ع.د – الجامعة العربية تحركت نصرة للقدس وطالبت وزراء الاعلام العرب بتخصيص اسبوع لدعم مدينة القدس وتوضيح ما تتعرض له من أخطار تهويد وتغيير طابعها التاريخي والسكاني.
وفق هذه السياسة الإعلامية تحركت اذاً الجامعة في ظل تهديدات اسرائيلية متفاقمة تستهدف القدس والاقصى.
فاسرائيل لم توقف محاولاتها الرامية الى التغيير الديمغرافي والجغرافي في الاراضي الفلسطينية المحتلة لا سيما في القدس لنزع الهوية العربية الاسلامية وطمس معالم ثقافتنا وفرض التهويد كواقع سياسي على المدينة.
تحذيرات كثيرة اطلقتها منظمات وجمعيات اسلامية وحقوقية لنصرة القدس والاقصى، في ظل مواصلة اسرائيل مصادرة الاف الدونمات من الأراضي التابعة للقرى المقدسية واقامة المستوطنات عليها بالاضافة الى الحد من التوسع السكني الفلسطيني وازالة منازل فلسطينية بحجج واهية، وتسليط المستوطنين على المقدسيين لتنفيذ اعتداءات عليهم بتغطية من الجيش الصهيوني، وكذلك عزل مدينة القدس وضواحيها عن محيطها الفلسطيني في الشمال والجنوب. أما الخطر الاكبر فهو المحاولات الاسرائيلية الهادفة الى هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم مكانه.
الامر استنفر الجامعة العربية التي اعلنت عن سلسلة خطوات لدعم القدس واهلها واقصاها، فدعت الجامعة أجهزة الإعلام العربية الى ضرورة إبقاء القضية الفلسطينية عموماً وقضية القدس والمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية خصوصاً، حية في عقول وقلوب العرب والمسلمين من خلال برامج التوعية الإعلامية وفق سياسة إعلامية عربية متواصلة، والعمل على حشد الرأي العام العالمي لمناهضة الإجراءات والسياسات الإسرائيلية في المدينة المقدسة.
اهمية الدعوة هي انها تأتي في ظل ظروف اقليمية وعربية معقدة، غيّبت قضية القدس بشكل كبير منذ انطلاق ما يسمى الربيع العربي، وجعلت هذه القضية في اخر سلم الاولويات عند الشعوب العربية بعد تسليط الضوء اعلاميا على مجازر الارهاب والاقتتال الطائفي في اكثر من وطن عربي، وتبني محطات فضائية كبيرة لبعض الثورات فأفردت لهذا الصراع مساحات واسعة على حساب القضية الفلسطينية.
هذا الواقع دفع اسرائيل لاستغلال المكان والزمان لشن عدوانها على غزة في صيف العام الماضي. عدوان استطاعت تواتر الاحداث الامنية الجارية في العالم العربي وسرعتها ان تُلهي الشعوب العربية عن الذكرى الاولى له والذي صادف في 8 يونيو الجاري، فمرت الذكرى خجولة الا على اهل المصاب الذين احيوها بادانات وتجمعات احتجاجية، ولجوء الى المحاكم الدولية.
أما قضايا سوريا والعراق وليبيا وتونس فما زالت تتصدر المشهد، الامر الذي يؤكد اهمية دعوة الجامعة العربية الى اعادة الحياة لقضية القدس في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها امتنا، لأن جميع القضايا الانسانية في سوريا والعراق واي بلد عربي اخر، مهما بلغ من اهمية فإنه لن يرتقي الى اهمية القدس والمسجد الاقصى الذي يشكل عنوانا لشرف الامة، واذا ما ضاع، فستضيع معه حتما هويتنا العربية.