طهران (اكس خبر): كشفت صحيفة صنداي تايمز البريطانية عن ما وصفته بخطط أميركية لضرب
منشآت إيران النووية تم تسريبها على ما يبدو لصحيفتين إسرائيليتين عقب
زيارة وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا لتل أبيب الأسبوع المنصرم.
وقالت الصحيفة إن الهدف من ذلك التسريب يكمن كما يتضح في الحيلولة دون
شن إسرائيل ضربة جوية ضد إيران قبل الانتخابات الأميركية المقرر إجراؤها في
6 نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
ونقلت عن صحيفة معاريف الإسرائيلية جوانب من تلك الخطط الأميركية تتضمن
هجوما يبدأ “بمئات من صواريخ كروز لدك الدفاعات الجوية الإيرانية ومراكز
الاستخبارات ومحطات الرادار”.
وسيعقب ذلك موجة من الغارات لإلقاء قنابل طراز جي بي يو-57 قادرة على اختراق الخنادق على منشآتها النووية.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن معاريف القول “إنه سيتم توجيه إنذار نهائي
لإيران بعد الهجوم لوقف برنامجها النووي العسكري فورا. وفي مقابل ذلك سيقوم
الغرب بتزويدها بمفاعلات نووية سلمية”.
وقال المحرر السياسي للصحيفة الإسرائيلية نفسها “ثمة أمور كثيرة تتوقف
على رد الفعل الإيراني. فإذا ما أقدمت على مهاجمة إسرائيل وحلفاء أميركا
العرب فإن ذلك سيستوجب مرحلة ثانية من الهجوم تشمل هذه المرة ضرب الرموز
الحكومية ومرافق البنية التحتية والمنشآت النفطية”
وقد نظمت صحيفتا معاريف ويديعوت أحرونوت حملة إعلامية معارضة لتوجيه
إسرائيل ضربة جوية استباقية لاعتقادهما أن من شأن ذلك توريط البلاد في حرب
طويلة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك
قد أبديا عدم ثقتهما صراحة في الوعود الأميركية بأنها ستحول دون إنتاج
إيران سلاحا نوويا، وأنها ستستخدم القوة العسكرية إذا لزم الأمر. وتخشى
واشنطن، التي فرضت الأسبوع الفائت عقوبات أشد على إيران، من تبعات أي هجوم
إسرائيلي قبل الانتخابات.
ونقلت صنداي تايمز في تقريرها الإخباري اليوم الأحد عن بانيتا قوله
لنتنياهو الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة “لن تسمح لإيران بتطوير سلاح
نووي، وكفى. وسنبذل كل ما في وسعنا لضمان أن ذلك لن يحدث”.
واستشهدت صحيفتا معاريف ويديعوت أحرونوت بمصادر أفادت بأن بانيتا أعرب
في محادثات سرية عن شعوره بالإحباط من “عدم الثقة التي أبداها كل من
نتنياهو وباراك فيما يتعلق بالتزام أميركا بوقف برنامج إيران النووي”.
ويرى الأميركيون في عدم الثقة هذه نوعا من “الجحود” على حد تعبير
الصحيفة البريطانية. وطبقا للصحيفتين الإسرائيليتين فإن الحجة التي أتى بها
الأميركيون هي أن أي ضربة إسرائيلية سترجئ إنتاج قنبلة نووية إيرانية نحو
عام أو عامين لا أكثر في حين أن هجوما أميركيا من شأنه أن يدمر البرنامج
النووي برمته.
وقد غادر بانيتا إسرائيل دون أن يتلقى أية ضمانات من نتنياهو. ويعتقد
بعض الإسرائيليين أن نتنياهو وباراك يمارسان الخداع. فإن كان ذلك كذلك -كما
يقول أحدهم على دراية بالأمور السياسية- فإنهما يقومان بعمل رائع.
ويمضي إلى القول إن نتنياهو وإيهود باراك بذلك “يضغطان على (الرئيس
الأميركي) أوباما، الذي سيبذل كثيرا من وقته لكيلا يلحق الضرر بحملته
الانتخابية. وإذا أُعيد انتخابه، فإننا سنرغمه على الوفاء بوعده”