بدأ المسعى القطري – التركي أمس الثلاثاء، تحركه في الاتصالات الواسعة التي اجراها في لبنان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ووزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو، ولقائهما الرؤساء الثلاث، والامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، بالاضافة الى شخصيات سياسية في 14 و8 آذار، وقد اعتصم الرجلان بصمت لافت خلال كل تحركاتهما اللبنانية.
واعلن “حزب الله” ان الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله استقبل الوزيرين بحضور المعاون السياسي للامين العام حسين الخليل، من دون تحدد تاريخ اللقاء، الذي يرجح ان يكون قد عقد مساء الثلاثاء.
واضاف البيان “جرى التداول في الازمة السياسية الراهنة في لبنان وخصوصا موضوعي المحكمة الدولية والحكومة الجديدة، وتم استعراض للافكار والحلول المطروحة”..ونقلت صحيفة “النهار” عن أوساط بارزة في اللقاءات التي عقدها المسؤولان القطري والتركي ان ثمة تركيزاً على امرين رئيسيين: المحافظة على الاستقرار والاعداد للاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المقبل للحكومة والمقرر اجراؤها الاثنين والثلثاء المقبلين، على قاعدة احياء المسعى السعودي – السوري. لكنهما اصطدما بشروط اكثر من المعارضة نتيجة انجاز القرار الاتهامي.
وتحرك المسؤولان القطري والتركي في ترجمة للقمة الثلاثية السورية – التركية – القطرية التي انعقدت الاثنين في دمشق، ابتداء من ظهر الثلاثاء في اتجاه رئيس الجمهورية ميشال سليمان والذي وصفت اوساطه المحادثات التي اجراها معهما بانها كانت “معمقة ومفيدة”، وفي اتجاه رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال “ان الاوضاع لا تزال قيد البحث وفق مبادرة س – س ودائما س – س”، كما في اتجاه رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري الذي تابع مجريات قمة دمشق.
ونقلت صحيفة “السفير” عن مصدر مطلع قوله “إن الوزيرين حمد وأوغلو سمعا من رئيس الجمهورية تأكيداً على ما كرسته قمة بعبدا الثلاثية في 30 تموز 2010 لجهة مقاربة ضمان الاستقرار والحؤول دون الوقوع في شرك الفتنة المطلة على لبنان بأوجه وطرق مختلفة، وبالتالي لمعالجة المشاكل عن طريق الحوار والاحتكام إلى المؤسسات الشرعية الحاضنة والناظمة للعمل السياسي، كما أكد ان الفرصة ما زالت متاحة بالرغم من التجاذب القائم، مشدداً على أن الصيغة المميزة للبنان تتمثل تحدياً يتوجب ليس فقط على اللبنانيين إنجاحه إنما على العرب والدول الصديقة الحفاظ عليه”.
كما زار الضيفان الحريري في منزله في وادي ابو جميل، في حضور مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري والمستشار محمد شطح، وجرى خلال اللقاء البحث في كيفية تنفيذ نتائج القمة الثلاثية القطرية ـ التركية ـ السورية في دمشق.
كما استمر اجتماع الضيفين القطري والتركي مع الرئيس بري في عين التينة، 45 دقيقة، في حضور النائب علي حسن خليل والمستشار الاعلامي علي حمدان. ثم غادر بن جاسم واوغلو من دون الادلاء باي تصريح.
واكتفى بري بالقول: ان شاء الله خيرا، والامور مازالت تحت البحث. دائما الس – س هي الاساس.
اضاف ردا على سؤال: مازال هناك بعض العقد.
وقال لصحيفة “النهار” انه في ختام لقائه الموفدين القطري والتركي ابلغهما “ان الفريق الاخر فوت فرصة ذهبية كانت كفيلة بالخروج من هذه الازمة ووصلنا الى الاستشارات النيابية في مناخ افضل”.
وتشمل المحادثات ايضا في مقر اقامة موفدي القمة الثلاثية في فندق “فينيسيا انتركونتيننتال” وبعيدا من الاضواء، شخصيات سياسية في 14 و8 آذار.
والتقى الرجلان رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون ورئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط ووفدا من قيادة “حزب الله”.
واوضحت مصادر سياسية متابعة للاتصالات التي يجريها وزيرا الخارجية لـ”لنهار” ان لا مبادرة محددة يحملانها، انما هما يبحثان مع المسؤولين اللبنانيين في ما ينبغي القيام به ويستمعون الى افكار، في محاولة لتقريب وجهات النظر وايجاد قواسم مشتركة يمكن البناء عليها.
وقالت ان هدف هذا التحرك هو البحث عن مخرج تحت سقف “س – س”، مع تأكيد ضرورة الحفاظ على الامن وتفادي الحوادث واتاحة فترة من الوقت للمشاورات الناشطة داخليا وخارجيا.
وأوضح مصدر دبلوماسي لبناني مواكب لمحادثات الشيخ حمد وأوغلو لصحيفة “السفير” انه “ليس صحيحاً ما سُرِّب بأن المسعى الأساسي للوزيرين هو مزيد من تأجيل الاستشارات النيابية لأن هذا الأمر ليس أساسيا، إنما المسعى هو الوصول إلى حل الأسبوع الحالي”.
أضاف ان “الأساس هو ما توصلت إليه القمة الثلاثية التي سبق أن انعقدت في بعبدا بين قادة لبنان وسوريا والسعودية، والحل السعودي السوري الذي توقف، على قاعدة إعادة إحياء هذا الحل أو تطويره، وأنهم خلال اللقاء مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان كانوا مهتمين جداً بمعرفة رأيه لكي يأخذوا التوجه المناسب قبل انطلاقهم إلى بقية اللقاءات”.
وأوضح المصدر “ان بحث الوزيرين كان حول الأسباب التي أدت إلى وصول الـ س ـ س إلى طريق مسدود فإذا كان الخلل في المضمون يتم السعي لمعالجة هذا الأمر إلا انه برز بأن الانطباع لديهم بأن سبب الفشل هو تنفيذ الحل السعودي ـ السوري وفهم آلية التنفيذ وعناصر الحل”.
وأشار إلى أنهم “إذا نجحوا في الوصول إلى إعادة إحياء الحل السعودي ـ السوري أو انقاذه فإن ذلك يكون بمثابة الوصول إلى ذات النتيجة التي سبق أن وصلت إليها معادلة س ـ س”.
ولفت المصدر الانتباه إلى ان “الوزيرين سيتوجهان بعد إتمام لقاءاتهما إلى شرم الشيخ حيث ستنعقد القمة الاقتصادية، على ان تستمر المتابعة، ومن غير المستبعد جمع الأفرقاء الأساسيين في بعبدا إذا تم التوصل إلى نتيجة”.
وقال “إن الوزيرين اعتبرا بأن دور رئيس الجمهورية بالنسبة إليهما أساسي في الحل، وأكدا أن لا قيمة لكل المساعي إذا لم يكن هناك استقرار، وحتى يتم إنجاز الحل أو إعادة إحيائه فنحن بحاجة إلى الاستقرار”.
أضاف المصدر “انه أثناء اللقاء مع سليمان، تم الاتفاق على عدم الإفصاح عن مضمون المبادرة العربية لإحياء الحل قبل الوصول إلى نتيجة، إلا أن المقترح يقوم على تثبيت المتفق عليه وتطوير البنود موضع الخلاف بما يؤدي إلى تأمين الاتفاق عليها”.