خاص موقع “خبر” – يشهد لبنان اليوم احتفال رسمي لمناسبة عيد الجيش اللبناني الثالث والسبعين.
ويأتي هذا العيد الوطني للجيش الذي يُجمع عليه جميع اللبنانيين, وسط تخبطات سياسية عدة ابرزها ملف التأليف الحكومي المعرقل من عدة اطراف.
كما يأتي 1 اب/اغسطس 2018 هذه المرة بعد عملية نوعية للجيش قام بها في منطقلة بعلبك وتحديدا الحمودية حيث تم قتل احد كبار مروجي المخدرات مع 3 من عائلته و4 اخرين.
قد أقيم احتفال عسكري رمزي في مبنى وزارة الدفاع الوطني في اليرزة، ترأسه اللواء الركن حاتم ملّاك رئيس الأركان ممثلاً قائد الجيش العماد جوزاف عون، وحضره نواب رئيس الأركان وضباط أجهزة القيادة. وقد تلا رئيس الأركان أمر اليوم الذي وجهه قائد الجيش إلى العسكريين في المناسبة، واستعرض الوحدات المتمركزة في مبنى القيادة، ثم جرى وضع إكليل من الزهر باسم العماد قائد الجيش على النصب التذكاري لشهداء الجيش في اليرزة.
كما قامت وفود عسكرية بوضع أكاليل من الزهر باسم العماد قائد الجيش على أضرحة قادة الجيش السابقين المتوفين، وهم: الرئيس اللواء فؤاد شهاب في بلدة غزير، العماد جان نجيم في بلدة كفرتيه، اللواء عادل شهاب في محلة رأس النبع، العماد إميل البستاني في بلدة حارة صخر، العماد اسكندر غانم في بلدة صغبين، العماد حنا سعيد في بلدة القليعة – مرجعيون، العماد ابراهيم طنوس في بلدة القطلبة – القبيات، والعماد فكتور خوري في بلدة عمشيت.
كلمة قائد الجيش العماد جوزيف عون لمناسبة عيد الجيش الثالث والسبعين
ثلاثة وسبعون عاماً والجيش يسطّر صفحات مشرقة في تاريخ الوطن، حافلة بدلالاتها القوية ومعانيها العميقة. وإذا كان الأول من آب هو اليوم الذي نحتفل فيه بمناسبة عيد الجيش، بحيث تجتمع قلوب اللبنانيين قاطبةً على التقدير المتجدد والثقة العالية بالمؤسسة العسكرية، فإنّ كل يوم من أيام العسكريين هو مناسبة للالتزام الوطني الصادق والتضحية بلا حساب، حفاظاً على أمن المواطنين وسلامتهم.
لقد حملت السنوات الماضية العديد من التغيّرات والأحداث والمحطات، لكنّ حقيقة لامعة برزت فلم ينل منها تعاقب الأيام ولا خطورة التحديات، هي حقيقة أنّ لبنان، ذلك الوطن الاستثنائي بكل ما للكلمة من معنى، ينهض بعد كلّ محنة، ويتجاوز كل تجربة يخوضها، فيخرج أقوى وأصلب، ويمضي أبناؤه أكثر ثقةً وإيماناً بوطنهم.
في عيد جيشنا، نجدد الاعتزاز بإرثنا المشرّف، مستذكرين دماء الشهداء والجرحى التي ستبقى أمانة في أعناقنا، ونؤكد أننا سنظل حماة للبنان ورسالته الإنسانية الجامعة، في وجه العدو الإسرائيلي والخطر الإرهابي.
وإلى أبناء وطننا العزيز، عهد منا في يوم عيدنا، أن يكون أمنهم عنواناً وهدفاً نضعه نصب أعيننا على مرّ الأيام.
كلمة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون
في عيد الجيش الثالث والسبعين، تبقى المؤسسة العسكرية الحصن المنيع للبنان، الوطن السيّد، الثابت في محيطه والعالم. إليها يستند إيمان اللبنانيّين بوطن قوي، معافى، حدوده زنودٌ من بطولة، وسماؤه آفاقٌ من إقدام. كيف لا، وقد صانت المؤسسة العسكرية لبنان في مواجهة التحدّيات وطبعت اللبنانيين بروح الكرامة والعنفوان. فمن تضحياتها ينهل وطننا ذخراً للتغلّب على الصعاب، وهي كثيرة، وللانتصار على المخاطر، وهي جسامٌ، من مواجهة العدو الإسرائيلي إلى قطع دابر الإرهاب وما بينهما.
واليوم، إذ ينطلق ضباط دورة “فجر الجرود” من مقاعد الدراسة والتدريب إلى رحاب الوطن، تبقى المؤسسة العسكرية، الجامعة لأصالة قيم الانتماء الوطني، صلبة في إيمانها بلبنان، كما رسوخ تعلّق اللبنانيّين بها. وما إنجازاتها إلاّ للتلاقي والتضامن. وفي نمط اعتمادها على قدراتها، رسالة افتخار بما تحققه، أيّاً كان كبيراً.
ففي عظمة التضحية في سبيل لبنان ذروة التحدي مرة بعد مرة. وكلّما نذر أبناء الجيش اللبناني، ضباطاً وأفراداً، أنفسهم للذود عن أرضنا، ارتقوا بلبنان وشعبه إلى مراتب عليا من الانتصار على من يترّبص بنا شرّاً، مؤكّدين الوفاء للوطن، وطن التنوع والفرادة في آن.
إن روح الشجاعة، المفعمة في كلّ من انتسب إلى هذه المدرسة الوطنية، تشكّل أمثولة بها يكبر كثيرون، ومن تضحياتها ودماء شهدائها ينهلون ذخراً أكبر لتحقيق الإنجازات الوطنية الجامعة.
وما افتخار الجيش اللبناني إلا بما يحقّقه على اسم لبنان، ففيه إتقان التحدي، الذي به يستحق كل التقدير والتهنئة، وهو الحامل رسالة “الشرف والتضحية والوفاء” أمانة أزلية نقية يسلمها جيلاً بعد جيل ليكمل الدرب إلى العلى.
إنّي، واللبنانيين معي، واثقون أن في مراكمة هذا الإرث الذي تحمله المؤسسة العسكرية، كفاية عطاء يُثمر مستقبلاً من قوة، منه نستزيد للبنان بقاءً له جذور وهوية وحضور.