خاص – للشهر الثاني على التوالي وللسنة الثانية منذ بدء أزمة الاقتصاد, لا زالت مافيا البنزين في لبنان تتابع إذلال المواطنين دون رادع او حسيب و “على عينك يا تاجر”!
طوابير من السيارات تقف منذ الصباح في كل يوم متسببين بأزمة سير خانقة من شمال لبنان الى جنوبه, حيث يقف عمّال المحطة وكأنهم “رؤساء دولة” يتأمّرون ويصرخون وينهون !
ممثل موزعي المحروقات في لبنان
فادي أبو شقرا, الإسم الأكثر تداولا للأنباء حول مادة البنزين بشكل يومي, يتهمه اللبنانيون بشكل مباشر انه أحد زعامات هذه المادة في بلدهم, وهو الذي يخرج عليهم كل عدة ساعات ليخوّفهم من انقطاع البنزين وتمرير رسائله.
وكعادته, أكد ابو شقرا صباح اليوم الأربعاء أنه “ليس هناك إنقطاعًا في مادة البنزين، لكن هناك تقنينًا تقوم به محطات المحروقات بسبب التأخير الحاصل في فتح الإعتمادات من قبل مصرف لبنان، مما يؤثر سلبًا على قرار تفريغ البواخر من المحروقات المطلوبة”.
ولفت أبو شقرا الى أن “هناك قرارًا تم اتّخاذه بالإجماع بين أغلب المحطات، وهو عدم الفتح 24/24 أو لأوقات طويلة نهارية وليلية كما كان يحصل في السابق، لكن يتم حاليًا الإلتزام بدوام عمل نهاري فقط لأن الكميات التي تتسلّمها المحطات من الشركات المستوردة لا تكفي حاجة السّوق”.
وعن مظاهر الطوابير الشعبية أمام محطات المحروقات، شدد أبو شقرا على أن “المحروقات متوفّرة، لكن علينا أن نصبر وننتظر قليلًا، فهناك إجراءات يتم العمل عليها من قبل الدولة من أجل إيجاد الحلول المناسبة لمشكلة الإعتمادات”.
نقيب عمال شركات المحروقات
دعا نقيب عمال شركات المحروقات وليد ديب إلى “الكفّ عن تقاذف المسؤوليات”، مستغربًا “تكرار أزمات المحروقات في لبنان لا سيما البنزين والمازوت وعدم وجود مبرر لها سوى أن حاكم مصرف لبنان يؤخّر تسديد قيمة المحروقات المستوردة وفي الآونة الأخيرة عدم تسديدها إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة ما يعكس تأخيرًا وشُحًا في المحروقات ويفرض على الشركات عدم التسليم للموزعين والمحطات خوفاً من نفاد المخزون وعدم استيراد البديل”.
وسأل ديب في حديث صحافي “مَن صاحب القرار الفصل الذي يتحكم في سوق المحروقات ويعمد إلى تعطيله، أو ما الجهة صاحبة الكلمة السحرية التي تطلب من حاكم مصرف لبنان تسديد قيمة الكميات المستوردة أو الإحجام عن ذلك، أهو حاكم مصرف لبنان نفسه أم الأجهزة الأمنية أم المديرية العامة للنفط أم وزارة الطاقة أم المرجعيات السياسية؟ هنا يتوحد رأي المواطن والنقابات والموزعين على هدف معرفة أسباب ما يجري، والغاية منه، والمسبب”.
كما دعا ديب القيمين على هذا الملف إلى “الكف عن تقاذف المسؤوليات والتهم، والخروج إلينا بالحقيقة، لأنه بات ملحًّا معرفة ما يجري دون أي مواربة وتحريف، والدلالة بأصابع الحقيقة إلى من وراء ذلك، وتبيان ما المعايير المتّبعة لجهة دفع قيمة المستحقات والعمل على إعلان اسم المعطِّل على الملأ”.
أبو شقرا مجددا
وللمرة الثانية خلال اليوم الأربعاء, أطلّ ممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي أبوشقرا ببيان جديد بعد الظهر, أعلن فيه” انه تم تحويل الاعتمادات المالية لبواخر الطاقة من جانب مصرف لبنان وذلك نتيجة الاتصالات الحثيثة وتدخل رئاسة الحكومة.
قال ابو شقرا انه اعتبارا من الليلة سيتم تفريغ حمولة هذه البواخر، مؤكدا ان لا خوف من انقطاع مادة البنزين في الأسواق.