تشير دراسة مثيرة للقلق إلى أن استخدام النساء الحوامل للجوال بكثرة قد يزيد من مخاطر تعرض أطفالهن لاضطرابات سلوكية. وإذا ما بدأ هؤلاء الأطفال في استخدام الجوالات في سن مبكرة، فان المخاطر ترتفع بنسبة 50 بالمئة.
ووجد الباحثون أن الأطفال الذين تعرضوا لتأثيرات الجوال في أرحام أمهاتهم تزداد لديهم المتاعب السلوكية بنسبة 30 بالمئة في سن سبع سنوات. أما الذين تعرضوا للتأثيرات قبل مولدهم ثم في طفولتهم الباكرة فإن المخاطر تزداد بنسبة 50 بالمئة بالمقارنة بالأطفال الذين لم يتعرضوا لها البتة. وتبلغ نسبة الزيادة في السلوك السيء 20 بالمئة لدى الأطفال الذين يستخدمون الجوال ولكنهم لم يتعرضوا لتأثيراته وهم في الأرحام.
وتعزز نتائج هذه الدراسة التي أجراها باحثون أميركيون في كاليفورنيا التحذيرات بعدم وجوب استخدام الأطفال للهواتف الخليوية.
وشملت الدراسة 29 ألف طفلا قامت أمهاتهم بتوفير معلومات حول أسلوب حياتهم وغذائهم والبيئة التي عاشوا فيها أثناء الحمل وبعده، بالإضافة إلى المعلومات حول استخدام الجوال.
ووجدت الدراسة أن أكثر من 10 بالمئة من الأطفال الذين تعرضوا لتأثيرات الجوال وهم في الأرحام أنجبتهم أمهات كن يستخدمن الجوال أربع مرات في اليوم على الأقل. وكانت حوالي نصف الأمهات يتركن هواتفهن مفتوحة طوال الوقت بينما كان حوالي ثلث الأطفال يستخدمون الجوال في سن السابعة
وتأتي نتائج هذه الدراسة التي نشرت في المجلة الأمريكية للوبائيات وصحة المجتمع لتدعم نتائج دراسة سابقة أجراها نفس الفريق الباحث.
ويقول الباحثون إن النتيجتين تظهران أن استخدام الهواتف الخليوية وثيق الصلة بالاضطرابات السلوكية لدى الأطفال في سن سبع سنوات.
ومن المفارقات أن شركات إنتاج الهواتف الخليوية يدركون حجم الخطر الذي يترتب على استخدام النساء الحوامل وغيرهن لمنتجاتهم إلا أن التحذيرات من هذه المخاطر يتم طبعا بحروف صغيرة للغاية.
وتنصح الشركة المنتجة لجهاز “آي فون” المستخدمين بالإبقاء على الجهاز على مسافة 15 مليميتر من الجسم. غير أن هذا التحذير يختفي في أعماق الكتيب التعريفي بالجهاز.
أما معلومات السلامة التي يصدرها منتجو أجهزة “البلاك بيري” فإنها تذهب إلى مدى بعيد ولكن يصعب الوصول إليها أيضا. وتقول تلك المعلومات إن على المستخدمين اللجوء إلى السماعات الخارجة أو الإبقاء على الجهاز لمسافة بوصة من الجسم، ويشمل ذلك بطن المرأة الحامل والجزء الأسفل من بطون المراهقين.
أما الشركات الأخرى مثل نوكيا و”اتش تي سي” فإنها تنصح بالإبقاء على منتجاتها بعيدا عن الجسم. غير أن هذه النصائح تجدها أيضا مدفونة في أعماق كتيبات التشغيل.
وتهدف معلومات السلامة للحد من التعرض للترددات اللاسلكية وفقا للقيود التي وضعتها السلطات الأميركية والأوروبية. وتعتبر مثل هذه الأجهزة مأمونة إذا ما تم استخدامها بطرق صحيحة.