خاص – اكس خبر
هي قصة إبريق الزيت الذي لا يكاد ينطفئ غليانه في دولة عربية حتى يشتعل في أخرى. وهي نفسها التقارير التي تصدح كل سنة وفي تواقيت غريبة تكاد تكون مبرمجة ذاتيا لإشعال الفتنة بين الطوائف والمذاهب بحجة الديمقراطية والإصلاح في الدول النامية او كما يصنّفوها دول عالم الثالث.
هي الكويت هذه المرة, والتقرير أمريكي صادر عن وزارة الخارجية حول حرية الأديان في هذا البلد العربي الذي يعيش صراعا خفيا بين مسلميه السنة والشيعة, الأمر الذي يحاول أمير البلاد والإعلام التابع له إخفاء ظواهره وتداعياته خوفا من حرب قد تشتعل بين الطائفتين في أي لحظة إثر الاحتقان الحاصل منذ 3 سنوات الى اليوم. (تابع الموضوع القادم عن وضع السنة والشيعة في الكويت)
“اكس خبر” تابعت التقرير عن كثب ووجدت أن الجديد في التقرير هذه السنة, هو إشارته صراحة وعلانية عن وضع “مختلق” وافتراضي غير موجود حول المسلمين الشيعة في البلاد ويتكلم عن إهدار حقهم في ممارسة طقوسهم والتخنيق عليهم في الإعلام واهتلاء المنابر وأكثر ما يستغربه أقل متابع لهذا التقرير هو النقد اللاذع للدولة الكويتية عن عدم إعطاء مناصب قيادية في الحرس الوطني لأفراد من الشيعة والإبقاء عليها للسنة , كما تحدث التقرير عمّا أسمته أمريكا “استياء” المواطنين الشيعة من قلة عدد الحسينيات والمساجد الشيعية والتراخيص المعطاة لهم من قبل الدولة.
وتنشر “اكس خبر” هنا نسخة عن النص الذي تحدث عن الحريات الدينية في الكويت والذي جاء فيه:
أبدت الولايات المتحدة الامريكية قلقها من تدهور الحريات الدينية في مناطق كثيرة في العالم ومن بينها دولةِ الكويت، حيث أوضحت ان الحكومة الكويتية وضعت قيودا على ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين في الكويت.
وأضاف التقرير الذي نشرته وزارة الخارجية الأمريكية بالأمس، ان الأقليات الدينية في الكويت تواجه تفرقة بسبب سياسات الحكومة.
وتطرق التقرير إلى نسبة تمثيل المواطنين الكويتيين من ‘الشيعة’ في وزارتي الداخلية ‘الشرطة’، والدفاع ‘الجيش’، حيث اعتبر التقرير ان نسبة تمثيلهم ‘جيدة’، في حين أفاد التقرير ان نسبة تمثيل المواطنين الكويتيين من ‘الشيعة’ في الحرس الوطني قليل، بحيث يمثل عائقا امامهم من تولي بعض المواطنين الكويتيين من الشيعة من تولي مناصب قيادية في الحرس الوطني، بحسب ما جاء في التقرير.
وعرج التقرير إلى مساجد الشيعة في الكويت، حيث بين التقرير ان هناك تأخيرا يمارس من الحكومة في بناء مساجد للشيعة في مختلف مناطق الكويت، كما أوضح التقرير ان ‘الشيعة’ في الكويت عبروا لهم عن استيائهم إزاء تأخر الإجراءات الحكومية بهذا الجانب.
وبين التقرير ان الحكومة الكويتية ومنذ عام 2001 تحديدا، وافقت على بناء 6 مساجد جديدة لإفراد الطائفة الشيعية.
وكانت وزارة الخارجية الامريكية أعلنت عبر مؤتمر صحافي عقدته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، عن صدور أحدث تقريرعن الحريات الدينية في العالم الذي يصنف دول العالم.
وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي ‘الحرية الدينية حق أساسي من حقوق الانسان وعنصر أساسي في أي مجتمع مستقر ومسالم ومزدهر.’
من جهتها، أكدت مصادر مطلعة ان تقرير وزارة الخارجية الأميركية وما جاء فيه من انتقادات بخصوص وضع الحكومة حدودا على ممارسة الشعائر الدينية غير صحيح وغير واقعي ولا يمت للحقيقة بصلة، مشيرة إلى ان الشعائر الدينية في الكويت تمارس بحرية تامة لمختلف الطوائف.
وبخصوص وضع حواجز أمام تولي الشيعة لمناصب قيادية، لفتت المصادر الى ان الشيعة يتولون مناصب قيادية مختلفة والواقع الموجود في الكويت أبرز دليل على ذلك، حيث ان الشيعة يتولون مناصب كثيرة وفي مختلف المجالات كسفراء ووكلاء وغيرها الكثير.
فأي تقرير هو هذا الذي يتدخل في شؤون بلد حر ومستقل ذات سيادة كاملة على أراضيه ؟ وأية خارجية هي تلك التي تسمح لنفسها بنشر تقارير رسمية صادرة عنها وكلها مبنية على افتراضات , لا على دراسات او استفتاء؟