خاص اكس خبر – نهاية سعيد للفيلم الامني الطويل في الحمرا!!!
في بلد الافلام البوليسية، قصة انتحاري الحمرا، المحبوكة امنيا تطرح الكثير من التساؤلات عن دقة المعلومات.
فالرواية وبحسب الاجهزة الامنية تقول ان الانتحاري دخل اولا الى المقهى واحتسى القهوة ثم تم القبض عليه بعد ان اطلق رجال الامن النار عليه، وانقضوا عليه وامسكوا بكلتا يديه حتى لا يُفجر الحزام الناسف.
لماذا يحتسي القهوة وانهار اللبن والعسل تنتظره؟
والسؤال هنا ما الذي دفع بهذا الانتحاري الى احتساء القهوة في المقهى علما ان مهمته بحسب الاجهزة الامنية هو ترويع الناس وقتلهم؟ لماذا يتأخر عن تنفيذ العملية الارهابية وما يعني ذلك من خطر افشالها كما جرى في نهاية المطاف؟ واذا كان التنظيم الارهابي يعد هذا الانتحاري بدخول الجنة فورا بعد عمله الارهابي فلماذا يُضيع الوقت باحتساء القهوة فيما انهار اللبن والعسل تنتظره في الجنة بحسب ما يعتقد.
فإذا برر البعض ذلك بأنه كان يريد ان يجتمع اكبر عدد في المقهى ليكون عدد الضحايا اكبر فإن هذه الحجة لا تبدو مُقنعة خصوصا ان العملية تتم في قلب العاصمة بيروت، والحضور الامني قوي فيها وتضييع أي دقائق يعني ان تنفيذ العملية سيكون في خطر، وهذا ما حصل بحسب الرواية الامنية التي قدمت نفسها على انها المنقذ والمخلّص للبنانيين وانها قامت بانجاز امني نوعي جنبت فيه العشرات من الموت المحدق.
لماذا حمل الانتحاري هويته معه؟
السؤال الثاني ما الذي دفع هذا الانتحاري الى حمل هويته معه في طريقه الى الموت؟ ما الهدف من ذلك؟ ربما الرواية البوليسية لا تكتمل الا بتقديم القصة كاملة من كل الجوانب الى الجمهور، ووجود الهوية يعني ان الاجهزة الامنية احاطت بجميع جوانب الفيلم الامني الذي انتهى بنهاية سعيدة ارضت الجمهور.
هذا ما قاله الجيش
وكان الجيش اللبناني اوضح في بيان له ان الجيش وشعبةُ المعلومات رصدا الانتحاريَ المحشوَ بالمتفجرات وأَطبقوا أولاً على يديه ما حال دون ضغطه على زر التفجير. وقال بيان الجيش ان الانتحاري كان مزنراً بثمانيةِ كيلوغرامات من المواد شديدةِ الانفجار إضافةً إلى كميةٍ من الكرات الحديدية وذلك بهدف إيقاع أكبر خسائر في الأرواح وجرى تفكيكه من قبل الخبير العسكري.
وقد داهمت الاستخبارات العسكرية اللبنانية منزل الانتحاري المفترض في مدينة صيدا، وصادرت جهاز كمبيوتر خاصا به، كما وهاتفه الجوال.
هكذا انتهى الفيلم الامني الطويل في بلد الافلام البوليسية المشوقة، نهاية سعيدة ارضت الجمهور، ولكن السؤال سيبقى ماذا جرى؟ ما الهدف من هذا الفيلم؟ ما مدى مصداقيته في بلد يقوم على الاكاذيب السياسية قبل الامنية؟ كلها اسئلة ستنضم الى الاف الاسئلة التي لم يجد لها اللبنانيون يوما اجابة منذ عشرات السنين.