الرجل دوماً تواجهه العديد من المشاكل، ورغم ذلك هو ليس بحاجة إلى وضع الحلول لها، بقدر ما يحتاج إلى شخص يستمع إليه، حيث أنه من الصعب أن يتحدث إلى المرأة، بعكسها تماماً، والتي لا تخبأ شيء عنه، كي تجعل الطريق أمامه ممهداً في الحديث إليها.
أسباب متعددة وبراهين لدى بعض النساء والرجال في عدم شكوى الرجل للمرأة.
طباع الرجل
في البداية يقول “نايف العقيّل”: إن طباع الرجل وسجيته وحبه للكتمان، تُعد سبباً في أن يكون صامتاً أمام زوجته، مضيفاً أنه برغم ذلك فإن المرأة تتقبل الشكوى والاستماع والإنصات؛ لأن نسبة كبيرة من النساء يمتلكن الحس القوي والإحساس المرهف، الذي يجعلهن يُنصتن لأزواجهن في جل مشكلاتهم، إلى جانب محاولتهن البحث عن حلول سلمية لهم.
كتمان الأسرار
ويرفض”محمد العريفي” الإفشاء عن مشاكله؛ لإلحاح المرأة وبحثها الدقيق عن أدق التفاصيل والخوض فيها، فيلجأ دوماً إلى كتمان أسراره وإخفائها عنها، حتى لا يشقى هو معها وتزيد المشاكل بينهما، وقال: إن المجتمع الذكوري ومحيط العمل والأصدقاء وما يحدث فيه تختلف طبيعتها عن طبيعة المرأة وتفكيرها، فيرى عدم تدخلها في تفاصيل المشاكل التي يواجهها سواء في عمله أو مع أصدقائه، مبيناً أن المرأة عكس الرجل تماماً فهي تقحمه في مشاكل عملها وصديقاتها وعائلتها والحديث عنها بأدق التفاصيل.
اختلاف الرؤيا
وذكرت “وعود الخليفي” أن حديث الرجل وشكواه لا يهدف إلى البحث عن حل لمشكلته، بل يريد شخصاً يستمع إليه فقط، بعكس المرأة التي تحاور وتناقش، بل وتحاول البحث والتفسير والنقد والتحليل، مضيفةً أن هناك تبايناً في اختلاف الرؤيا لدى المرأة والرجل، فلو تفهم كل منهما طبيعة الآخر، ستكون جلسة استمتاع وليست جلسة استماع، وستكون الهموم مشتركة بينهما، ذاكرةً أنه لابد أن يتقبل كل منهما بأن الشخص قد يحتاج إلى زاوية خاصة لا يشاركه بها أحد مهما بلغ قربه وبلغت منزلته!.
أسباب غير مرضية
وأكد “عادل سعيد” على أن الرجل قد يخفي أسراره عن زوجته ليس لعدم قدرتها على الاستماع أو إبداء الحلول، بل قد يكون لديه أسرار غير مرضية للمرأة، فيحاول الصمت عنها وإخفائها، وعدم الحديث عنها، والتي من شأنها أن تؤدي إلى غضب الزوجة.
[ الرجل يفضل الصمت على البوح بأسراره لزوجته]
الرجل يفضل الصمت على البوح بأسراره لزوجته
الخوف من نشرها
وللبحث عن الصمت والخوف من البوح بالأسرار، أثر كبير، فقد ذكرت “الجوهرة المقبل” أن الرجل يخشى من بوح المرأة بأسراره إما على أهلها أو صديقاتها، ولربما يصل بها الأمر إلى جيرانها، مضيفةً أن الرجل بطبيعته يحب الكتمان وعقلاني، بل لا يحب أن يثير قلق المرأة، كما أن تقبل المرأة للاستماع له يختلف بطبيعة الحياة التي يعيشونها، فإذا كانت الحياة الأسرية مبنية على الحب والتفاهم، فسيكون شغلها الشاغل السماع له وحلها، أما إذا كانت حياتهم شكلية فقط، فإن الشكوى تُعتبر مصدر قلق، وربما تنتقده، وبذلك لن يتقبلها ولن يعيد الكرّة مرةً أخرى؛ لمعرفته أنه لا جدوى من الكلام.
شكوى غير مرضية
وتؤكد “شادية أحمد” على أن النساء لا يرفضن سماع شكوى رجالهم، لكنهم قد يكونون على حذر وخوف من أن يتحدثون بشيء أو يبوحون بأسرارهم، فتُحدث جدلاً كبيراً، كأن يفشي لها بأنه متزوج سراًّ، مما قد يربك العلاقة الزوجية أو يفسدها، مشددةً أنه على المرأة أن تكون كاتمة لأسرار زوجها وإبداء النصائح له، إلى جانب تدبير الأمور بكل صمت وكتمان والموازنة في كنف الزوجية.
الشك والريبة
وقالت “نوف صالح”: إن الرجل لا يحب أن يتحدث، ولربما يأخذ وقته بالحديث عن أمور سطحية مبهمة، ليجعل قلب المرأة مليئاً بالشك والريبة من حديثه، مضيفةً: “ابتعدت تماماً عن سؤاله فيما يشعر، سواء بالحزن أو الضجر، لكن مع مرور الوقت اكتشفت بأن بعض الحديث يثير الشك فقط، ولو لم يكن لديه حدث هام أو مشكلة”، مؤكدةً على أن المثل الشعبي يقول: “كل ينام على الجنب اللي يريحه”، مشيرةً إلى أنها أصبحت لا تبحث عن مشاكله أو تخوض فيها.
إلحاح وتتبع
واعتبر “سطام علي” أن المرأة تُعد النصف الآخر للرجل، ولابد منهما تفهم طبيعة الآخر والاستماع إليه، فهي امرأة تحتاج إلى شخص يتحدث إليها ويفشي لها عن همومه، لتشعر بمكانتها، مضيفاً أن بعض النساء عند الحديث عن مشكلة ما، ربما تكرر عليه ذلك الحدث وتتابع مسيرة تلك المشكلة بالتفصيل، والرجل لايقبل ذلك نهائياً، ولربما يحتاج إلى نسيانها، مشيراً إلى أن إلحاحها والسؤال الدائم يجعل الرجل يتنحى تماماً عن الحديث لها في كثير من الأمور.
فقدان الثقة
ولفقدان الثقة سبب رئيس، هذا ما أوضحته “ريم الفاضل” في أن عدم ثقة الرجل بالمرأة يجعله يصمت، لأن طبيعة الرجال تتسم بالكتمان والاختلاء بنفسه، وعند البوح بأحد أسراره فهو يتجه إلى أقرب صديق في الغالب، مفضلةً عدم البحث وراء مشاكله وأسراره، خصوصاً إذا كانت هذه المشاكل تحمل عبئاً عليها، ومشاكل قد تزعزع ثقتها به، مبينةً أن المرأة تحب السماع لمشاكل زوجها بين الحين والآخر، ويعطيها ذلك الشعور بثقتها، بل ويعزز العلاقة بينهما، مشددةً على أهمية مراعاة الرجل لحالة المرأة النفسية في وقت الحديث معها، ومدى قابليتها للاستماع، حتى لا تسيء فهمه، مما قد يسبب مشاكل أخرى.
ضعف ونقصان
وأوضحت “هدى العلياني” أن المرأة تتمنى أن يفصح الزوج عن المشاكل التي تعتليه، لكن البعض منهم يرون أن الحديث مع الزوجة في هذه الأمور قد يكسر حاجز الكرامة، إلى جانب اعتباره نقصان في ذاتهم، وعجز عن تحمل المشاكل التي تواجههم، مبينةً أن بعض الرجال يفضلون الاحتفاظ بأسرارهم ومشاكلهم، وعدم اطلاع الزوجة عليها، بالإضافة إلى عدم رغبتهم في أخذ نصيحة أو مشورة من الزوجة، مشيرةً إلى أن المرأة واعية وتحسن الاستماع إلى الزوج، فهي بطبيعتها تحب مشاركته حياته، وإبداء الحلول له، احتراماً له وتقديراً، مما قد يقوي العلاقة بينهما ويكسبهم الثقة.