إكس خبر- على رغم غليان الشارع والدماء التي سالت في ساحة الشهداء وتنذر بشرّ مستطير يلقي “حزب الله” بثقله من أجل حسم الموقف والذهاب نحو تشكيل حكومة تحمل مواصفات “ليس بالإمكان أفضل مما كان”.
وفق أجواء المشاورات الحاصلة فإن “حزب الله” يسعى إلى ولادة حكومية قيصرية غداً الثلاثاء كحد أقصى كون الوضع الداخلي ما عاد يحتمل التسويف والمماطلة، وينبغي بالتالي حسم الامور من جهة من جرّاء تدحرج كرة العقوبات الدولية التي بلغت منعطفا خطيرا مع حظربريطانيا عمل “حزب الله” بشقيه العسكري والسياسي، وإعتبار منظمة إرهابية من جهة أخرى.
لكن لدى حلفاء الحزب حسابات مختلفة، وفق ما يشير مطلعون. فجبران باسيل يلعب أوراقه الأخيرة عبر تشكيل حكومة كي يضمن فيها الثلث المعطل من أجل تحصين وضعه السياسي بعدما أفقده غضب شارع الوزن الشعبي، فيما دخل عليه حسان دياب شريكا مضاربا من دون الحاجة لقاعدة شعبية عريضة أو كتلة نيابية وازنة.
سليمان فرنجية وهدف نظيف
عناد الرئيس المكلف أفسح المجال عمليا أمام سليمان فرنجية كي يضع هدفا نظيفا في مرمى باسيل عنوانه رفض إعطائه مفاتيح مجلس الوزراء، خصوصا في ظل تأكيدات عن تقدم خيار الانتخابات النيابية المبكرة، أو بالحد الادنى السير بالبلاد نحو تمديد قسري لمجلس النواب و فراغ على مستوى رئاسة الجمهورية ما يعني جعل مجلس الوزراء مركزا لجميع السلطات في لبنان.
تراجع “حزب الله” خطوة إلى الوراء، وأدار الرئيس نبيه بري الدفة وقد عمد إلى طي إقتراح باسيل سحب التكليف من دياب والضغط لإخراج التشكيلة الحكومية بعدما استعاد الشارع صخبه مهددا كل الطبقة السياسية بالانهيار، وعليه بانت الحقيقة التي أعطت زخما لموجة احتجاج أشد زخما من الجولة وأشد شراسة وعنفا.
اليوم يقف “حزب الله” عند الحد الفاصل، حيث يبدي حرصا على إخراج الحكومة بأسرع وقت على رغم بعض الشكوك حول عراقيل تبرز ضمن الفريق الواحد وليس من مبررات مقنعة في ظل الظرف الكارثي.
في ضوء ذلك، من الصعب التكهن بكيفية تصرف “حزب الله” اذا ما استمرت المناكفات ولم تبصر الحكومة النور في القريب العاجل ، لكن ثمة من يشير إلى خيارات راديكالية بما فيها فراق محتمل بين جناحي العهد، أي “التيار الوطني” و”حزب الله” تحت وطأة الازمة القاسية التي ستدخل لبنان في نفق مجهول.