أفاد مصدر امني رفيع بأن محققين من مكتب المدعي العام للمحكمة الدولية طلبا الاستماع الى إفادة الطبيبة النسائية إيمان شرارة التي تقع عيادتها مقابل مدينة الملاهي (فانتازيا) قرب طريق المطار في الضاحية الجنوبية، ولدى الاتصال بها والطلب منها إما الحضور إلى مقر لجنة التحقيق الدولي أو الذهاب إليها، طلبت منهما الحضور إلى عيادتها، ولما وصل المحققان من مكتب المدعي العام وبصحبتهما مترجمة الى العيادة المذكورة فوجئوا بحضور نحو 150 امرأة فيما يشبه التظاهرة، وحصل شجار بين النساء والمحققين تمكنت النساء خلاله من انتزاع حقيبة يد كانت مع احد المحققين تحتوي على مستندات وقد تمكن المحققان والمترجمة من مغادرة المكان.
وعلم لاحقا ان زيارة المحققين كان يفترض ان تكون سرية وبمرافقة قوة من الجيش اللبناني، وعند وصول المحققين تمركزت قوة الجيش المرافقة على بعد امتار من العيادة، حيث فوجئ المحققان والجيش بعدد من الفانات المحملة بالنساء اعترضن المحققين، ولم يستطع الجيش منعهن، إلا أنه استطاع ان يؤمن سحب المحققين من المكان.
وقد وضعت النيابة العامة يدها على الموضوع وادعت على مجهولين بالاعتداء على محققين دوليين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، اثناء قيامهم بمهمة رسمية.
الدكتورة إيمان شرارة التي ظهرت في مقابلات اعلامية سريعة قالت انها اعطت موعدا للمحققين الدوليين الساعة التاسعة من يوم الاربعاء في عيادتها من اجل اخذ بعض المعلومات، وذلك بعد الاتصال بها من قبلهم وموافقتها على هذا الامر، وقالت: اتصل بي السبت ضابط واسمه العقيد نجيم ليؤكد الموعد الذي كنت ابديت موافقتي عليه عندما اتصل بي احدهم من قبل المحكمة الدولية واسمه «موفق» وطلب مني ان كنت اوافق على إجراء هذه المقابلة مع المحققين، وبالفعل جاء الي عنصر من قوى الامن ومعه ورقة من مكتب لجنة التحقيق وعليها اسماء ومن بينها اسمي، والمطلوب مقابلتي فوقعت على الورقة ووافقت ان يقابلوني.
واضافت شرارة تقول: اتصلت بنقابة الاطباء واجابوني بأن هذه محكمة جزائية ومن حقي ان اعطيهم معلومات وجاء المحققان في الموعد المحدد، وبدأت المقابلة معهما وبهدوء، وبدأوا يسألان ان كان بإمكانهما الاطلاع على بعض ارقام المرضى، فاستفسرت عن بعض الامور واتفقت معهما على ان احولهما الى مساعدتي لأن وقتي ضيق وليس لدي الوقت الذي يطلبانه، فخرجت من مكتبي لأطلب من سكرتيرتي هذا الأمر، لكن فوجئت بالعدد الكبير من النساء في الخارج اللواتي يصرخن بصوت عال جدا ويشتمن المحققين وهن في غضب غير طبيعي وخرجن عن السيطرة، ولم ار سوى هجومهن على المحققين اللذين لم اعرف كيف هربا.
وشددت شرارة على أنها لم تعرف كيف بدأت المشكلة، او كيف حدث الامر، اما المعلومات المطلوبة فهي عناوين وهواتف ما بين 14 و17 مريضة مسجلة في عيادتها، مطلوب الاستماع إليهن في اطار التحقيق الدولي بجرائم الاغتيال.
عضو كتلة المستقبل النائب خالد زهرمان علق على الاشكال الذي وقع بين محققين من المحكمة الدولية ونساء في عيادة الدكتورة ايمان شرارة في الضاحية الجنوبية بالقول اننا ندعو الاجهزة المختصة ان تلعب دورها وتحقق في هذا الموضوع وترى خلفياته لأن هذا تحرك يبدو انه ليس تحركا عفويا، وهذه محاولة اخرى لعرقلة عمل المحكمة الدولية ونحن نصر على تمسكنا بالمحكمة الدولية، وتمسكنا بمعرفة حقيقة من قتل الشهيد رفيق الحريري، واحقاق الحق وتحقيق العدالة وكل كلام على ان القرار الظني والمحكمة الدولية هو لزعزعة الاستقرار ويساهم في إحداث فتنة هذا كلام تهويلي وبعيد عن المنطق لأن العدالة هي التي تساهم في تحقيق الاستقرار والامن للناس.