خاص اكس خبر – يعرف العرب جميعا نوعية حكّامهم ومدى التخاذل الذي يكنّونه تجاه القضية الفلسطينية منذ عشرات السنين الى اليوم, إلا ان الطبقة السياسية لا تنفكّ تُفاجئنا بأنواع جديدة من العار والخزي الذي لم يعد المواطنون بسببه يعرفون أين يُخبّئون وجوههم منه.
إلا ان الأكثر غرابة هو الطريقة التي يفضح بها هؤلاء القوم أنفسهم علنا ودون أي خجل مما يحدث في غزة اليوم على سبيل المثال اذا لم نقل كافة القضية الفلسطينية, فها هو وزير خارجية لبنان جبران باسيل المنتمي الى التيار الوطني الحر الذي يجاهر والد زوجته العماد ميشال عون بانتمائه لخط المقاومة والممانعة, يهرب من اجتماع عربي على مستوى الوزراء ليشاهد نهائي كأس العالم في البرازيل ليل الأحد.
أما الاجتماع العربي الخاص بمناقشة العدوان الصهيوني على غزة والذي تقرّر عقد ظهر الاثنين, فيبدو انه ليس من ضمن أولويات الوزير المثير للجدل دائما في كل الوزارات التي يستلمها, فهوو قرّر فجأة الذهاب الى البرازيل ولقاء الجالية اللبنانية هناك لإطلاق خدمة الكترونية يمكن فعلها عبر الاتصال او تأجيل موعدها لعدم أهميتها في هذا الوقت.
وبحسبة بسيطة, فإن الوزير اذا اعتبر انه يُرفّه عن نفسه بحضور نهائي المونديال, فإن المباراة التي تبدأ عند العاشرة مساء بتوقيت معظم الدول العربية, لن تنتهي قبل الواحد من فجر الاثنين بنفس التوقيت, وسيحتاج الوزير بحال أسرع وخرج من الملعب فور انتهاء الحفل ووصل الى المطار وسط الزحمة الرهيبة في مثل هذا اليوم, سيكون عليه الوصول الى القاهرة قبل العاشرة صباحا, وللمعلومية فإن الرحلة من مطار ساو باولو الى مطار القاهرة على متن طائرة خاصة تحتاج الى 11 ساعة طيران, وهذا كله من أجل غزّة.