إكس خبر- أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ المنطقة لا تزال في بداية التقسيم وفي بداية التفتيت والرسم النهائي لها، مشيراً إلى أنه لم يكن باستطاعة الرئيس بشار الأسد والنظام في سوريا أن يفعل أكثر مما فعل، معرباً عن ثقته بأنّ النظام السوري لن يسقط، داعيًا لإعطاء الأولوية لأمن الرئيس الأسد.
وفي حديث إلى محطة “سما” الفضائية ضمن برنامج “نبض الشرق” أدارته الإعلامية هناء الصالح، اعتبر أبو فاضل أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم يربح على حساب سوريا، مشدّداً في الوقت عينه على أنه على المدى الطويل لا يستطيع أن يستمرّ بذات المنوال وبذات الفوضى، مجدّدًا تشبيهه بالدمية بمعنى أنه يجب أن يبقى يرقص حتى لا يقع.
وفيما رأى أبو فاضل أنّ المطلوب أن تغرق سوريا بالقبعات الزرق، أكد أنّ من يظنّ أنّ أميركا لا تعرف أين هو أبو بكر البغدادي مخطئ، لافتاً إلى أنّ الطائرات الأميركية هي التي تحميه، وهو موجود في مكان ما بين الرقة والموصل، لكنه حذر من أنه سيأتي وقت سوف تندم فيه دول الخليج على ما فعلته في سوريا لأنّ داعش ستصل إلى الخليج، مشدّداً على أنّ الخليج لن يكون مع تركيا.
المواطن السوري يريد عيشاً كريمًا
أبو فاضل انطلق في حديثه من الحدث السوري، فلفت إلى أنّ المواطن السوري اليوم يريد عيشًا كريمًا كما أنه يريد الأمن والأمان، مشيراً إلى أنّ الحكومة الحالية هي حكومة حرب، مشدّداً على أنّ همّ المواطن ليس سياسيًا بل أصبح معيشيًا وأساسه الأمن، والدولة هي التي تستطيع تأمين هذا الأمن.
ورأى أبو فاضل أنّ هناك مخططاً اليوم لتهشيم سوريا، لكنه جزم أنها لا تزال واقفة وثابتة على رجليها، وأشار إلى أنّ الإسلام السياسي لو لم يحظَ بالغطاء الدولي لما استطاع تحقيق شيء، واعتبر أنّ كلّ شيء يبقى واردًا طالما أنّ لا رؤية دولية للحل في سوريا.
ورداً على سؤال، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ المنطقة لا تزال في بداية التقسيم وفي بداية التفتيت والرسم النهائي لها، مشيراً إلى أنّ أميركا لم تكن موجودة يوم قسّم سايكس وزميله بيكو المنطقة وكذلك يوم إنجاز وعد بلفور، وبالتالي فإنّ أميركا تأتي اليوم لتقسّم وفق أهوائها. وفيما اعتبر أنّ المشكلة في المنطقة هي مشكلة طاقة، لفت إلى أنّ المسلحين مرتاحون إلى حدّ ما بقضية التحكم بالكهرباء في سوريا، وشدّد على أنّ سوريا كانت توزع القمح والغاز والمازوت إلى المنطقة كلها قبل الأزمة السورية.
أردوغان يربح على حساب سوريا
وعن تقييمه للأزمة السورية التي شارفت على إنهاء عامها الرابع، رأى أبو فاضل أنه لم يكن باستطاعة الرئيس بشار الأسد والنظام في سوريا أن يفعل أكثر مما فعل، لافتاً إلى أنّ البعض يقول أنه كان يجب على إيران أو حزب الله أو روسيا أن يتدخلوا أكثر، لكن لا يمكنهم في النهاية معاداة المجتمع الدولي، مشيراً إلى المفاوضات الجارية بين روسيا وأميركا من جهة وإيران وأميركا من جهة ثانية، وقال: “في حال لا سمح الله سقطت سوريا وسقط النظام لن يعود هناك بعد اليوم نظام ممانع في المنطقة“.
وردًا على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ سوريا خسرت ولم تكسب في الحرب، لكنه أوضح أنّ خسارتها مادية ومعنوية وليست خسارة استراتيجية، مشيراً إلى أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم يربح على حساب سوريا، لافتاً إلى أنّ الأخير استطاع أن ينقذ تركيا وهو لا يكترث لمشاكل غيره، مشدّداً في الوقت عينه على أنه على المدى الطويل لا يستطيع أن يستمرّ بذات المنوال وبذات الفوضى، مجدّدًا تشبيهه بالدمية بمعنى أنه يجب أن يبقى يرقص حتى لا يقع، قائلا أنه يدفن مصطفى كمال أتاتورك الداعي للعلمنة كلّ يوم ويترأس تيار الإسلام السياسي في المنطقة.
واعتبر أبو فاضل أنّ أهمّ شيء عند أردوغان وكذلك عند إسرائيل وعند أميركا هو خلق منطقة عازلة، مشيراً إلى أنّ المطلوب أن تغرق سوريا بالقبعات الزرق، موضحاً أنّ هذه المناطق العازلة من شأنها أن تحجّم وضع سوريا إلى حدّ ما، ولفت إلى أنّ الطيران السوري لا يشنّ غارات على كوباني لأنّ الأميركيين يرفضون السماح للطائرات السورية بالتدخل بكوباني.
الطائرات الأميركية تحمي أبو بكر البغدادي
وفي سياقٍ متصل، أشار أبو فاضل إلى أنّ أيّ إرهابي لم يدخل إلى سوريا إلا من خلال تركيا، واعتبر أنّ المطلوب تضييق الخناق وحصر النظام بالمناطق التي يتواجد فيها الآن حتى تتمّ مفاوضته في وقت لاحق، لافتاً إلى أنّ ذلك هو مطلب سعودي وخليجي بالدرجة الأولى.
ورأى أبو فاضل أنّ أميركا تحكم العالم اليوم، موضحاً أنّ التركي ليس سوى موظفًا بسيطًا عند الأميركيين، وأشار إلى أنّ من يظنّ أنّ أميركا لا تعرف أين هو أبو بكر البغدادي مخطئ، لافتاً إلى أنّ الطائرات الأميركية هي التي تحميه، وهو موجود في مكان ما بين الرقة والموصل، لكنه حذر من أنه سيأتي وقت سوف تندم فيه دول الخليج على ما فعلته في سوريا لأنّ داعش ستصل إلى الخليج، مشدّداً على أنّ الخليج لن يكون مع تركيا.
وجدّد أبو فاضل القول أنّ المخطط الأميركي هو تفتيت المنطقة، معتبراً أنّ على الأكراد أخذ موقف من تركيا، مشيراً إلى أنهم لم يقاتلوا تركيا وهم ليسوا بعيدين عن إسرائيل، متحدثاً عن تمثيلية تركية على هذا الصعيد. وشدّد على أنّ إقليم كردستان العراق لن يتقدّم ويصبح كدبي، موضحاً أنّ الوضع الكردي يخضع للمزاج الإيراني ويخضع للمزاج التركي ويخضع للمزاج العراقي ويخضع للمزاج السوري في حال استعاد النظام المنطقة التي يتواجدون فيها.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ التحالف الدولي يسعى اليوم لإشعال المنطقة بين داعش والأكراد إن كان في العراق أو في سوريا، وأشار إلى أنّ دور تركيا سيأتي لأنّ القوميات الثلاث فيها ستحصل مشاكل بينها لأنّ الرئيس أردوغان لا يتصرّف مع هؤلاء كما يجب أن يتصرّف رئيس الدولة. وشدّد على وجوب أن يتأقلم الأكراد مع الدول العربية التي يتواجدون فيها.
النظام السوري لن يسقط
من جهةٍ ثانية، اعتبر أبو فاضل أنّ هناك سرًا في النظام الذي أسّسه المرحوم حافظ الأسد وهو أنّ النظام لا يخسر، مشيراً إلى أنّ هذه السياسة موجودة في سوريا منذ نشأتها، لافتاً إلى أنّ السوري يمتاز بمخابراته وسياسته وحنكته، وأوضح أنّ هذا النظام مركب بشكل مهم، حتى أنّ رئيس حكومة ينشق ولا يحدث شيء، فيما حدث كهذا يمكنه أن يخرّب بلدًا آخر برمته.
وأعرب أبو فاضل عن ثقته بأنّ النظام السوري لن يسقط، مشدّدًا في الوقت عينه على وجوب إعطاء الأولوية لأمن الرئيس بشار الأسد، رافضًا الاستخفاف بهذا الموضوع، لأنّ أيّ سقوط على هذا الصعيد هو سقوط لخط الممانعة ككلّ.
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ شعبية الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تتراجع أكثر فأكثر يومًا بعد آخر، ملاحظاً في الوقت عينه أنّ أحدًا لا يطالب بتنحيه واستقالته كما يحصل في الدول العربية.
أين هي المعارضة السورية؟
وبالانتقال إلى المعارضة السورية بمكوّناتها المختلفة والتي تبدو الغائبة الأكبر عن الصورة اليوم، توقف أبو فاضل عند الانتخاب الأخير الذي تمّ لأحمد طعمة لرئاسة ما يسمى حكومة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، حيث لفت إلى أنّ أحمد طعمة إخواني، فيما رئيس الائتلاف هادي البحرة هو سعودي، بمعنى أنّ الأول ينتمي للمحور التركي القطري والثاني للمحور السعودي، وأشار إلى أنّ الحكومة لم تكتمل لأنّ هناك خلافات في الداخلية والدفاع، فضلاً عن وجود الكثير من الخلافات الداخلية في ما بين مكوّنات هذه المعارضة.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ هؤلاء لا يملكون شيئاً على الأرض، ولفت إلى أنّ ما تسمّى الجبهة الإسلامية تُطرَد من كلّ سوريا، في حين أنّ جبهة النصرة وداعش تتقاتلان، متسائلاً أين هي المعارضة ومن سيستلم الأرض. ولاحظ أّنّ الجيش السوري الحر وأركانه على سبيل المثال اختفوا وتبخّروا ولم يعد لهم وجود.
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ من يظنّ أنّ هؤلاء ينتمون للإسلام، مشيراً إلى أنهم لا يمتون للدين الإسلامي بصلة، فهؤلاء وحوش لا دين لهم.
حزب الله حزب بمستوى دولة
وشدّد أبو فاضل ختامًا على أنّ هناك شدّ حبال حول سوريا بالنسبة للشمال السوري وبالنسبة للشرق السوري وبالنسبة للجنوب السوري، متحدثاً عن عمليات عسكرية سوف تستمرّ كما أنّ هناك معركة في القلمون، متوقعاً أن يتمّ توظيف قضية العسكريين اللبنانيين المخطوفين على خطها، مشيراً إلى أنّ المصيبة جمعت النصرة وداعش في لبنان في حين أنهما تتقاتلان في كلّ المناطق الأخرى.
وفيما اعتبر أبو فاضل أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يريد سقوط عين العرب بغضّ النظر من يربح سواء أكان الأكراد أم داعش، أشاد بخطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ولهجة التهدئة التي اعتمدها في مواجهة التحريض الذي يلجأ إليه البعض، معتبراً أنّ الحزب الذي يرسل مقاتلين إلى خارج بلاده هو بمستوى دولة باعتبار أنّ الدول فقط هي التي ترسل الجيوش لتشارك في الحروب، وهذا ما فعله حزب الله وانتصر، معرباً عن اعتقاده بأنه تأخر في التدخل في سوريا، التي تدفع ثمن وقوفها إلى جانب المقاومة في العراق وإلى جانب المقاومة في لبنان وثمن موقفها العروبي، وتوقع أن يلعب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دوراً كبيراً أيضًا في المرحلة المقبلة.