اكس خبر – ع.د / السيطرة على الجولان او الهضبة السورية، تشكل منذ اعلان الكيان الاسرائيلي احدى اطماع العدو نظرا لموقعها الاستراتيجي وغناها بالمصادر المائية التي تفتقر اليها اسرائيل. ومع ان الموقع الاستراتيجي للهضبة لم يعد يشكل هدفا اساسيا لاسرائيل في ظل التقدم الذي شهده عالم الاسلحة والمراقبة وفي ظل وجود الاقمار الاصطناعي، الا ان العنصر المائي هو ما يدفع اسرائيل للتمسك بالجولان.
وقصة احتلال الجولان بدأت في عام 1967 عندما تمكن الجيش الاسرائيلي من احتلال ثلثي مساحة هضبة الجولان وما زالت اسرائيل تحتفظ بها حتى اليوم رغم المطالبة السورية باعادتها الى دمشق.
ففي حرب ال1967 وتحديدا في 9 يونيو، وبعد نهاية المعارك الاسرائيلية في الجبهتين المصرية والأردنية، هاجم الجيش الإسرائيلي الجولان واحتل 1260 كم2 من مساحة الهضبة بما في ذلك مدينة القنيطرة. لكن في حرب اوكتوبر نجح الجيش السوري في استعادة مساحة قدرها 684 كم2 من أراضي الهضبة لمدة بضعة الأيام، ولكن الجيش الإسرائيلي أعاد احتلال هذه المساحة قبل نهاية الحرب. وفي عام 1974 أعادت إسرائيل لسوريا مساحة 60 كم2 من الجولان تضم مدينة القنيطرة وجوارها وقرية الرفيد في إطار اتفاقية فك الاشتباك، وقد عاد إلى هذا الجزء بعض سكانه، باستثناء مدينة القنيطرة التي ما زالت مدمرة.
أما في 14 ديسمبر من العام 1981 قرر الكنيست الإسرائيلي فيما يسمى ب”قانون الجولان”: “فرض القانون والقضاء والإدارة الإسرائيلية على هضبة الجولان”.
ومن المعروف ان الجولان يعتبر احد اهم المصادر المائية للكيان الغاصب، اذ يمتاز بغناه بالينابيع والامطار والمياه الجوفية والانهار. كما يضم الجولان مصادر مائية غنية ابرزها جبل الشيخ: المعروف أيضا بجبل “حرمون”، وهو يشكل اكبر خزان للمياه في المنطقة، وبحيرة طبريا وبحيرة مسعدة ونهر اليرموك.
وتولي اسرائيل اهتماما كبيرا بالمياه والزراعة، والهدف المائي مرتبط بالإيديولوجية الصهيونية والاستيطان، والاستيطان مرتبط بالأمن القومي وهكذا تصبح المياه هي الخط الاحمر بالنسبة لإسرائيل”.
وبالعودة الى الوضع الحالي، فقد استغلت اسرائيل اعلان الغرب الاتفاق النووي مع ايران لتتوالى التصريحات الاسرائيلية بالمقايضة على الجولان وفق معادلة الجولان مقابل الاتفاق. وفي هذا الاطار طالب مسؤولون اسرائيليون الولايات المتحدة بضم الجولان نهائيا الى الكيان الاسرائيلي، وقالوا انه يتوجب على واشنطن أن تقنع العالم بقبول فرض السيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان في حال أجاز الكونغرس الاتفاق مع ايران.
هل تنجح اسرائيل في مطلبها؟ بالطبع لا حتى ولو اجازت اميركا ذلك، فإن الجولان يبقى احد اهم الحقوق العربية شأنه شأن فلسطين ولن يتم التنازل عنه تحت اي ظرف، تماما كما حصل حتى اليوم رغم مرور عشرات السنين على احتلاله.