اكس خبر – عدن وبعد شهور من الحصار والمعارك والقتل والجوع تنفست الصعداء. منذ اسبوع تم الاعلان عن تحريرها عشية عيد الفطر، وهبطت أول طائرة عسكرية سعودية في مطارها امس حاملة مساعدات للمدنيين الذين رزحوا في ظروف بائسة على مدى اشهر.
وسبق هبوط الطائرة اقدام الأمم المتحدة على نقل شحنة من المساعدة الإنسانية إلى عدن منذ ايام بحرا، وهي الأولى للمنظمة الدولية التي فشلت في الوصول الى هذه المدينة منذ اندلاع الازمة اليمنية.
وتهدف المساعدات التي تصل عدن الى التخفيف من حدة الكارثة الانسانية التي تعيشها المدينة منذ 4 اشهر عندما سقطت في يد المتمردين الحوثيين في نهاية مارس.
وحوّل الحوثيون الحياة في مدينة عدن اثناء السيطرة عليها، الى جحيم لا يطاق اذ اثاروا ازمات معيشية خانقة أولها شحّ مياه الشرب وليس آخرها الجوع مع نقص الأغذية مع التهديدات المستمرة لهم من قبل الميليشيات بالقتل.
وضرب العطش الاف اليمنيين في عدن حتى دفعت بهم الازمة الى البحث عن شربة ماء في الشوارع والاحياء فيما لجأ البعض الى الابار الخاصة التي تعاني اصلا من التلوث.
هذه المأساة عاشها الاف الاطفال والنساء والشيوخ على مدى الشهور السابقة.
تجدر الاشارة الى ان سكان عدن يتشاطرون مأساتهم مع ملايين اليمنيين اذ اظهرت ارقام للأمم المتحدة ان 80% من الشعب اليمني – أي 21 مليون شخص – بحاجة إلى المساعدة أو الحماية، واكثر من 10 ملايين شخص لا يجدون الطعام ومياه الشرب.
ولم تقتصر معاناة العدنيين ابان الاستيلاء الحوثي على الجوع والعطش، بل طالت المعاناة الكهرباء التي تسبب انقطاعها بجزء من الكارثة المائية وغرقت المدينة في الظلام وعاد السكان هناك لاستخدام الشموع ليلا فيما عجزت المحال التجارية عن تأمين الكهرباء لحفظ المواد الغذائية بسبب انقطاع المحروقات وفقدانها من السوق.
ضحايا مدنيين
كما تسبب القصف الحوثي الذي استمر شهورا على عدن الى مقتل عشرات العدنيين المدنيين بينهم الكثير من الاطفال واصيب المئات بالقصف العشوائي. وعمد الحوثيون الى استهداف المناطق السكنية لترويع الامنين وسط عجز الكوادر الطبية عن الوصول الى الجرحى والمصابين والنقص الحاد في الإمكانيات الطبية والإسعافية.
التحرير في السياسة
في السياسية فإن تحرير عدن يعني الكثير وهو يعد خطوة كبيرة تجاه استعادة كامل اليمن بحسب اعلان العديد من المسؤولين اليمنيين والعرب.
بالنسبة للحكومة اليمنية فقد أعلن المتحدث باسمها راجح بادي، أن عودة الشرعية إلى مدينة عدن هي بداية لتحرير باقي المدن اليمنية.
أما وزير الدولة اليمني محمد العامري فكشف ان الحكومة اليمنية الشرعية ستباشر عملها من عدن بشكل مؤقت.
وتمكنت المقاومة اليمنية من تحرير عدن بإسناد من التحالف في عملية السهم_الذهبي.
عدن ثاني اكبر المدن اليمنية
تُعتبر مدنية عدن ثاني اكبر المدن اليمنية. تقع على ساحل خليج عدن، وتبعد عن العاصمة صنعاء 363كلم. ويبلغ عدد سكان محافظة عدن نصف مليون نسمة. لجأ الرئيس اليمني اليها بعد ان استطاع الفرار من الحوثيين الذين كانوا يحتجزونه في صنعاء. وذاع صيتها كونها معقل انصار الرئيس الشرعي.