اتخذ الغليان المتصاعد في المنطقة اشكالا متعددة. ففي ليبيا وبعد سقوط 6 قتلى في مدينة البيضاء، وقعت مواجهات عنيفة امس في بنغازي مع تظاهرة كبيرة، شارك فيها قضاة ومحامون، وسقط 6 قتلى وعشرات الجرحى.
وتستمر التظاهرات اليومية في اليمن، وقتل شخص وجرح نحو 35 في اشتباكات بين المعارضين والمؤيدين للسلطة في عدن وصنعاء في حين احتل مؤيدو صالح ميدان التحرير وسط العاصمة وأقاموا خياما لمنع دخول أي مناهض للحكومة.
واستمرت الاحتجاجات المطلبية في مناطق متفرقة من العراق، واقتحم متظاهرون المجلس البلدي في محافظة ذي قار (جنوب) وأحرقوا عددا من مكاتبه، وفيما تجددت الاحتجاجات في البصرة فرضت قوات الأمن سيطرتها على الكوت بعد سقوط 3 قتلى و53 جريحا الأربعاء. وأمس قتل شخص وأصيب 30 في تظاهرات وقعت في السليمانية (كردستان العراق).
وفي ايران استمرت تداعيات صدامات الاربعاء خلال جنازة قتيل، ويتوقع تصاعد التوتر بعد صلاة الجمعة، وقد تدعو المعارضة الى التظاهر مجدداً الاحد. وكررت السلطة القضائية اتهام قادة المعارضة بالخيانة، داعية الى اعدامهم.
وبالانتقال الى المغرب العربي، فقد بدأت حملة على «الفيس بوك» ليوم غضب الاحد (المطالبة بانتخابات حرة)، وفي الجزائر تخطط المعارضة لمسيرات السبت رغم اعتقال الآلاف السبت الماضي. وفي تونس، أفيد بأن الرئيس السابق بن علي في حالة غيبوبة، فيما تم «اطلاق سراح مشروط» لثلاثة آلاف سجين، حتى الآن، في انتظار قانون العفو العام.
ووصلت الاحتجاجات الى اذربيجان حيث تخطط المعارضة ليوم غضب في اقليم غني بالنفط قبل نهاية الجاري.
مؤيدو صالح طاردوهم بالأسلحة والخناجر في صنعاء وعدن
اليمن: قتيلان و35 جريحاً في مواجهات مع المحتجين
طارد مئات من الموالين للحكومة وهم يحملون الهراوات والخناجر مجموعة صغيرة من المحتجين، الذين يحاولون تنظيم تظاهرات امس السابع للمطالبة بإنهاء حكم الرئيس علي عبدالله صالح الممتد منذ 32 عاما.
وفقدت الشرطة السيطرة على حشد من الموالين للحكومة الذين حاولوا مهاجمة نحو 100 محتج من المناهضين لها تجمعوا في جامعة صنعاء وشارع الرباط القريب من الجامعة، حيث سقط نحو 10 جرحى، كما أصيب 25 شخصاً – على الأقل – بجروح في الاشتباكات التي اندلعت في شارع الستين القريب من منطقة السنينة، غرب صنعاء.
ورفع المتظاهرون الموالون لصالح لافتات كتب عليها: «لا لتجار السياسة وصناع الأزمات»، و«اليمن في قلوبنا»، و«لا لمن يتاجرون بالوطن»، و«لا لتدمير الممتلكات العامة»، و«لا للفوضى والتخريب».
وردد المعارضون شعارات «الشعب يريد إسقاط النظام»، و«لا لحكم الأسرة الواحدة»، و«نعم لمحاربة الفساد والفاسدين» و«نريدها جمهورية لا ملكية».
وندد الطالب عبدالرحمن العذري بــ «عسكرة» الجامعة، والسماح لــ«البلطجية» بالتواجد أمام البوابة، وعدم حماية المتظاهرين من هجمات «المتظاهرين المؤجرين» من قبل النظام، لافتا الى ان مهمة الأمن هي الحماية.
واعتدى الموالون لصالح على مصور قناة الجزيرة وكسروا كاميرته أمام بوابة الجامعة وعلى مرأى من عناصر الأمن.
من جهة أخرى، تظاهر آلاف اليمنيين في شوارع صنعاء، مرددين هتافات تدعو الى إسقاط النظام، في حين احتل مؤيدو صالح ميدان التحرير وسط العاصمة وأقاموا خياما حتى يمنعوا دخول اي مناهضين للحكومة الى الميدان.
مواجهات عدن
وفي عدن (جنوبي البلاد)، أعلنت السلطات الامنية اعتقال نحو عشرين من المتظاهرين المطالبين بتغيير النظام، ووقعت مواجهات مع افراد الامن بحي المنصورة في المدينة، مما اسفر عن سقوط قتيلين. مما دفع بالرئيس علي عبدالله صالح إلى التوجيه بتشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث.
اغتيال أمني
وفي حضرموت (شرق) اغتال مسلحان يعتقد بانتمائهما لــ «القاعدة» ضابطاً في الامن السياسي اثناء دخوله منزله، ويعد هذا الضابط هو رابع مسؤول يتم اغتياله في حضرموت خلال 6 اشهر.
الأمن يفرض سيطرته على الكوت بعد 3 قتلى و53 جريحا
احتجاجات في البصرة.. وحرق مكاتب حكومية في ذي قار
اقتحم متظاهرون غاضبون مبنى ناحية النصر التابعة لمحافظة ذي قار (جنوب العراق)، واضرموا النار فيه.
وقال مصدر أمني ان المتظاهرين سرعان ما اشتبكوا مع قوات الشرطة ثم اقتحموا مبنى المجلس البلدي وحرقوا عددا من مكاتبه ما تسبب في اصابة شرطي واحد بجراح. واضاف ان قوات من الجيش وقوات الطوارئ وصلت الى المكان لتعزيز الوضع الامني فيها، مبينا ان القوات اعتقلت خمسة من المتظاهرين قبل انفضاض جمعهم وعودة الوضع الى طبيعته.
وفي البصرة، علق أحد المسؤولين على التظاهرات شبه اليومية التي تجري، قائلا ان المواطن يتظاهر على الحكومة حين لا يجد الطماطم في السوق، لكن شعوره بعجز الحكومة عن تلبية مطالبه هو الأكيد.
وعلى غرار التظاهرة التي خرج بها خريجو الكليات والمعاهد مطالبين بفرص التعيين، تظاهر أمام مبنى مجلس المحافظة عدد من العاطلين عن العمل مطالبين بإيجاد فرص عمل لهم.
في حين تظاهر أمام أحد المصارف عدد من المتقاعدين مطالبين بتحسين آلية تسلمهم لرواتبهم التقاعدية، التي يلاقون الأمرين بالحصول عليها شهريا.
وقال هاشم لعيبي الناطق بلسان المجلس لـ القبس: إن عدد المتظاهرين يقل، لكن ميزانية الحكومة المحلية لم تقر بعد، إذن لا فرص عمل من دون تخصيصات مالية.
السيطرة على الكوت
هذا وأحكمت قوات الأمن سيطرتها على مدينة الكوت مركز محافظة واسط (جنوب)، التي تخضع لحظر التجول منذ أمس الأول، على خلفية التظاهرات التي شهدتها المدينة للمطالبة بالإصلاحات، فيما ارتفعت حصيلة ضحايا التظاهرات الى 3 قتلى و53 جريحا.
النجيفي.. واستقالة الصدر
وفي محاولة لامتصاص النقمة، أعلن رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي خلال جلسة البرلمان أن العمل جار لخفض رواتب الرئاسات الثلاث وتحويلها إلى جوانب تهم المواطنين، مشيرا إلى أن الموازنة الاتحادية للعام الحالي ستنجز خلال الأيام المقبلة وستطلق بعدها الدرجات الوظيفية والتخصيصات.
في السياق، قدم النائب عن «دولة القانون» جعفر محمد باقر الصدر استقالته من عضوية مجلس النواب. وقال مصدر برلماني، ان الاستقالة جاءت احتجاجا على تردي الخدمات وعدم قدرة الحكومة تقديم أي منجز كبير على هذا الطريق، فضلا عن التضامن مع المتظاهرين المطالبين بهذه الحقوق المشروعة.
إلى ذلك، أعلن عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي تضامنه مع المتظاهرين ودعمه لأحقية الشعارات والمطالب.
أنصار القذافي يتصدون لتظاهرة المعارضة
ليبيا: 11قتيلاً بمواجهات عنيفة في بنغازي والبيضاء
أفاد شهود عيان امس إن مواجهات عنيفة جرت في مدينة بنغازي بين المتظاهرين والقوات الأمنية، وأن الأجهزة اطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين، وأنباء عن سقوط ستة قتلى حتى الآن.
وذكرت صحيفة ليبيا اليوم المستقلة على موقعها الإلكتروني ، أن أخبارا مؤكدة تحدثت عن انطلاق تظاهرة من سوق الحوت في مدينة بنغازي، واتجهت إلى ميدان ضريح عمر المختار، كما خرجت تظاهرة تضم مجموعة من المحامين، والقضاة أمام محكمة شمال بنغازي يطالبون بالدستور.
من جانب آخر قالت الصحيفة إن المتظاهرين في شارع عمرو بن العاص، قبضوا على اثنين من البلطجية، وقد تم تصوير بطاقاتهم الشخصية، مشيرة إلى كر وفر بين الشباب المتظاهرين، وبين قوات الأمن، وقد قدر عدد المتظاهرين بما يقارب 5000 شخص.
تحركات في 4 مدن
وأفادت المعارضة الليبية اليوم بان اربع مدن شهدت تظاهرات مناوئة للزعيم معمر القذافي، وتحدثت عن سقوط قتلى، فيما عمت مسيرات شعبية وشبابية اليوم انحاء العاصمة طرابلس للتعبير عن التأييد للزعيم معمر القذافي، والتأكيد على أن سلطة الشعب خيار تاريخي استراتيجي.
من جانبها ذكرت صحيفة قورينا الإلكترونية أن «وزارة الأمن العام الليبية قد أقالت اليوم مدير امن في شعبية محافظة الجبل الأخضر على خلفية مقتل خمسة اشخاص ليل الأربعاء الخميس.
وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش ان السلطات الليبية ألقت القبض على 14 ناشطا وكاتبا ومحتجا، كانوا يعدون للاحتجاجات المعارضة.
ضغط دولي
في غضون ذلك، دعت الولايات المتحدة ليبيا إلى الاستجابة إلى تطلعات شعبها والقيام باصلاحات ملموسة. كما عبرت بريطانيا عن قلقها لاعتقال المتظاهرين، ودعت إلى الافراج عنهم. الامر نفسه دعت إلى منظمة العفو الدولية ومنظمة اصدقاء الانسان الدولية.
الجزائر: المعارضة تبقي على تظاهرة السبت
أعلن فضيل بومالة العضو المؤسس في التنسيقية الوطنية للتغيير الديموقراطية ان المسيرة الجديدة المقررة السبت في العاصمة الجزائرية، ستنظم على الرغم من الوعود الحكومية التي كررها رئيس الوزراء. وقال بومالة ان «الجزائر تسير فعلا من اجل التغيير، ونضالنا يتجاوز الى حد كبير رفع حالة الطوارىء». واضاف ان مقترحات الحكومة ليست مرضية.
واضاف ان «التظاهرة المقبلة السبت يجري الاعداد لها بشكل جيد، والشعور بالخوف بات اقل». واكد ان «الحكومة تواصل اجتراح الحلول لازمات بنيوية. انه نظام مقطوع عن المجتمع». واعلن رئيس الوزراء الجزائري احمد اويحيى ان الغاء الطوارئ سيتم قبل نهاية فبراير. بالاضافة الى الاعلان عن عديد من القرارات المتعلقة بالسكن والشغل وتسيير الادارة.