خاص – عندليب دندش : فعل العطاء والخير لو أدرك الناس محاسنه النفسية والصحية لانكبوا عليه فكيف اذا علموا ايضا محاسنه الدينية خصوصا في شهر رمضان.
الله حثنا على العطاء بلا حدود، للفقراء للمساكين، للأيتام، للمعوزين، ولكل من يحتاج عطاءنا.
لا يقتصر العطاء على الماديات فقط، بل يتجلى العطاء باسداء الخدمات لمن هم بحاجة اليها، بتوزيع الابتسامات على المسلمين، بمواساة ثكلانا وايتامنا، لان في هذه الحالة يكون العطاء في قمة الانسانية عندما تعطي وقتك وخبرتك ومواساتك ومحبتك وعطفك لهؤلاء حتى ولوكان ذلك على حساب راحتك الشخصية.
دراسات غربية كثيرة اكدت ان فعل الخير يغمر نفس الفاعل بالسعادة والرضا بنفس القدر الذي يسر متلقي الفعل، ويمكن ان تسبب للعاطي السلامة النفسية والبدنية، حتى وصلت بالدراسات القول ان فعل الخير قد يطيل العمر.
وبالاضافة الى السعادة التي يمكن ان يخلقها لدينا فعل الخير والعطاء، فإن الدراسات العلمية اكدت ان فعل الخير ينعكس ايجابا على المنظومة العصبية التي تتحرك بموجبها آليات الدماغ. فحين نبيح لأنفسنا فعل الخير للآخرين فإننا نفتح في الحقيقة سبلا عصبية تنعش مشاعر الرضا في النفس فيتدفق هرمون الأندورفينز ليرفع من أداء الناقلات العصبية التي يحتاجها التفكير الذكي.
ناهيك عن كل ذلك، فإن فعلك الخير امام الاخرين ربما يدفعك لان تصبح اسوة للاخرين اذ ان الدراسات نفسها اكدت ان هذا الفعل معدي، يصل الى الاخرين فيلهمهم فعل الخير بدورهم.
أما اسلاميا قد حث الدين على العطاء وفعل الخير، والعمل الخيري دينيا هو الذي يقدمه الإنسان لغيره دون أن يأخذ عليه مقابلا ماديا، ولكن ليحقق ما اراده الله لنا ان نفعله.
وذكر الله فعل الخير كثيرا في الكتاب الكريم منه قوله تعالى ” (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الحج: 77]، وقال: (وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ) [آل عمران: 115].
وفي الحديث: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت”.
وللمسارعة إلى الخير، قال سبحانه: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدِّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ) [آل عمران 133، 134].
كما قال تعالى: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا) [المائدة: 48].
تذكرة لعلها تنفع المؤمنين في شهر الصيام فيغمرون المحتاجين في هذا الشهر، وما اكثرهم، بعطاءاتهم، ليختتموا صيامهم بأعمال خيّرة تُسجل في ميزان اعمالهم.