مع أن “ماريا لادنبورغر” طالبة طب وعمرها 20 سنة وتنشط في أوقات الفراغ بمساعدة اللاجئين في معسكر لهم بالمدينة، إلا أن اللاجئ الذي تحفظت السلطات الألمانية على ذكر اسمه ونشر صورته لأنه قاصر، ووصل إلى ألمانيا منذ عام فقط، اعترضها وهي تقود دراجتها ليلة 15 تشرين الأول الماضي، وخطفها بعد السيطرة عليها، ربما بقوة السلاح، بحسب وسائل إعلام ألمانية، ومنها صحيفة Bild الشهيرة، كما بوسائل إعلام أوروبية عدة أتت عليه، وملخصه أنهم عثروا في اليوم التالي لاختفائها على جثتها في نهر Dreisam بالمدينة، ومن التشريح اتضح أنها تعرضت لاغتصاب تلاه قتلها خنقاً.
وذهبوا يحققون ويجرون التحريات عند النهر، حتى عثروا تحت شجرة على ضفيرة من شعرها، كما على وشاح يخصها، وبتحليل ما وجدوه اكتشفوا الحمض النووي لقاتلها، فاستعانوا بما لديهم من DNA لألمان وأجانب مقيمين، واهتدوا إلى المراهق واعتقلوه وحاصروه بما لديهم ضده من أدلة وقرائن، فانهار الأفغاني الصغير، واعترف يوم الجمعة الماضي فقط بأنه سيطر عليها حين كانت عائدة تلك الليلة من حفل لطلاب “جامعة فريبورغ” حيث تدرس، وفي اليوم التالي أعلنوا عن اعترافه الذي صدم مشاعر الألمان.
الشموع لعيد ميلادها أشعلوها حزناً عليها
وتلمح معلومات إعلامية بأن المخطوفة فجراً، كانت تعرف المراهق شخصياً، لنشاطها بأوقات الفراغ في مساعدة اللاجئين بالمدينة، أو لأن منزل العائلة التي تبرعت واستضافته ليقيم فيه معها، قريب من منزل والدها، وهو محامٍ خبير بالقانون الدولي، وهو الدكتور Ladenburger Clemens المعتبر اليد اليمنى بالشأن القانوني لمدير المفوضية الأوروبية.
وكان الأب المفجوع يهيئ لإقامة حفل عيد ميلاد ابنته العشرين يوم غد الثلاثاء بالذات، وهو ما قاله في إعلان حزين نشره عنها في صحيفة Frunkfurter Allgemeine بعد اختفائها بعشرة أيام، إلا أنه لم يكن يتصور أن الشموع التي كان سيشتريها لتطفئها ابنته بالنفخ من فمها في حفل عيد ميلادها، هي نفسها التي أشعلوها فيما بعد أسى عليها وحزنا.
أمّا الفتاة الثانية التي يعتقدون بأنه اغتصبها أيضاً وقتلها في تشرين الثاني الماضي بالمدينة نفسها، فهيGruber Carolin البالغ عمرها 27 سنة، خرجت من منزلها لتمارس رياضة الجري التي تهواها، ولم يعد يظهر لها أثر، إلا جثّة عثروا عليها يوم 10 تشرين الثاني الماضي في غابة صغيرة بالمدينة، ومن التحقيقات اتضح أنّ مغتصبها قتلها ورماها تحت شجرة ولاذ بالفرار، وهذه قصة اغتصاب وقتل مزدوج روّعت الألمان، ولا يبدو من إعلامهم المحلي وعناوينه البارزة سوى أن الحديث بينهم هو عنها فقط.