خاص – عندليب دندش: وظنوا أن حصونهم مانعتهم فأتتهم المقاومة الفلسطينية من حيث لم يحتسبوا.
هذا ما حصل صباح 7 نوفمبر 2023 في الكيان الاسرائيلي، التاريخ الذي سيفصل بين مرحلتين تاريخيتين من مرحلة الصراع العربي الإسرائيلي، عندما استفاق العالم على هجوم للمقاومة الاسلامية في غزة المعروفة بكتائب القسام ضد الكيان الإسرائيلي في عمليات مزدوجة بغلاف القطاع أطلقت عليها اسم “طوفان الاقصى”.
عملية طوفان الأقصى
وأسفرت العملية عن مقتل مئات الاسرائيليين من جنود ومستوطنين وجرح اكثر من ألف إسرائيلي ناهيك عن تدمير قواعد عسكرية للاحتلال والسيطرة على مستوطنات صهيونية وأسر عشرات الجنود بينهم ضباط وجنرالات.
وعلى الرغم من أن المعلومات تحدثت عن عشرات الأسرى الإسرائيليين تتجاوز الـ35 أسير وقعوا بين أيدي المقاومة إلا أن الطرفين لم يُعلنا رقما محددا واكتفت المقاومة بالقول إن الرقم كبير جداً.
فماذا يعني هذا الحجم من الأسرى؟
من المعروف تاريخيا في الحروب بين الكيان الاسرائيلي والعرب على مر العقود الماضية، أن العرب يحتاجون دائماً إلى أسرى إسرائيليين لمبادلتهم مع أسراهم لأن الكيان الصهيوني اعتاد التغطرس حتى بحقوق الأسرى الذين قضى الكثيرون منهم في زنزاناتهم ولم يُكملوا محكوميتهم التي يتجاوز الكثير منها السجن مدى الحياة.
في تجارب سابقة بين حركات المقاومة العربية بينها حزب الله والمقاومة الفلسطينية مع الاحتلال، فإن تلك التجارب أكدت أن أسر جندي إسرائيلي واحد لدى هؤلاء كان كفيلاً أن يمنح الحرية لمئات بل آلاف الأسرى العرب. فكيف الحال اليوم وأعداد الأسرى الإسرائيليين تتجاوز العشرات وبينها شخصيات مهمة بمراكز جنرالات وضباط.
المؤكد بأن رايات الحرية بدأت تلوح بالقرب من الكثير من زنزانات الأسرى الفلسطينيين الذين يبلغ عددهم في سجون العدو الاسرائيلي نحو 5000 أسير بينهم 31 أسيرة، و160 طفلًا بينهم طفلة، تقل أعمارهم عن 18 عاما، إضافة إلى أكثر من ألف معتقل إداريّ، بينهم ستة أطفال، وأسيرتان هما رغد الفني، وروضة أبو عجمية.
ومن بين هؤلاء الأسرى هناك أسرى قدامى معتقلين قبل توقيع اتفاق أوسلو (1993)، ويبلغ عددهم 23 أسيرا أقدمهم الأسير محمد الطوس المعتقل منذ 1985، بالإضافة إلى 11 أسيرًا من المحررين في صفقة “تبادل الأسرى” (2011)، الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم، أبرزهم الأسير نائل البرغوثي الذي يقضي أطول فترة اعتقال في تاريخ الحركة الأسيرة، وقد دخل عامه الـ43 في سجون الاحتلال.
إذاً على طريق الحرية وفي معركة الدفاع عن شرف الأمة العربية وحماية المقدسات الإسلامية سيكون آلاف الأسرى الفلسطينيين على موعد مع الحرية قريبا بعد إنجاز صفقات تبادل الأسرى مع العدو.