إكس خبر- استغل شاب سعودي، في العقد الثالث من العمر، فترة الملكة؛ أو كتب الكتاب، في إقناع أكثر من فتاة ارتبط بها بإقامة علاقة شرعية، والدخول بها قبل ليلة الدخلة، وما إن يتحقق له ذلك حتى يبدأ بعدها بالتهرب والتنصل من هذه العلاقة، وإيجاد الأعذار والمبررات لفسخ العقد والطلاق، ثم ما يلبث أن يعود بعد فترة قصيرة للبحث عن زوجة جديدة، أو فريسة يمارس معها العلاقة الحميمة لليلة واحدة، ثم يتركها تواجه مصيرها، تاركاً خلفه الكثير من علامات الاستفهام والدهشة، ومبرراً وحيداً دائماً ما يكرره، وهو شعوره بالضيق وعدم تقبله من الناحية النفسية على المضي في إكمال إجراءات ومراسم الزفاف والدخلة، فيما تعتقد والدته أنه مصاب بالعين والحسد، وهو ما يحول دون توفيقه وإكماله لزيجاته.
بعد خمس سيناريوهات متكررة التفاصيل، وفي مدة لا تتجاوز سبعة أشهر، تقدم الشاب الدنجوان للزواج من فتاة، وتمت المراسم بشكل طبيعي، ولكنها وباستثناء الحالات السابقة لزوجاته رفضت الانصياع لأوامره، فأصيب بحالة نفسية، لجأ بسببها إلى طبيب نفسي؛ طالباً منه مساعدته في إقناع خطيبته على قبول طلبه، وعدم انتظار ليلة الدخلة.
الفريسة الأخيرة
ولمعرفة تفاصيل أكثر «سيدتي» التقت (مها.س) العروس رقم 6، والتي حدثتنا قائلة: «لا أنكر أنني وقعت ومن النظرة الأولى أسيرة لوسامته ورومانسيته، وكل ما كنت أعرفه عنه هو أنه ينتمي لأسرة ميسورة الحال، وأنه وحيد والديه بين أخواته البنات، لذا فمن الطبيعي أنه نال النصيب الأوفر من الدلال والاهتمام من قبل والديه، فكانت طلباته أوامر، وعلى الجميع الرضوخ لها، خصوصاً والدته التي كانت تعامله معاملة خاصة، وتخاف عليه كما يقال من النسمة الطائرة، وأهم معلومة عن هذا العريس كانت عن ارتباطه وطلاقه من أكثر من فتاة».
وتكمل مها: «بعد مضي أسبوع من الملكة، طلب مني الخروج معه، بحجة أنني أصبحت زوجته، وأنّ من حقه شرعاً أن ألبي طلبه، ولكنني رفضت ذلك، وحاولت إقناعه بتأجيل ذلك لليلة الدخلة، إلا أنه أخبرني بأنّ جميع من ارتبط بهن بعقد زواج قبل زواجه بها لم تتجرأ أي واحدة منهن على رفض طلبه. وعندما أصررت على موقفي أثار ذلك غضبه، واختفى لفترة، وانقطعت اتصالاته الهاتفية، إلى أن تفاجأت باتصال هاتفي منه يطلب فيه مني التحدث مع طبيبه النفسي، والذي طلب منه السعي لإقناعي بتنفيذ طلبه».
الحقيقة الغائبة
تستطرد مها: «بعد هذه المكالمة دفعني الفضول لمعاودة الاتصال بالطبيب النفسي؛ طالبة منه توضيح حالة (أحمد)، وتبين لي أنه مجرد نصَّاب، لا هدف له سوى قضاء ليلة مع فتاة، فالعروس الأولى كانت ملكة جمال، استطاع أن يقنعها بأسلوبه أن تمكنه من نفسها باعتباره زوجها… وما إن وافقت وحصل على ما يريد بدأ بالتهرب منها بإغلاق هاتفه لعدم الرد على اتصالاتها واتصالات أهلها واستفساراتهم، وكل ما قام به هو أنه أوكل المهمة لوالدته؛ لتتولى إخبارهم بقراره وتقوم بإيصال رسالته لهم، وكان مبرره في الزيجة الأولى أنه أصيب بالحسد على هذه الزوجة الجميلة. وما هي إلا أيام قليلة حتى قرر (أحمد) الارتباط بأخرى، لم تكن تقل جمالاً ودلالاً عن الأولى، وكرر معها ومع ثالثة جاءت بعدها الأسلوب نفسه والسيناريو نفسه، وبمجرد أن نال مبتغاه تخلص منهما ومن دون أي إحساس بالندم، بما أنّ كل ما حصل كان تحت مظلة شرعية، وليس هناك ما يدينه».
برأي مها أن والدة (أحمد) تشترك معه في تحمل جانب من هذه التجارب والزيجات التي انتهت بالإجهاض المبكر قبل أن تكتمل فصولها إلى النهاية؛ لأنها كانت تخلق له العديد من المبررات منها: أنه مصاب بالعين، أو محسود على زوجة ما، لذا لم تتردد في عرضه على الكثير من مشايخ الرقية والعلاج بالقرآن، الذين أكدوا بدورهم إصابته بالعين.
الزوج شخصية سيكوباتية
من وجهة نظر الاختصاصي النفسي جمال الطويرقي، وهو الطبيب المعالج للشاب، فإنّ التحليل النفسي الأقرب لشخصية (أحمد) هو إصابته باضطراب يسمى علميّاً بمرض الشخصية (السيكوباتية)، وهي شخصية يمكن وصفها بالإجرامية والسادية؛ التي تستمع بإيذاء الآخرين وإذلالهم.
يتابع: “هذه العلاقات تتم بشكل رسمي وشرعي، دون أن يكون هناك عقاب قانوني، وهو في قرارة نفسه يشعر بنقص في رجولته، والتي يحاول أن ينفيها بتحوله إلى دنجوان أو زير نساء يملك رصيداً من العلاقات النسائية التي تحقق له مطالبه، وتقدم له العطاء ومن دون مقابل أو مسؤولية، وهو السر في تأزمه نفسيّاً عند أول حالة رفض وصد من عروسه الأخير، عندما رفضت تلبية طلبه، وهو الذي اعتاد الاستجابة والأخذ بلا مقابل أو عطاء».
تحريم الطلاق بنية الزواج
يشير الدكتور خالد المشيقح، أستاذ الفقه المشارك – كلية الشريعة جامعة القصيم، إلى أنّ النكاح في الإسلام شرع لمصالح عظيمة وثمار مباركة، ومنها: الانصياع لأوامر الله ورسوله، والاقتداء بالأنبياء والصالحين، وخلق المودة والألفة والمحبة بين الزوجين، ويتابع الشيخ خالد قائلاً: «النكاح في الإسلام لا يكون مؤقتاً؛ لذا كان تحريم زواج المتعة، بعد أن كان في بداية الإسلام مباحاً لحكمة، ثم جاء النسخ بالتحريم، ويعد الزواج بنية الطلاق من صور زواج المتعة، وهو ما حرمه كثير من العلماء؛ لما فيه من الغش والخداع، وأيضاً كسر المرأة؛ إذ إنّ الطلاق في الإسلام الأصل فيه الإكراه، وبناء على ذلك يعد قيام هذا الشاب بطل القصة بالزواج من الفتيات بنية الطلاق من الأمور المحرمة شرعاً».