أعلن الرئيس باراك اوباما ان «المهمة القتالية الأميركية في العراق انتهت»، مؤكدا ان الوقت حان لـ«طي الصفحة» وتركيز اهتمام واشنطن على التعافي الاقتصادي.
وقال في خطاب الى الامة ألقاه من البيت الابيض «لقد انتهت عملية «حرية العراق» وبات العراقيون مسؤولين عن الامن في بلادهم. لقد سحبنا نحو مائة ألف جندي، وأغلقنا مئات القواعد أو سلمناها للعراقيين»، مذكرا بأنه يفي بذلك بوعد قطعه خلال حملته الانتخابية.
واشار اوباما الى ان بلاده دفعت «ثمنا باهظا»، حيث قتل اكثر من أربعة آلاف جندي، مؤكدا في هذا السياق أن «مهمتنا الأكثر إلحاحا هي إعادة بناء اقتصادنا واعادة ملايين الاميركين الذين فقدوا وظائفهم (بسبب الازمة المالية) الى العمل»، مشيرا الى ان غزو العراق «ادى الى انفاق موارد هائلة في الخارج اثناء فترات ميزانيات تقشف».
أزمة تشكيل الحكومة
وفي الوقت الذي لاتزال فيه المباحثات جارية لتشكيل حكومة عراقية، حث اوباما القيادات السياسية على الاتفاق «سريعا». واضاف انه حين يحدث ذلك «لا شك في ان العراقيين سيكون لديهم شريك قوي هو الولايات المتحدة».
وكان أوباما قد وصف خطابه أمام القوات التي خدمت في العراق بقاعدة فورت بيلز في تكساس بانه «لن يكون ابتهاجا بنصر ما.. ولن نهنئ أنفسنا».
عن أفغانستان أيضا
وتطرق الرئيس الاميركي في خطابه ايضا الى جبهة الحرب الثانية في افغانستان موضحا «ان نسق سحب قواتنا سيتحدد بناء على الوضع في الميدان، وسيستمر دعمنا لافغانستان». ووعد بأن «هذه الفترة الانتقالية ستبدأ لأن أفق حرب بلا نهاية لن يخدم مصلحتنا ولا مصلحة الشعب الافغاني». واعترف بأن «البعض يتساءلون عن معنى مهمتنا هناك». وقال «كما في العراق ستبقى قواتنا لفترة محددة، لتسمح للأفغان ببناء قدراتهم (العسكرية) وتأمين مستقبلهم». وتابع «كما في العراق لا يمكن أن نقدم للافغان ما يجب ان يقوموا به بأنفسهم»، مذكرا بأن الهدف الاساسي للتدخل على الأرض الافغانية هو «دحر القاعدة».
وصول غيتس
إلى ذلك، وصل وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الى العراق في زيارة مفاجئة في اليوم الذي ينهي فيه جيشه رسميا مهماته القتالية، وتوجه فور وصوله الى قاعدة الاسد الجوية (110 كيلومترات غرب بغداد) في محافظة الرمادي للقاء الضباط والجنود.
وشارك غيتس بالعاصمة في مراسم تغيير قيادة القوات الاميركية وانتقالها من الجنرال راي اوديرنو الى الجنرال لويد اوستن. كما شارك نائب الرئيس جو بايدن في الاحتفال الرسمي الذي شهد ايضا الاعلان عن بداية المهام الجديدة للقوات الاميركية بعنوان «الفجر الجديد».
وردا على سؤال من أحد الصحفيين الذين يرافقونه عما إذا كانت الولايات المتحدة لاتزال في حالة حرب في العراق، أجاب غيتس «أقول إننا لم نعد في حالة حرب». وقال «إن عمليات القتال انتهت، وسنواصل العمل مع العراقيين في مكافحة الارهاب. سنقدم الكثير من النصائح والتدريب». واضاف «بالتالي، أقول إننا دخلنا المرحلة النهائية من التزاماتنا في العراق».
الاستجابة العراقية
وفي بغداد ايضا، اعلن نوري المالكي ان العراق «بلد سيد مستقل»، مؤكدا ان جيش بلاده قادر على ضمان الامن في بلد يبقى مع ذلك فريسة العنف وعدم الاستقرار السياسي. واكد ان هذا اليوم سيبقى في ذاكرة العراقيين جميعهم، وان الجيش سيكون قادرا على تأمين المهام التي كان يتولاها الاميركيون. غير ان وزير الدفاع عبدالقادر العبيدي اعتبر انه حتى عام 2012 لن تكون القوات قادرة الا على تأمين 95 % من امن البلاد.
الجيران يتوهّمون
بدوره، قال وزير الخارجية هوشيار زيباري إن الكثيرين من جيران العراق يتوهمون انه سيكون هناك فراغ أمني في اللحظة التي تغادر فيها القوات الأميركية، وانه يمكنهم التقدم لشغل الفراغ. واضاف انه حذر الجميع من انه اذا كان هناك فراغ فان الوحيدين الذين سيملأون هذا الفراغ هم العراقيون انفسهم.
من جهته، اعتبر الحزب الإسلامي العراقي يوم انسحاب القوات القتالية الأميركية «يوم فرحة ناقصة وباهتة»، وأوضح «يجب ألا يكون الانسحاب شكليا، فالسيادة الحقيقية تعني امتلاك زمام الأمور والقدرة على اتخاذ القرار الوطني، بعيدا عن أي تأثير، وهو ما نتمنى حدوثه».