إكس خبر- هروب العرسان المتكرر وعدم عودتهم عقب الزيارة الأولى، وشعورها بالضيق الدائم من لقب «عانس»، دفع بـ شيماء إلى اللجوء إلى المشعوذين، وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم بزيارتهم، رغم علمها، حسب قولها، أن اللجوء إلى هؤلاء الدجالين حرام، إلا أنه عندما ألحت عليها صديقتها بالذهاب للمشعوذ للمرة الأولى، لم تكن تدرك أنها ستزوره مرات أخرى، تصمت وعلامات الحزن والندم واضحة على وجهها، وتستدرك حديثها مع رحلة الشعوذة: «كلفتني هذه الرحلة حتى الآن ما يقارب نصف مليون درهم، أحدهم يقول لي أنت مسحورة، والثاني يدعي أن هناك حرزاً وعملاً مدفوناً عند عتبة الباب، وثالث يؤكد أن جنياً سكن جسدي يدفع أي شاب يتقدم لخطبتي إلى النفور مني، ومع كثرة هذه الادعاءات صدقت أحدهم ووضعت ورقة تحت مقعد أحد الذين طرقوا بابي، ولكن هيهات؛ فبدل أن يتم المراد، خرج من بيتي هو وأهله مسرعين حين عثرت أخته الصغيرة على الورقة وأعطتها لوالدتها لتكتشف أنه عمل؛ فقالت لابنها إنه إذا كانت هذه البداية فماذا بعد الزواج، وخرجوا غاضبين».
تدعى ملكة الشعوذة في فرنسا خلال حكم الملك لويس الرابع عشر، «كاثرين ديشيز لافويزن»، وقد شاع بين الناس أن إحدى أشهر نساء العصر، المدام «دي مونتيسابان»، خليلة الملك طلبت مساعدتها عن طريق الفرن الأسود، كانت ترى أن لها قوى لا تقهر؛ فلا شيء محال أمامها، ولن يقدر على استيعاب جبروتها سوى الله، وعندما وصل أمرها إلى الملك ذاته طلبتها العدالة في حملة تطهير واسعة، شملت نصف السحرة في باريس، ونشرت من الفضائح ما لامس أعلى المستويات.
هذا الخوف من الفضيحة، منع فتاة أخرى، حتى من الإشارة إلى اسمها بحروف؛ فعندما تأخر زواجها حتى أصبح سنها 45 عاماً، لجأت إلى مشعوذ يدعي قدرته على حل مشاكل العنوسة وإيجاد زوج يقبل بها، تابعت: «دفعت الآلاف المؤلفة من أجل بصيص أمل في الزواج؛ خاصة كلما سمعت عن موعد زفاف إحدى صديقاتي، أو كلما حكت لي إحداهن عن مدى سعادتها مع زوجها وكيف يدللها، ولكن النهاية واحدة، أدوية وتمائم وطلبات تعجيزية وغريبة لا فائدة منها تذكر سوى الضحك على الذقون والنصب والاحتيال على ضعفاء النفوس من أمثالي.
ملابسي الخاصة
من أكثر أنواع الشعوذة شيوعاً، هو مشروبات المحبة «التولّه» كما تروي «مروة البلوشي، موظفة من عجمان»؛ فكثيراً ما يلجأ العوانس والمحبون من طرف واحد، إليها للظفر بعريس محدد، تماماً كما تلجأ إليها الزوجات اللاتي يتراجع حب أزواجهن لهن ولا يترددن في وضع العقاقير المختلفة في طعام الضحية وشرابه، تعلّق: «تلجأ صديقة لي لوضع دم الحيض أو جزء من بولها في طعام أو شراب من أراده قلبها؛ لكي يقع في غرامها ويحصل المراد».
الشبكة العنكبوتية
اعترفت زميلة علي أحمد، موظف، له بأنها كانت تحب زميلها في العمل، وحاولت بشتى الطرق لفت انتباهه لها بغرض الزواج، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل؛ فاضطرت للجوء إلى أحد المشعوذين تعرفت عليه من خلال الشبكة العنكبوتية، واستخرجت تأشيرة زيارة واستقدامه إلى الإمارات، واضطرت للعمل ليلاً ونهاراً لتوفير المبلغ المطلوب للمشعوذ على مدار عامين كاملين، إلى أن حصل المراد ووقع هذا الزميل في حبها وطلبها للزواج، بالمصادفة!
عذر أقبح من ذنب
روى لنا المحامي والمستشار القانوني، سالم ساحوه، قصة الأم الإماراتية التي أنفقت 4 ملايين درهم، ولجأت إلى بيع منزلها ومصوغاتها والاقتراض لتخلص ابنتها من السحر؛ مدعية أن «جنياً من أكابر قومه» يرغب بالزواج من ابنتها، وهو من يفشل زواجها ممن يتقدمون لخطبتها؛ حيث لجأت إلى «المطوعة» التي «أخذت الكثير من المال مقابل خدماتها، وطلبت مليون درهم لإنهاء جميع مشكلات العائلة»، إضافة إلى أنها أخذت مصوغات ذهبية تعود للفتاة ووالدتها تصل قيمتها إلى أكثر من 700 ألف درهم، كما أعطتها الفتاة كل ما تملك من مال، واستكملت مبلغ مليون درهم بقرض بنكي.
الدجالة ادعت أنها ستقرض الأم المال المطلوب مقابل وصل أمانة؛ مؤكدة لها أنها لن تطالب به إلا بعد 20 عاماً، بالفعل كتبت الأم وصل الأمانة وقدمته للسيدة، لتكمل المطوعة طريقها في فك السحر، وما هي إلا أيام حتى جاء الأم إعلان من المحكمة بأن تلك السيدة رفعت عليها قضية تنفيذية لمطالبتها بأداء مبلغ إيصال الأمانة.
بالأرقام:
80 % من حالات النصب لا تذهب إلى الشرطة؛ تحاشياً للإجراءات الطويلة، حسب دراسة أجراها الدكتور خليفة الشعالي، أستاذ القانون الجنائي بجامعة عجمان.
57 % انخفضت جرائم الشعوذة في دبي، وفقاً لإحصاءات أظهرتها شرطة الإمارة، إذ بلغ عدد القضايا العام الجاري ثلاثاً فقط، مقارنة بسبع قضايا العام الماضي.
51 قضية، ضبطتها وحدة مكافحة الشعوذة، في السعودية، منذ بداية العام الحالي، وقرابة أكثر من656 بلاغاً، وأتلفت أكثر من 2786 عملاً، فيه شعوذة.