خبر – في كل شهر لا بدّ من تنغيص عيش اللبنانيين وزيادة قهرهم بشكل مقصود, ومنذ أسبوع حتى اللحظة فإن مياه بيروت مقطوعة وسط فصل الشتاء والأهالي يناشدون أي مسؤول فيما تبقى من هذه الدولة بعدما بات أصحاب الصهاريج يتحكمون بهم.
أحد سكان بناية التاج في منطقة برج أبي حيدر, وقف وسط الطريق ظهر اليوم الأربعاء يصرخ مطالبا “بنقطة ماء” ليدخل أولاده الى الحمام الذي بات استعماله رفاهية مع وجود مافيات تتحكم برقاب المواطن.
أما سمير منيمنة, وهو يقطن في النويري, فقد استشاط غضبا من أصحاب صهاريج المياه والنقلات التي يدفع ثمنها أقله مليون ليرة لبنانية يوميا, فيما تشير جارته “أم محمد” الى تعنّت سائقي سيارات نقل المياه وعصبيتهم اللامحدودة وعدم تلبيتهم لها بشكل عاجل وابقائها منتظرة دورها في التعبئة لساعات.
ولمن لا يعلم ماذذا نعني بتعبئة المياه, فإن لبنان الغني بالمياه المتساقطة, لا يملك أي مخزون, ويتحكم السياسيون بمؤسسات المياه الرسمية فيه, فيقطعونها تارة عن مناطق معينة بهد “النكد السياسي” فقط او لإرسال رسالة لخصومهم من النافذين بتلك المنطقة.
وعند الانقطاع الرسمي لمياه الخدمة, يضطر اللبناني الى طلب “نقلة” او صهريج مياه وهو بدوره يتبع للمنطقة المعينة وممنوع عليه تجاوزها والتعبئة في منطقة أخرى تحت طائلة المسؤولية من قبل عصابات المياه خاصة في بيروت والضاحية الجنوبية.
من الخبز الى البنزين والمياه وبشكل بات طبيعيا “الكهرباء”, يبقى اللبنانيون يبحثون منذ الصباح وحتى المساء عن خدمات هي أقل من واجبة وطبيعية في بلد آخر, لكنّ الفساد هنا قد قال كلمته وبات هو الآخر أمرا طبيعيا اعتاد عليه سكان المنطقة بل ويدافعون عن المافيات!