في تحرك جديد ربما لن يكون الأخير في ليبيا، وعشية يوم الغضب الذي أعلن عنه ناشطون ليبيون اليوم، اندلعت مظاهرات في ليبيا مؤيدة للزعيم معمر القذافي وأخرى معارضة لها اشتبكت مع قوات الشرطة وعدد من مناصري الحكومة.
وفي هذا السياق، أفادت صحيفة قورينا الليبية أمس بأن 14 شخصا أصيبوا بجروح خلال اشتباكات مساء امس الاول بين متظاهرين وقوى الأمن الليبية في مدينة بنغازي، ونقلت الصحيفة المقربة من سيف الاسلام نجل العقيد القذافي عن مدير مستشفى الجلاء ـ بنغازي ان الاشتباكات أوقعت أربعة عشر جريحا «تبين ان ثلاثة منهم من المخربين، وعشرة من رجال الامن»، وقال مدير لمستشفى الجلاء انه «لم تسجل أي حالة خطيرة لدى الذين تم إسعافهم» وأكدت الصحيفة ان «الفعاليات الشبابية» الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي بمدينة بنغازي «أنهت ليلة البارحة (أمس الاول) مواجهات قصيرة مع مجموعة من المخربين قاموا بحرق وتهشيم سيارات للمواطنين وحاولوا إتلاف ممتلكات عامة وقطعوا الطريق على المارة»، ودارت اشتباكات بين الطرفين تدخلت قوات الامن لتفريقها، بحسب الصحيفة.
واندلعت المواجهات في المدينة على خلفية اعتقال منسق مجموعة أهالي أحداث سجن بوسليم فتحي تربل «لبثه إشاعة مفادها بأن سجن بوسليم يحترق وحثه من خلال مكالمات هاتفية المواطنين على اقتحام السجن»، حسب الصحيفة.
وأفرجت السلطات عن تربل بعد ساعات من توقيفه «بعد اعترافه بتلك المكالمة أمامهم، على ان يستكمل معه التحقيق في وقت لاحق» وذلك بعد قيام أهالي احداث سجن بوسليم حيث قتل عدد كبير من السجناء في 1996، بالتجمهر امام مبنى مديرية الأمن في بنغازي ثاني مدن ليبيا، بحسب الصحيفة.
وقالت «قورينا» انه بعد الافراج عن تربل توجه المتظاهرون الذين كانوا يطالبون بإطلاق سراحه وأشخاص آخرون انضموا اليهم يحمل بعضهم «أسلحة بيضاء من نوع واحد ويحملون قنابل مولوتوف مجهزة» الى ميدان الشجرة في بنغازي. وقد «قاموا بسد الطريق أمام المارة كما قاموا برمي الحجارة على الطريق العام»، حسب الصحيفة.
وفي مواجهة هؤلاء المتظاهرين نظمت «فعاليات الشباب بمدينة بنغازي من القوى الثورية والمنظمات الشبابية والطلاب ومشجعي الأندية والروابط الشبابية الاجتماعية» مسيرة سلمية نحو ميدان الشجرة «وهم يحملون صورا للقائد» معمر القذافي، حسب الصحيفة، وأضافت «الا ان ثلة من المخربين الذين هدفوا الى إثارة الفتنة وزعزعة الأمن والاستقرار الذي تنعم به البلاد قاموا برشقهم بالحجارة».
وقالت قورينا ان «شخصيات ليبية معارضة تتمتع بجنسيات أميركية وانجليزية وتقيم في كل من اميركا وبريطانيا بدأت شن حملة تحريضية منذ عدة ايام عبر قناة الحرة الاميركية من بينها محمود شمام وآخرون بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في ليبيا».
وتشير الصحيفة بذلك الى نداء وقعته قوى سياسية وشخصيات ليبية في المنفى الاثنين للمطالبة بتنحي القذافي الذي يحكم ليبيا منذ 1969، وبانتقال سلمي في ليبيا نحو مجتمع تعددي.
وفي تواصل للمظاهرات المؤيدة للزعيم الليبي، شهدت مدن طرابلس وبنغازي وسرت وسبها الليبية أمس مسيرات مؤيدة وعرض التلفزيون الليبي لقطات عن المسيرات المؤيدة للقذافي والتي أكد المشاركون فيها على أن «سلطة الشعب خيار تاريخي استراتيجي لا بديل عنه «و» أنهم درع للثورة وحصنها المنيع ضد أي متربص أو خائن أو عميل ومأجور».
ودعوا القنوات الفضائية وما أطلقوا عليه «قنوات العار والعملاء» أن يصوروا ويشاهدوا حقيقة الجماهير تؤكد «التلاحم» مع قائدها «القذافي» في إشارة إلى اللقطات التي عرضتها بعض القنوات الفضائية وتظهر إقدام الشرطة الليبية على تفريق مظاهرة عائلات سجن أبوسليم بالقوة.
اليمن: المعارضة تدعو لتغيير النظام بالحوار وتهدد بالانضمام للمتظاهرين
في سياق متصل اشتبك مؤيدو الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أمس لليوم الرابع على التوالي مع متظاهرين من الطلاب المعارضين له ما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص على الأقل بجروح، وإضافة إلى الجرحى، تم الاعتداء بالضرب على ثلاثة صحافيين خلال المواجهات التي اندلعت أمام مبنى جامعة صنعاء الذي بات يشكل معقل الحركة الاحتجاجية المطالبة برحيل صالح.
واتهم متظاهرون معارضون «بلطجية» تابعين للحزب الحاكم بالاعتداء «بشكل وحشي» عليهم كما أكدوا وجود شرطيين بثياب مدنية بين المعتدين، وقال رئيس اتحاد طلاب جامعة صنعاء رضوان مسعود لوكالة «فرانس برس» ان «بلاطجة وأنصار الحزب الحاكم يريدون من طلاب الجامعة الخروج إلى أمام الجامعة لكي تحصل مجزرة، لكن الطلاب لن يثنيهم أي عمل يقوم به الحزب الحاكم عن مواصلة ثورتهم»، وتسلح بعض الموالين للنظام بالعصي والحجارة والجنبيات (الخناجر التقليدية).
وانطلق المتظاهرون من الجامعة باتجاه ميدان السبعين حيث قصر الرئاسة، إلا ان المئات من مناصري صالح صدوهم على الفور، وتجددت في وقت لاحق المواجهات داخل مبنى الجامعة فأطلقت الشرطة عيارات تحذيرية في الهواء، إلى ذلك، نفذ مئات القضاة اليمنيين اعتصاما أمام مبنى وزارة العدل للمطالبة بتعزيز استقلالية القضاء وبإقالة مجلس القضاء الأعلى، وبدأ الاعتصام منذ الثلاثاء إلا ان أعداد المعتصمين ازدادت بشكل كبير أمس، فيما قدم بعض القضاة من مناطق أخرى في اليمن.
وأكد المعتصمون انهم يطالبون «بإقالة مجلس القضاء الأعلى بجميع أعضائه بمن فيهم وزير العدل»، من جانبهم أكد عدد من قيادات ائتلاف أحزاب المعارضة اليمنية «اللقاء المشترك» أن المعارضة لم تتهرب من المشاركة في المظاهرات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس اليمنى على عبدالله صالح، لكنها تفضل في الوقت الراهن اللجوء للحوار لتغيير منهج النظام لا إسقاطه، مشددين على أنهم إذا فشلوا في هدفهم، أو إذا استمر النظام في سياساته القمعية «فسينضمون للمظاهرات المطالبة بإسقاطه».
وقال محمد عبد الملك المتوكل الرئيس الدوري لأحزاب اللقاء المشترك (اكبر تكتلات أحزاب المعارضة) «إن خروج (اللقاء) المشترك بقياداته الكبيرة بتلك المظاهرات معناه وجود هيمنة على حركة الشباب» وهو ما يرفضه، حيث شدد على ضرورة «اضطلاع الشباب بمسؤوليتهم باعتبارهم صناع المستقبل وملاكه».
وأضاف: «لكن العمل السياسي يحتاج إلى الحوار، فإذا ثبتت جدية النظام في الحوار معنا كأحزاب معارضة، فسنمضي، في الحوار لم لا، نحن نتحرك عبر العمل المؤسسي والشباب يخرجون بطريقة عفوية غير مؤسسية لكن حركتهم مهمة جدا». من جهته، أكد سلطان العتواني الأمين العام لحزب، «التنظيم الوحدوي الناصري» أن أحزاب «اللقاء المشترك» ليست بعيدة عما يجرى بالشارع «لكنها تحاول أن تفتح صفحة جديدة للحوار مع الحزب الحاكم لعل وعسى أن يؤدى ذلك إلى تجنب ما لا يحمد عقباه، كما هو حاصل اليوم في بعض الساحات، لكن إذا لم نجد استجابة حقيقية من قبل السلطة الحاكمة على من خلال إحداث إصلاحات وتغيير حقيقي فإننا سنكون مع جماهير شعبنا».