إكس خبر- مهما كانت أسباب ودوافع الرجل بالزواج بأخرى لن يخفي ذلك أثر ما يحدثه في نفس الزوجة الأولى، إذ يعتبر زواج الرجل بأخرى بمثابة السكين الذي يطعن به الزوج زوجته في قلبها، تلك الطعنة التي تميت القلب ألما في كل لحظة من حياتها، وتكسر في النفس شئ لا يستطيع الزوج علاجه مها فعل، ولو قدم لها مليء الأرض ذهبا لما له من تأثيرات عميقة في نفس الزوجة.
وتبدأ التساؤلات تراود فكر الزوجة… ماذا فعلت؟ أهكذا ينتهي بي الحال؟ أين الحب؟ هل هي أفضل مني؟ أين أوجه التقصير مني؟ وبذلك تكون المرأة ضحية لقرار يعتبره الرجل من أهم حقوقه شرعا، دون الإلتفاف لمشاعر المرأة أو إعتبار لكرامتها وعزة نفسها.
ولكن ما يثير الدهشة هنا أنه في الغالب الأعم لا يوجد أسباب معروفة للزواج الثاني إلا الجملة المعتادة للرجال، “هذا حقي وقد أحل الله عز وجل لي الزواج بأربع”، والأمر ليس كذلك فالله سبحانه وتعالى لم يترك الأمر هكذا لهوى الرجال، بل حدد ضوابط وآليه معينة يبنى عليها القرار وبشروط محددة، يغفلها السواد الأعظم من الرجال.
وقد تكون دوافع الزواج الثاني عقاب الزوج لزوجته ظنا منه أنه سيصلح الأمور، وأنه سيعيش ملكا متوجا، فالآن أصبح هو موضوع التنافس وبالتالي ستحرص كلتاهما على تقديم أفضل ما عندها لكسب رضاؤه وهذا هو أبشع دوافع الزواج الثاني، والنتيجة تكون حتما صادمة للرجل، فما تقبله زوجة ليس بالضرورة أن تتقبله أخرى. كذلك فإن درجة الألم النفسي والعاطفي التي تتعرض لها الزوجة ليست واحدة بين كل النساء. فرفقا بقلب المرأة أيها الرجال، ورفقا بطبيعتها الرقيقة التي خلقت عليها، وأعلم أيها الرجل أنك تقتل حب زوجتك لك بزواجك بأخرى، وتقطع أواصر الود بينكم، حتى لو قبلت بالإستمرار في هذا الزواج لإعتبارات كثيرة جميعنا على علم بها، فستظل دوما تتألم جراء ما سببته لها من ألم، الألم الذي بات جزءا منها وهو الجرح المستعصي الذي لن يطيب أبدا.
لكل زوج لجأ للزواج بأخرى من دون مراجعة زوجته والنقاش معها وإخبارها بتقصيرها إن وجد، ودون بذل مجهود لعلاج المشكلات وثغرات الحياة بينهم، هل صارحت زوجتك بعيوبها وطلبت منها الإصلاح دون إستجابة؟، هل منحتها فرصة للتقويم من نفسها وإثبات حبها لك ولم تصغي؟ هل وجدتها أحق من زوجتك الأولى؟ هل أرضى ذلك غرورك وقوتك؟ هل أنت سعيدا بالقدر الذي كنت تبحث عنه؟ هل اختفت المشاكل الزوجية من حياتك؟، أخيرا هل تقبل لابنتك أن تعيش هذا الألم وهذه الحياة معدومة الروح والولاء؟…
وفي النهاية فالزواج الثاني ما هو إلا مخدر قصير المفعول لمشاكل الزواج الأول، وفي الكثير والكثير من الأحيان هو قرار خاطئ مدمر لكل الأطراف ولن يوقف المشاكل بل سيزداد الأمر سوءا، وستوجد إضطرابات ومشاكل نفسية ستسود الأسرة ككل.