إكس خبر- أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن “الشعب السوري مارس الديمقراطية بأبهى صورها وكان الخيار خيار الشعب والديمقراطية من صنعهم، وأنهم وقفوا في وجه الفتنة ولم يسمحوا لرياح الفتنة أن تضرب عقولهم وقولبهم ولم يركعوا الا الله وصمدوا وتمسكوا بوطنهم“.
واعتبر الأسد، خلال مراسم أداء القسم الدستوري بعد انتخابه رئيسا لولاية جديدة، أنهم”عندما قالوا الله أكبر كان الله أكبر منهم لان الله مع الحق والحق مع الشعب”، مشيراً إلى أن “سنوات مرت كان للآخرين القول وكان للشعب الفعل، أرادوها ثورة فكان الشعب هم الثوار الحقيقيين“.
وهنأ سوريا “بشعبها الذي تحدى كل أشكال الهيمنة والعدوان، بيده لمن حمل السلاح بلسانه عبر قول كلمة الحق، بشعب أفشل العدوان، شعب غير بصموده كل المعطيات”، ورأى ان “البولصة عادت واضحة عند الكثير ممن ضاعت عنهم الرؤية وانشكفت الوجه على حقيقتها“.
وتوجه للشعب السوري، قائلا: “لم يتركوا وسيلة قذرة الا واستخدموها وفشلوا باقناعكم أنهم الحريضين على مصالح الشعب وحوقكم وفشلوا بغسل ادمغتكم او ان يكسروا ارادتكم“.
وأكد أن “الشعب تحدى الاعصار وسمع الكون صوتهم رغم كل محاولات التشويش واسمعوا العالم الحقيقة التي أرادوا اخفائها”، ولفت إلى ان “ساعات قليلة خرج فيها الشعب ليعبر عن رأيه وكانت كفيلة لمحو كل الارهاب والتزوير الذي مورس لسنوات، اسقط الشعب الارهابيين بأصواته واسياده من دولة وقادة ولن تقف النتيجة عند هؤلاء بل تجاوزتها لاسقاط كل انتهازي استغل الازمة وكل من نأي بنفسه عن الازمة منتظرا ايضاح موازين القوى“.
واعتبر أن “الانتخابات كانت بالنسبة لاعداء الوطن السبيل لازالة الشرعية عن الدولة أما بالنسبة لنا كمواطنين كان معركتنا للدفاع عن السيادة والشرعية وكرامة الشعب وكانت المشاركة الكبيرة استفتاء للشرعية لمواجهة الارهاب وكان المهم من كان سيسقط وليس من يفوز انتخابات الخارج الفعلية والرمزية، بعد أن جهدت الماكينات المعادية لاظهار كل من خرج من المواطن كمعادي للدولة”، قائلاً: “انتم الصفعة من السوريين في الخارج الذين أكدوا تمسكهم بالوطن ولم تمنعوهم ظروف الاغتراب عن هذا الاستحقاق الوطني”. وأكد أن “البعض خاطر بلقمة عيشه وواجه تهديدات حاولت منعه من الخارج، خافوا من تعبير السوري عن رأيه لانهم فهموا انها أكثر من انتخابات بل دفاع عن الوطن وسيادته، وهذا هو نفق الغرب فكيف يدافعون عن شعب منعوه من قول كلمته”، معتبراً ان “السوريين قد عبروا خارج حدود الوطن أنهم سوريون قلبا وروحا وأثبتوا ان سبب خروجهم هو ارهاب المسلحين وممارستهم”، متسائلاً: “كيف يمكن لمواطن كاره لدولته أن يكون قادرا على احداث هذا الفارق الشاسع؟”، موجهاً التحية والتقدير إلى “كل اؤلئك”، مؤكداً أن “الضع سيعود أفضل من ما كان“.
وأكد أن “السوريين أفشلوا الخصوم وأثبتوا أنهم شعب لا يخشى التحدي”. وأوضح أن “من يريد أن يتوقع سلوك شعب عريق عليه أن يتمتمع بنفس العراقة التي تظهر في الاومات الوطنية الكبرى، واليوم أنتم القادرين على تعليم الخانعين في منطقتنا العربية مفاهيم الكرامة ودروس في الديمقراطية وأن تعرفوهم على أشياء لم يسعوا منها من قبل الانتخابات والدستور والكرامة“.
وأشار إلى أن “الانتخابات كانت الرصاصة التي يوجهونها الى الارهابيين، ملايين الرصاصات أثبتت أن كل أمبراطوريات النفط والاعلام لا تساوي شيئا أمام موقف وطني صامد وان كلامهم لا يصمد ساعات أمام شعب حر“.
وشدد على “أنهم غير قادرين على تهديدنا لكن ليسوا قادرين على اخافتنا”، وحيا “المرشحين حسان النوري وماهر حجار الذين عبرا عبر خوضهم الانتخابات عن عراقة السوريين وتطبيق الدستور الذي هو حماية للوطن والاستقرار، و ولكل مواطن تحدى القذائف والنار من أجل التعبير عن موقفه، والى الجنود الجرحى الذين حضروا من أجل التصويت والى المرأة المسنة ولشعب كامل حمل طموحاته والامه وجاء ليسمع العالم صوته“.
وأكد أن “الانتصار ما كان ليتحقق لولا دماء الشهداء، لولاهم جميعا لما حمينا الدستور والقانون والمؤسسات، منهم تعلمنا معاني التضحية والقبات ولا نزال”.واعتبر الأسد أن “الحرب التي تخاض ضدنا قذرة وعلى الرغم من كل الظلم والدماء والدمار لن يقرر هذا الشعب الاستسلام”، مشيراً إلى أن “الشعب السوري شعبا تدفعه الضغوط الى التحدي وها نحن اليوم ننظر الى المستقبل وننطلق باتجاهه لان المستقبل ملك الشعب وليس لاحد غيره“.
وشدد على أن “سوريا لا تزال سوريا الحية القادرة على الصمود والبناء وهنا تتجلى عظمة الشعوب وحضارتها، والبلاد ببعده الحضاري ودور شعبها التاريخي وبالسيادة والقدرة على مواجهة الحاضر وصناعة المستقبل”، ذاكراً أن “العدوان لا يستهدف اشخاص أو حكومات بل بنية الموطن وابنائهم لتحويلهم الى قطعان يقادونا عن بعد”. وأشار إلى أن “العدوان لم يكن لتخليص الشعب من سلبيات كما قالوا أو أعتقدوا بعض السذج، وما غير ذلك الا تحالفهم مع أكثر دول المنطقة تخلف وقمعا لشعوبها“.
ورأى أن “فشلهم لا يعني توقفهم عن استنزاف سوريا من أجل تحقيق أهدافهم والغرب الاستعماري لا يزال على حاله“.
وأوضح أن “الرؤية منذ الايام الأولى للعدوان كانت بالنسبة لنا واضحة، حينها لم يقتنع الكثيرين بكلمة عدوان أن هناك مخطط كبير، صورة بدأت تتكشف منذ حرب العراق، ولم يكن موقفعا حينها حبا بالعنتريات، ونحن لا نحب العنتريات ولا البندريات التي تعني تحول الانسان الى منبطح أو عميل”، مشيراً إلى أن “موقفها لم يكن حينها مبنيا على حب المواجهة أو العنتريات، رفضنا غزو العراق لانه كان بداية لتكريس الانقسام والتقسيم واليوم ندفع ثمنه غاليا“.
وتساءل “أليس ما نراه في العراق اليوم وفي لبنان وفي كل الدول التي أصبها داء الربيع المزيف هو الدليل على ما حذرنا منه؟”، مؤكداً أنه “قريبا الدول التي دعمت الارهاب ستدفع الثمن غاليا، وسيدركون أن المعركة التي نخوضها هي للدفاع عن الكثير من الشعوب نتيجة القصور عن سياسييهم وقلة استيعابهم لمنطقتنا وسبل التعاون مع شعوبنا”، لافتا إلى أنه ” من نفس المنطلق حذرنا أن المخطط لن يقف عند حدود سوريا، حينها قال البعض أن الرئيس السوري يهدد العالم لمجرد التهديد“.
وتساءل “اذا كان الغرب لا يتعملون الا متأخرين فهل سنكون مثلهم؟ هل كان علينا أن ننتظر 3 سنوات ونضحي بدماء أبنائنا كي نكتشف أن ما كان يجري مخطط ضد أبناء الوطن وليس ربيا او حرية؟ هل كان علينا الانتظار 12 عاما لكي نفهم أن غزو العراق سيجلب الارهاب والتقسيم الى منطقتنا؟ هل كان علينا أن ننتظر سنوات لنكشتف أن استغلال الدين والارهاب وجها لعملة واحدة؟ لم تكن تجربة الاخوان الشياطين في الثمانينات كافية؟“.
وأكد أن “من لا يحمي وطنه لا يستحقه ولا يستحق العيش فيه، وانطلاقا من ذلك قررنا السير في مساريين متوازيين، ضرب الارهاب والقيام بخطوات لمن يريد العودة عن الأهطاء”، وأشار إلى أن “كل من عاد الى الطريق الصحيح اكتشف أن الدولة كالأم الحنون التي تغضب من ابنها العاق لكنها تسامح عند التوبة وكثيرين من هؤلاء قاتلوا الى جانب الجيش”، وشدد على عدم “التوقف عن ضرب الارهاب لاعادة الامن الى كل بقعة في سوريا”، قائلاً :”لا يهمنا من خرج خائنا أو عملا أو فاسدا، نظفت البلاد نفسها من هؤلاء ولم يعود لهم مكانة أو مكان بين السوريين“.
واعتبر أن “الحل السليم يبنى على المصالحات الداخلية لما يعنيه ذلك من حقن لدماء السوريين وقطع الطريق على الخططات الخارجية، وهي لا تحل محل الحوار الوطني مع مختلف الفئات وسوف نستمر به لانه حول مستقبل الوطن وشكل الدولة في كل المجالات“.
وذكر انه “إن كانت الدولة مدت يدها الى الجميع منذ بادية الازمة فانه لا يشمل القوى التي أثبتت لا وطنيته بعد أن راهنت على المتغيرات، القوى العميلة لا نحاورهم كسوريين بل كممثلين للدول التي يدينون بالولاء لها”، معنبراص أن “استخدامهم مصطلح الحرب الاهلية محاولة لاعطاء الارهابيين شرعية، ونحن لا يمكن أن يكون لدين حرب أهلية عندما يكون الجيش والمؤسسات موحدة والحديث عن الحرب الاهلية مجرد وهم“.
وشدد على “تجاوز مرحلة العيش المشترك الى الاندماج المجتمعي، فلا تعايش بعد اليوم ولا تسامح بل تكامل وتجانس”، مشيراً إلى انه “اذا كان هناك شبه اجماع على أن السبب الأساس لما يحصل هو الجهل فان السبب الأهم هو انعدام الاخلاق الذي هو العائق الأكبر لتطور المجتمعات لانه مبني على الاخلاق، فلا تطوير بلا اخلاق وهي قد تؤدي الى حسن تطبيق القانونين والانظمة لكن القوانين لا تسطيتع أن تبني الاخلاق، ودون اخلاق لن يكون هناك شعور وطنيا“.
ورأى الأسد أن “كثيرين لم يحملوا السلاح ولكن سرقوا ونهبوا وابتزوا وكـانوا كالارهابيين بخطورتهم، والحديث عن الاخلاق ليس بديلا عن تطوير الانظمة أو القوانين وادارة الدولة لأن ذلك هو البناء”.ورأى أن “مكافحة الفساد تطلب السير على أكثر من صعيد، الضرب بيد من حديد على كل فاسد، لكن الحساب ليس كافياً بل يجب أن يكون هناك اصلاحاً على مختلف مؤسسات الدولة، بالاضافة الى تطوير مناهج التعليم، ووزارة التربية تقوم بذلك بشكل متدرج ولا يمكن القيام بذلك خلال عام واحد، والاهم من كل ذلك تطوير المؤسسات الدينية التعليمية”، ولفت إلى أن “وزارة الاوقاف بالتعاون مع المرجعيات قطعت شوطا مهما، ونحن لا ننسى الدور المهم لوسائل الاعلام لا سيما الاستقصائي الذي يبحث عن الحالات من أجل متابعتها ومكافحة الفساد“.
واعتبر أن “الدور الاهم والاكثر ديمومة وأساس مكافحة الفساد هو دور المجتمع والاسرة وعلينا جميع أن نربي أبنائنا تربية صالحة، لتكن مكافحة الفساد أوليتنا في مؤسسات الدولة والمجتمع ولننتقل الى ضربه في الجذور“.
وشدد على ان ” الدول التي تقف خلف الارهاب حاولت تدمير مختلف أسس الحياة في سوريا، وكانت عمليات تدمير البنى التحتية، والكل يعرف عن الهجمات التي تستهدف حقول النفط والغاز التي تعتبر من أهم موارد الدولة المالية”، مشيراً إلى ان “تعافي الاقتصاد ينطلق من استعادة هذه البنى المادية التي دمرت وخربت وهذا بحد ذاته قطاع مهم جدا ينعكس ايجابا على القطاعات الاقتصادية الاخرى التي لن تستعيد عافيتها من دون اعادة الاعمار“.
وأكد أن “اعادة الاعمار هو عنوان المرحلة المقبلة وهو الأولوية”، داعيا الجميع إلى “البدء بعملية اعادة ابناء سوريا لنكون جدير بها ولنثبت أن ارادة السوريين أقوى بكثير من أرادة الارهابيين، وهذا يحتاج الى وعلاقة تفاعلية بين الشعب والقيادة، لان وجود القيادة لا يعني الغاء الشعب أو الاتقاء على القيادة فقط من هناك جاءت كلمة “سوا” التي تعني أننا سنعمل معا وسنبني معا كي لا يبقى سوري واحد في مراكز الايواء والمهجرين ولا مبرر للتقاعص والسلبية في التعاطي مع القضايا الوطنية”.ورأى انه “لا يمكن أن نقول لكل هؤلاء أن هناك من سيضعف، والقفز فوق هذه الوقائع يعني الانفصال عن الواقع“.
واعتبر أنه “لو كان الربيع العربي حقيقيا لانطلق من دول التخلف العربية، ولو كان ثورة شعوب لكان انطلق من أكثر الدول تخلفا واستبدادا، تلك الدول التي كانت وراء كل هزيمة وكان وجودها أهم انجازات الغرب واسرائيل، فأين الحماية التي أظهروها للشعب السوري، فلماذا لم يدعموا غزة بالسلاح وأين هم مجاهديهم ولماذا لم يرسلوهم الى غزة للدفاع عن الشعب الفلسطيني“.
واعتقد أن “ما يجري في غزة اليوم هو عبارة عن سلسلة متكاملة، مخططها الغرب ومنفذها دول التخلف، سائلاً “أليس عبد العزيز فيصل من وافق على تقيدم فلسطين الى اليهود، وألم تكن تلك الدول الداعمة للقضاء على جمال عبد الناصر؟ والم تدعم جرائم الاخوان الشياطين ضد سوريا، هذه الدول التي قدمت مبادرة سلام الى الفلسطينيين وههددوهم بأن هناك دماء ستسيل بحال لم يوافقوا وعندما رفضت الفصائل الفلسطينية كان الغزو الاسرائيلي للبنان“.
واكد أن “هذه الدول هي التي قدمت لاحقا مبادرة للسلام ورد عليها شارون بأنها لا تساوي الحبر الذي كتبت به، وعندما اعتدت اسرائيل على لبنان في 2006 هي الدول التي قالت على لسان من يدعو سعود بأن هؤلاء المقاومين متهورين، لان هذه الدول نجحت في تنفيذ مهمتها، وهي أعطيت مهمة تعميم الفوضى في الدول العربية”، مشيراً إلى أن “كل تلك الأحداث والأحداث الأخرى، كانت عبارة عن سلسلة مترابطة من أجل هدف وحيد هو تذويب القضية الفلسطنية، وهاهم اليوم يقومون بالدور الذي قاموا به في سوريا“.
ولفت إلى ان “البعض في سوريا يعبر عن عدم مبالاته لما يحصل في سوريا اعتقادا منه بأن لدينا مشاكل لما يكفي والبعض الاخر يشمت بسبب عدم وفاء البعض من الفلسطنيين وبكلا حالتين هو موقف ساذج، والنأي بالنفس هنا هو كمن يراقب احتراق منزل جاره“.
وشدد على أن “القبة الفلسطينية ستبقى القضية المركزية، وهذا يتطلب منا التمييز بين الشعب الفلسطيني المقاوم وبين بعض ناكري الجميل منهم، بين المقاومين الحقيقيين والهواة الذين يلبسون قناع المقاومة لتحسين وصرتهم، والا سنكون نخدم المشروع الاسرائيلي“.
ورأى ان “شعبا مثلهم هو شعب جدير بالتقدير والاحترام وجدير بأرضه وحضارته”، ووعد بأنه “على الرغم من أننا حققنا انجازات كبيرة في معركتنا مع الارهاب الا أننا لن ننسى رقة الحبيبة التي نخصلها من الارهاب باذن الله، أما حلب الصامدة فلن يهدأ بالنا حتى تعود مطمئنة وما الشهداء الذين ضحوا من أجلها إلا دليل على أن حلب في قلب كل سوري، فكيف لجسد أن ينسى عينه أو قلبه أو كبده”، وحيا “الجيش العربي السوري ومجموعات الدفاع الشعبية والشباب الذين حملوا السلاح دفاعا عن كرامة شعبهم وعزتها، والتحية الاكبر هي لهذا الشعب الذي كان احتضانه لابنائه العسكريين حاضنة لانتصارتها”، وذكر أنه ” لا ينسى الاوفياء من أبناء المقاومة اللبنانية الذين قدموا الشهداء عن محور المقاومة، تحية لهم وتحية لكل عائلة شهيد منهم، بدلتنا الوفاء بالوقفاء واعتبرت أن واجب الدفاع عن سوريا كواجب الدفاع عن جنوب لبنان”، شاكرا “ايران وروسيا والصين، هذه الدول التي احترمت ارادة الشعب السوري“.