انهزم المنتخب الجزائري، أمس الأحد، رياضيا، وانهزم أيضا سلوكيا، من خلال الهيئة غير المحترمة التي ظهر بها بعض اللاعبين، من خلال تسريحات شعر سخيفة لا علاقة لها بتقاليد الجزائريين، ولا بعاداتهم وقيمهم.
فلو أن جاهلا بشؤون الكرة وأشكال اللاعبين وألوان بلدهم، لغمّ عليه الأمر واختلط بين منتخب سلوفيني، بدا غاية في الالتزام شكلا و هنداما، وبين منتخب جزائري، بدا بعض عناصره وكأنهم فارون من فيلم للخيال العلمي، أو خرجوا لتوهم من سيرك.
وبين غزال، الذي تخلى عن تسجيل الأهداف في مرمى الخصوم بتسجيله في شعره، وبين يبده وزياني وشاوشي، الذين صبغوا رؤوسهم بـ “الأكسجين”، كما كان يفعل الشباب “المستغرب” في سبعينات القرن الماضي، بين هذا كله، ضاعت هيبة المنتخب الوطني الجزائري، وضاع معه جزء من سمعته وسمعة الشعب الذي يمثله.
وأخطر ما في الموضوع، أن الأمر يتعلق بلاعبين رفعهم الشعب الجزائري إلى مصاف النجوم، فتحولوا في زمن قياسي إلى قدوة للأطفال والمراهقين، يعلقون صورهم ويقلدون أفعالهم وأقوالهم، ويؤلفون الأغاني الممجدة لهم ولما حققوه.
انطلاقا من كل هذه المعاني، فإن المفروض من القائمين على شؤون الخضر أن يتدخلوا ليعيدوا الجدية إلى صفوفه، وأن يفرضوا على عناصره الحد الأدنى من الالتزام في السلوك والهندام،كما سبق لمدرب الأرجنتين دانيال باساريلا وأن فعل مع نجوم كبار بوزن كانيجيا وباتيستوتا و ريدوندو.
وعلى المسؤولين أن يدركوا أن الأمر يتعلق بالمنتخب الوطني الجزائري، وليس بـ “سيرك” عمار.. وإلا فلن نلومَ إلا أنفسنا إذا ما شاهدنا غدا الآلاف من أطفالنا وشبابنا برؤوس تحمل تسريحات غريبة.. هي تسريحات العيب والعار والشنار!