خاص – تتواصل أساليب الولايات المتحدة في التفنّن بمعاداة العالم أجمع, وهو ما يشير له صراحة الضخّ الاعلامي الحالي للتسويق لما يُسمّى “الحرب المزمعة في اوكرانيا” والتي يبدو جليا انها تأتي كعنوان أشبه بأكذوبة ضمن المسلسل الامريكي الطويل.
وما أشبه اليوم بالعام 2003, حين تكالبت وسائل الإعلام الكبرى بتحريض من الدول الأقوى حينها للتسويق الى ضرورة ضرب صدام حسين الذي “يملك ترسانة صواريخ كيميائية” يمكنه ان يحرق العالم بها, ليتبين لاحقا ان العراق لم يكن يملك سوى رجال وقفوا وقالوا “لا” للامريكي والصهيوني حينها, وكل سلاحهم كان عبارة عن “خردة”.
لكنّ روسيا ليست العراق, وبوتين ليس صدام او غيره, فالدب الروسي لا يتهدد, بل يهدد ولا يخاف, ويعلم ان اوروبا واميركا واسرائيل يخشونه, حتى ان رئيس فرنسا والمانيا في زيارتيهما الأخيرة الى موسكو, لم يتجرّآ حتى على اجراء فحص الكورونا خوفا من تحصل روسيا على البصمة الوراثية الخاصة بهما !
بين روسيا واوكرانيا
وقد سبق وصرح مسؤولون أميركيون وبريطانيون كبار باحتمال أن تهاجم روسيا جارتها أوكرانيا في أي لحظة، مع تجديد التحذير من تداعيات ذلك على الأمن الأوروبي، كما أظهرت الأقمار الاصطناعية تحرك القوات الروسية إلى مواقع هجومية.
وفي حين أعلن الناطق باسم البنتاغون جون كيربي إنه من المرجح جدا أن يتخذ بوتين تحركات عسكرية دون سابق إنذار، أكد أن بوتين قد زاد الحشود العسكرية والاستعداد للهجوم.
بالجهة المقابلة وفي دليل على الضياع الذي تعيشه الأجهزة الأمريكية والكمّ الكبير من التناقضات, أعلنت روسيا اليوم الأربعاء انتهاء مناورات عسكرية وسحب جزء من قواتها من شبه جزيرة القرم التي ضمّتها عام 2014.
وكانت روسيا أعنت مساء أمس الثلاثاء أن بعض قواتها عادت إلى قواعدها بعد تدريبات بالقرب من أوكرانيا، كما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه مستعد لمواصلة الحوار مع الغرب.