اكس خبر – تقرير ع.د / هي من المرات القليلة التي تُنصف فيها التقارير الدولية الفلسطينيين نسبياً، اخرها تقرير لجنة التحقيق المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014 والذي صدر الاسبوع الماضي مؤكدا ان اسرائيل ارتكبت في القطاع جرائم حرب، رغم ان التقرير نفسه اتهم الجانب الفلسطيني بارتكاب جرائم حرب ايضا.
استنفرت اسرائيل اجهزتها السياسية والديبلوماسية للرد على التقرير واصفة اياه بأنه منحاز، بل ذهب وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى حد وصفه بأنه «ملطخ بالدماء».
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فأعلن رفضه للتقرير قائلا ان إسرائيل «لا ترتكب جرائم حرب».
ترحيب فلسطيني
على المقلب الاخر، ورغم ان التقرير اتهم ايضا بعض ما قامت به فصائل المقاومة الفلسطينية بانه يرقى إلى جرائم حرب، منها «تصفية العملاء»، واستهداف «مناطق مدنية» بالصواريخ، الا ان هذا التقرير لاقى ترحيب فلسطيني اذ اعلنت حركة حماس على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم ان التقرير الاممي ادانة للاحتلال الصهيوني في عدوانه الأخير على غزة وارتكابه جرائم حرب
أما المراقب الفلسطيني الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف إبراهيم خريشة فأكد ان الجانب الفلسطيني سيعتمد على هذا التقرير بعد عرضه على مجلس حقوق الإنسان لتقديم مشروع قرار للمصادقة عليه في المجلس.
دمار ومعاناة غير مسبوقين
التقرير الاممي الذي نشر في جينيف أكد ان الجيش الاسرائيلي ارتكب في قطاع غزة جرائم حرب لافتا الى ان مدى الدمار والمعاناة الإنسانية غير المسبوقين سيؤثران على الأجيال القادمة.
وقال التقرير ان عمليات الجيش الإسرائيلي في القطاع -وتحديداً في مناطق خزاعة والشجاعية ورفح- ترقى إلى جرائم حرب لاستخدامه ذخائر ذات نطاق تدميري واسع جداً أدت إلى إصابة العديد من المدنيين.
وتحدث التقرير بالتفصيل عن ضحايا العدوان الإسرائيلي، وقال إن 1462 فلسطينياً قتلوا -ثلثهم أطفال- خلال الحرب التي شنت فيها إسرائيل أكثر من 6 آلاف غارة جوية، وأطلقت نحو 50 ألف قذيفة مدفعية على مدى 51 يوماً.
كما ذكر التقرير مقتل مئات من المدنيين الفلسطينيين في منازلهم، خاصة من النساء والأطفال، مرفقاً بشهادة لأحد أفراد عائلة النجار بعد غارة أدت إلى مقتل 19 من أفراد عائلته في خان يونس يوم 26 يوليو الماضي.
العدوان وآثاره
فجر يوم 8 يوليو من العام 2014، شنت اسرائيل اولى ضرباتها على قطاع غزة في اطار حملتها العسكرية التي عُرفت بالجرف الصامد حيث بدأتها باستهداف منزل المواطن الفلسطيني محمد العبادلة في بلدة القرارة جنوبي القطاع
كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس ردت على العملية الاسرائيلية بإطلاقها اسم “العصف المأكول” على تصديها للهجوم، بينما اختارت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي اسم “البنيان المرصوص” لعملياتها.
وجاء الهجوم على وقع قصف متبادل مع المقاومة الفلسطينية في القطاع، إثر تفجر الأوضاع في الضفة الغربية بعد خطف مستوطنين الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير في القدس المحتلة يوم 2 يوليو/تموز الماضي وتعذيبه وحرقه.
ومما فاقم الأوضاع سوءا إعادة قوات الاحتلال اعتقال عشرات من محرري صفقة “شاليط”، ونواب في المجلس التشريعي الفلسطيني من حركة حماس.
وخلّف العدوان على غزة مقتل 1742 فلسطينيا 81% منهم من المدنيين، بينهم 530 طفلا و302 امرأة و64 لم يتم التعرف على جثثهم لما أصابها من حرق وتشويه، ومقتل 340 مقاوما فلسطينيا، وجرح 8710 من مواطني القطاع.
كما قتل 11 من العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) و23 من الطواقم الطبية العاملة في الإسعاف.
ودمر القصف الإسرائيلي للقطاع 62 مسجدا بالكامل و109 مساجد جزئيا، وكنيسة واحدة جزئيا، و10 مقابر إسلامية ومقبرة مسيحية واحدة، كما فقد نحو مائة ألف فلسطيني منازلهم وعددها 13217 منزلا، وأصبحوا بلا مأوى.
ونددت دول كثيرة بالعدوان الاسرائيلي كما أعلنت دول تأييدها لها وأدانت الرد الصاروخي الفلسطيني عليها. ومن ابرز مؤيدي إسرائيل ألمانيا، حيث أعلنت أن من حق إسرائيل “الدفاع عن نفسها”.