قال خبراء ماليون إن الثورات التي شهدتها المنطقة العربية خلقت فرصاً استثمارية جيدة يجب اقتنصاها، إلا أن تسارع جذب الاستثمارات سيتأثر بدرجة الاستقرار الأمني التي ستشهده هذه الدول.
وجاءت مصر على رأس الدول المرشحة للتعافي بسرعة والتي ستكون الأكثر جذباً للاستثمارات.
خسائر تريليونية
وقال الرئيس التنفيذي لشركة أبراج كابيتال ليمتد مصطفى عبدالودود إنه على الرغم من عدم استقرار الأوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط إلا أن هناك فرصاً استثمارية كبيرة.
وشهدت كل من مصر وتونس وليبيا واليمن ثورات شعبية منذ مطلع العام الحالي، بعضها انتهى، فيما لا يزال البعض الآخر يشهد أحداثاً متلاحقة.
وكان مسؤولون ورجال أعمال عرب قد قدروا خلال ملتقى الاستثمار العربي حجم الخسائر التي تعرضت لها الثروات العربية في الخارج جراء الأزمة بأكثر من 3.1 تريليونات دولار، وفقاً لصحيفة “الحياة” اللندنية.
نمو متسارع
وأضاف عبدالودود أن الفرص الاستثمارية ستكون موجودة رغم ما حدث من ثورات في دول عربية، لكنها ستكون فرصاً طويلة الأمد.
وحول مجالات الاستثمار التي من الممكن أن تكون مناسبة لما يعرف بالاستثمار في الملكية الخاصة قال عبدالودود إنه ليس بالضرورة أن يكون هذا الاستثمار في شركات بحاجة إلى إعادة هيكلة، لكنه يشمل أيضاً الشركات الناجحة والتي تحقق نمواً متسارعاً.
وضرب عبدالودود مثالاً باستثمار شركة أبراج كابيتال في شركة العربية للطيران الإماراتية والمصرية للأسمدة التي تعد أكبر شركة من نوعها في المنطقة.
إعادة تموضع
الخبير المالي وضاح الطه يرى أن المخاطر السياسية تعيد تموضعاً للاستثمارات أو ما يعرف بإعادة التنقل جغرافياً، وهناك إشارات على أن ما حدث من ثورات في المنطقة العربية أدى لانتقال محافظ واستثمارات للمناطق الأكثر استقراراً.
ولفت الطه في حديثه لـ”العربية.نت” إلى أن سرعة الاستقرار في البلدان التي شهدت ثورات ستسهم في خلق فرص استثمارية على المديين القصير والبعيد، إلا أن ذلك يتطلب استقرار الأمور.
وأشار إلى أن بقاء الأمور على ضبابيتها في عدد من البلدان سيقود لتخارج الاستثمارات من هذه البلدان، مثل ليبيا واليمن وسوريا.
تحدي كبير
ومن جهة أخرى، قال الطه إن السلطات الجديدة في البلدان التي نجحت بها الثورات تتسابق في التساهل عبر إعادة صياغة القوانين الاقتصادية وتقدم تسهيلات كبيرة لجذب الاستثمار وهذا أمر خاطئ لأنه لا يؤدي لاستقرار، خاصة وأن حجم المرونة الكبير في دولة نامية سيؤدي بالضرورة لخروج أموال تؤثر على الاقتصاد الوطني.
وأكد أن هناك خشية من وصول التسهيلات للحدود الدنيا.
درجة التعافي من الأحداث السياسية الجارية في بؤرة القلق عند المستثمر الأجنبي والذي سيكون رد فعله متفاوتاً وفقاً لوتيرة التعافي، وكلما كان فيه إسراع واستقرار للوضع الأمني كانت العودة تعطي انطباعاً إيجابياً، وفقاً للطه.
وأكد وضَاح أن مصر الأكثر ترشيحاً لإمكانية عودتها والفرص بها ستكون أكبر.
توسع إقليمي
وقال عبدالله قاسم خبير الاستثمار ورئيس مجلس إدارة “نتورك إنترناشيونال” إن شركته ستواصل توسعها في المنطقة العربية والشرق الأوسط وإفريقيا رغم الأحداث الحالية.
وتوقع قاسم أن تشهد المنطقة فرصاً استثمارية كبيرة دفعته للدخول في شراكة ستمكنه من التوسع إقليمياً، مؤكداً أنه يستهدف حالياً التوسع جغرافياً.