا يمكن ان يعيش من دون مسيحييه او مسلميه، ويجب على كل واحد منّا وعلى كل المسؤولين ان يتصرفوا على هذا الاساس، وأن يعبّروا عن هذه القناعة ليس بالكلام فقط بل بالعمل ايضاً، ولا يتوهمنّ احد انه قد يكون هناك غالب ومغلوب في لبنان”.
إلى ذلك، أكد الحريري الالتزام بـ”تنفيذ الخطط التي أقرّتها الحكومة وخاصةً الكهرباء والمياه”، وقال: “ننتظر ان يُقرّ المجلس النيابي بالتعاون مع الرئيس نبيه بري الموازنة للمباشرة بالتنفيذ، وهنا لا بد لي من التنويه بدور فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي ومنذ لحظة انتخابه، يشهد البلد باستمرار استقراراً”.
واشار الى انه “رغم ما نشهده احيانا من بعض الخطابات التي لا تكون في محلها ولكن في النهاية هذا لبنان، ونحن نؤكد على التعاون الكبير مع فخامة الرئيس، فهو في النهاية رئيس البلاد ونحن بحاجة لأن نتعاون جميعاً في ما بيننا لما فيه مصلحة لبنان وشعبه”.
وختم الحريري: “لقد استشهد الرئيس رفيق الحريري من اجل هذا البلد لأنه كان يحبه كثيرا، وسعد الحريري مستعد لأن يقوم بكل شيء في سبيل لبنان لأنه يحبّه كثيرًا أيضاً”، مؤكدًا أن “السيدة نازك وبهاء وأيمن وفهد وعدي وجمانة وهند هم جميعاً قلبُهم في هذا البيت ولن نفرط بدماء الرئيس رفيق الحريري، وسنكمل هذه المسيرة التي بدأناها في 14 شباط بعد اغتياله، ونؤمن ان هذا البلد هو لجميع ابنائه، وسيبقى بلد الحداثة والانفتاح والحوار، حيث الهدوء هو السبيل الوحيد لإيصال هذا البلد الى بر الامان”.