إكس خبر– ركز السيد حسن نصرالله في خطابه بمناسبة يوم القدس، إضافة إلى معاني إحياء القدس وفلسطين في وجدان الأمة، وما تتعرّض له من محاولات شطب من الذاكرة وتيئيس للنفوس وتفتيت للوحدة واختلاق للعداوات البديلة عن العدو الأصلي، على حرب غزة ومعانيها وأبعادها مستعيداً المقارنة بينها وبين حرب تموز اللبنانية مع «إسرائيل» قبل ثماني سنوات، مسجلاً للمقاومة نصرها وللشعب الفلسطيني صموده ولإسرائيل مأزقها.
– التفت السيد إلى ورقته المكتوبة لاستعارة رؤوس الأقلام في كلّ فقرة من فقرات الخطاب، كما هي عادته، منطلقاً في الشرح من تدفق مخزون لا ينضب، لكنه عندما وصل إلى الجملة التي يقول في مطلعها، نحن في حزب الله قرأ جملة جملة وكلمة كلمة وحرفاً حرفاً.
– نحن في حزب الله «نتابع بكلّ دقة مجريات الحرب في قطاع غزة وكلّ تطوراتها الميدانية والسياسية، ونقول لإخواننا في غزة نحن معكم وإلى جانبكم وواثقون من ثباتكم وسنقوم بكلّ ما يجب أن نقوم به».
– نحن في حزب الله نقول للصهاينة: «لا تذهبوا من الفشل إلى الانتحار&raraquo;.
– ما لم يقله السيد ويفهمه كلّ من المقاومة والعدو هو أنّ لدى المقاومة في لبنان ما تعدّه وتستعدّ له، إذا قرّر العدو الذهاب من الفشل إلى الانتحار، وأنّ هذا هو ما تتابع مجرياته المقاومة في لبنان بدقة في الحرب ومؤشراتها الميدانية والسياسية، وهذا الذهاب في حال حصوله يستدعي من المقاومة أن تفعل شيئاً تعرفه، وتعرف أنه يجب عليها أن تقوم به، على رغم أنّ الثقة بثبات المقاومين دائمة ومستمرة.
– الثقة بالمقاومة والثقة بالشعب تعنيان الثقة بالعاملين الحاسمين، وهما الميدان والصمود الشعبي، أما بالنسبة إلى الصمود السياسي فقد أبدى السيد خشية مضمرة من الضغوط التي تمارس على القيادة السياسية التي تتولى عملياً إدارة الميدان التفاوضي، والواضح أنّ المقصود هنا الضغوط القطرية والتركية على قيادة حركة حماس، ومقابلها ضغوط مصرية سعودية، وهذا معنى دعوته إلى «حماية القيادة السياسية للمقاومة ومنع ووقف الضغوط عليها لوقف القتال وفرض هدنة بشروط العدو».
– مع الإعلان الأميركي الأممي العربي عن مشروع مبهم للهدنة، والإعلان الإسرائيلي بالتريّث والتردّد في الجواب، يبدو الأمر في جانب منه ارتباكاً، لكنه في جانب مقابل خطة ومناورة لتحسين الشروط من جهة، ولإرباك الجانب الفلسطيني وتسهيل إخضاعه لشروط أدنى من السقف الذي رسمته المقاومة، من جهة أخرى.
– حسابات المقاومة في لبنان للسيناريوات الافتراضية تتضمّن من وحي خطاب السيد أحد خطرين، أن تذهب «إسرائيل» من الفشل إلى الانتحار، بالتصعيد الدموي المفتوح وما يتضمّنه من تفكير بتوسيع دائرة الحرب لجعلها حدثاً دولياً وإقليمياً يفرض نفسه على موائد القرار الدولي بحماية السلم والأمن العالميّين، والمقاومة هنا معنية بالجاهزية والاستعداد لحرب قادمة، والثاني التكامل بين الضغوط على المقاومة والمناورات الإسرائيلية لإرباك قوى المقاومة، وإدخالها في اشتباك سياسي لتفتيت وحدتها، والمقاومة اللبنانية في هذه الحالة معنية بالقول إنها حاضرة من دون تحديد كيف، ولكن لمنع إجهاض النصر وإنقاذ إسرائيل من الفشل.
– السيد يقول إنّ المقاومة تتابع ومستعدّة وستفعل ما تعتقد أنه من واجبها أن تفعله، وعلى العدو أن يكون قد فهم الرسالة جيداً، بعدما اختبر قبته الحديدية بمئة صاروخ يومياً ويعلم معنى الألف منها، مع اختلاف الحجم والنوع والدقة والمدى، وبعدما اختبر حرب البرّ المنتقلة بمجموعات صغيرة إلى عمق المناطق المحتلة، وما سيحصل عندما تكون شيئاً مختلفاً بالحجم والمدى.
– أيتها المقاومة مزيد من الثبات، أيها الصهاينة لا تغامروا، يكفيكم الفشل فلماذا الإصرار على الانتحار، وقد ولى زمن انتصاراتكم فعبثاً تحاولون.