إكس خبر- يحتدم النقاش الإسرائيلي داخل المؤسستين العسكرية والسياسية حول فشل الاستخبارات في كشف عملية قصف «حزب الله» لدورية كتيبة «تصبار»، عبر ستة صواريخ أدت إلى مقتل اثنين وإصابة سبعة جنود، قبل وقوعها. خصوصاً وأن الدورية كانت تقوم بمهمة مراقبة بسيارات غير محصنة ومن دون أية أسلحة دفاعية.
وتصدى وزير الدفاع موشيه يعالون للانتقادات التي وجهها مسؤولون عسكريون وسياسيون لقيادة الجيش، مؤكداً أنه «لم تكن هناك حاجة لتحصين السيارات. الدورية قامت بمهمتها وفق ما يتطلب الأمر»، مشيراً إلى أن «صواريخ الكورنيت يمكنها اختراق السيارات المصفحة أيضاً».
وأعلن مسؤول إسرائيلي أن «إسرائيل لا تزال تحتفظ بحقها في الرد على العملية». وأبقى الجيش منطقة الشمال في أعلى درجات التأهب، وأغلق مناطق عدة في الجولان، ويُجري اليوم تدريبات لسكان الشمال على سبل الحماية داخل الملاجئ والأماكن الآمنة، في حال وقوع تصعيد فوري. ووضع الجيش مطار روش بينا في حال تأهب، واقتصر نشاطه على مجالات محددة، فيما يجتمع رؤساء المستوطنات في الجولان والشمال اليوم لتقييم الأوضاع، واتخاذ كافة الإجراءات.
وفي منطقة وقوع العملية سيقوم الجيش اليوم بوضع حواجز من الإسمنت على طول المنطقة الحدودية لتحصينها، فيما تواصل الوحدة الهندسية حفرياتها لكشف الأنفاق.
ووفق ما تبين من التحقيقات الأولية للجيش الإسرائيلي، فإن قادة كتيبة «تصبار»، التي تم إرسالها إلى منطقة مزارع شبعا للمشاركة في عمليات التأهب، قرروا القيام بجولة في منطقة الجبل، وانطلقوا على متن سيارتي جيب عسكريتين وسيارتين من نوع «إيسوزو ديماكس» في اتجاه الجبل على الطريق المحاذي للسياج، الذي أقيم بعد انسحاب الجيش من لبنان عام 2000 بين نهر البانياس وجبل روس (منطقة محاذية للغجر)، وبعد وقت أمرهم قائد اللواء المنطقي 769 دان غولدافوس بالعودة، وعند عودتهم تعرضت إحدى السيارتين من طراز «ديماكس» لقصف بصاروخ مضاد للدبابات من طراز «كورنيت» (روسي)، بعد ذلك نزل الجنود والضباط من السيارات الأخرى، وعندها تم إطلاق خمسة صواريخ أخرى من النوع نفسه عليهم.
ووقف اليمين واليسار والمركز في صف واحد إلى جانب الجيش، وارتفعت الأصوات الداعية إلى تغيير قواعد اللعبة مع «حزب الله» مطالبة بالرد القوي على أية اعتداءات ضد إسرائيل. وكان وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، دعا خلال اجتماعه بنظيره الصيني في بكين، إلى «تغيير التوجه الإسرائيلي والرد على الصواريخ بشكل قوي، كما كانت سترد الصين أو الولايات المتحدة على أحداث مشابهة».
وقال رئيس المعارضة الإسرائيلية إسحاق هرتسوغ، إنه «إذا اعتقد أحد من حزب الله أنه من الممكن تهديدنا عشية الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية، سيدرك تماماً أننا أقوياء جداً. أمن إسرائيل ليس محل خلاف. وعندما تجري الحرب ضد الإرهاب، فأنا لا أمارس اللعبة السياسية».
يشار إلى أن كتيبة «تصبار»، اشتهرت في الفترة الأخيرة بعد قرار رئيس الأركان إقالة أحد قادتها، المقدم ليرون حجبي، بعد اتهامه بالاعتداء الجنسي على إحدى المجندات. وحصلت الكتيبة على وسام تقدير من الجيش، كونها كانت واحدة من الكتائب التي برزت بنشاطها خلال عملية «عودوا أيها الإخوة»، لجهودها في البحث عن الإسرائيليين الثلاثة الذين اختطفوا، قبل حرب «الجرف الصامد».