بمفهوم الرجل الشرقي، وتحديدا العربي، فإن الذكورية تبيح له استضعاف النساء، وضربهن، وممارسة سلطته عليهن، والتحكم حتى بأدق تفاصيل حياتهن.
حتى في تلك البلدان العربية التي قيل عنها ان المرأة تمكنت من نيل حريتها على نطاق واسع، فإن هذه الحرية لم تكن سوى مزيفة، ظاهرها حقوق وباطنها تكبيل لطموحات المرأة وحريتها.
في تلك البلدان ربما تحررت المرأة بملبسها، وحرية عملها ضمن حدود، وربما تحررت من قيود التطور التكنولوجي، لكن في الجوهر، بقيت المرأة تابعة لسلطة الذكر، في سفرها، في عملها، في زواجها، في اختيار نمط حياتها وحتى في تربية اولادها وفي حق حضانتهن في حال الطلاق.
في اغلب البلدان العربية ما زالت القوانين تبيح قتل النساء باسم جرائم الشرف، نظرا للعقوبات المخففة بحق القتلة في تلك الجرائم مما يشجع على ارتكابها.
في البلدان العربية، ما زالت المرأة تُكوى بين ظلم اهلها وقساوة زوجها في تفاصيل حياتها, ولهذا لن ترتق أمة ما زالت تُعنّف نساءها .
في البلدان العربية ما زالت المرأة تخشى طلب الطلاق رغم كل العذاب التي تعيشه في ظل الزواج، ورغم انتهاك كرامتها، فقط حتى لا تعود الى اهل سيلقونها بقساوة المعاملة وبالتضييق عليها بدلا من احتضانها وانتشالها من واقعها المرير.
فصول معاناة المرأة العربية، ما زالت مستمرة منذ عصر الجاهلية، وان اتسمت في بعض الاماكن بمظاهر حرية لا تغدو كونها مجرد مظاهر.
في وطننا العربي، المرأة تُجبر على ابتلاع الذل في كثير من المناطق، ثم يخرج السياسيون ليُباهون بأن المرأة العربية مكرّمة اي تكريم اذ ان الاسلام كرّمها كما يقولون.
هم محقون عن تكريم الاسلام للمرأة، ولكن اين هم من الاسلام؟ من سلّط الذكورية على المرأة؟ من قال ان المرأة تُعامل بدونية في الاسلام؟ من قال ان الاخ هو ولي اخته بغياب الاب؟ اين الكثير من الحقوق التي منحها الاسلام للمرأة والتي جعل شخصيتها كيانا مستقلا ونديا للرجل؟ اين الاسلام بتعنيف المرأة وبتخويفها من محيطها ومن مستقبلها وربما من حياتها كلها؟
لو ادرك العرب معنى المرأة في الاسلام لكان ارتقوا الى مصاف الامم المتقدمة، لكن هي الحقيقة نقولها ان امة لا تُنصف المرأة التي تشكل نصف المجتمع، لن ترتق يوما الى مستوى الامم المتطورة.