عشية العشاء الذي اقامه الرئيس الاميركي باراك اوباما مساء امس في البيت الابيض لجميع المشاركين في المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين التي يفترض ان تنطلق رسميا اليوم. اعلنت كتائب عز الدين القسام، وهي الجناح المسلح لحركة حماس «مسؤوليتها الكاملة» عن عملية اطلاق النار مساء الثلاثاء على سيارة اسرائيلية قرب الخليل في الضفة الغربية، ما ادى الى مقتل اربعة اسرائيليين.
وقالت الكتائب في بيان ان «كتائب القسام تعلن مسؤوليتها الكاملة عن عملية الخليل البطولية». وتوعد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بأن تجعل إسرائيل من قاموا بالهجوم يدفعون الثمن.
وأضاف «هذه محاولة فيما يبدو من قبل إرهابيين منحطين لتخريب محاولة إنجاز عملية دبلوماسية، ومحاولة للإضرار بفرص المحادثات التي ستبدأ في واشنطن». وتم ابلاغ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الموجودين في واشنطن بالحادث.
وقتل المستوطنون الاربعة في عملية إطلاق نار عند مدخل مستوطنة «كريات أربع» في الخليل بجنوب الضفة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن العملية وقعت عندما أطلق مسلحون النار باتجاه مستوطنة عند مفترق قرية بني نعيم قرب مستوطنة «كريات أربع».
وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي إنه لم تكن هناك إنذارات تحذر من وجود نية لتنفيذ هجوم كهذا رغم وجود تقديرات بأن «المنظمات الفلسطينية ستحاول تخريب جهود استئناف المفاوضات إلى جانب محاولات من جانب المستوطنين لإثارة استفزازات».
اقتحام الخليل
واقتحمت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، عدة بلدات وقرى في الخليل. وقال سكان محليون إن قوات كبيرة من الجيش اقتحمت بلدة بني نعيم شمال الخليل، وأعلنت فرض حظر التجول عبر مكبرات الصوت. وذكر السكان أن القوات الإسرائيلية شرعت في شن عملية دهم للمنازل.
وسيطرت حالة من التوتر الشديد على بلدات الخليل، وسجلت حركة مكثفة للقوات الإسرائيلية في عدة بلدات وقرى محاذية لمستوطنة كريات أربع.
المفاوضات المباشرة
وعلى وقع الهجوم على المستوطنين في الضفة وتداعياته على المفاوضات، اقيم امس حفل عشاء اطلاق المفاوضات في البيت الابيض برعاية الرئيس الأميركي، وحضور رئيس السلطة الفلسطينية، ورئيس الوزراء الاسرائيلي، والرئيس المصري حسني مبارك، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
ونقلت اذاعة جيش الاحتلال عن مصادر اسرائيلية قولها ان الادارة الاميركية باتت تدرك صعوبة الاستمرار في تجميد الاستيطان «لان الالتزام بالقرار يعني تفكيك الحكومة الحالية برئاسة نتانياهو، والذي يعني انهيار عملية السلام». مشيرة الى ان واشنطن وعدت «بالوصول الى حلول توافقية مع الجانب الفلسطيني تضمن من خلالها حفظ ماء الطرفين عبر السماح بعملية بناء استيطاني محدودة في بعض الكتل الكبيرة مع التزام اسرائيلي بعدم التوسع في عمليات البناء ما دامت المفاوضات المباشرة مستمرة».
بناء الاف الوحدات
الى ذلك، كشفت الإذاعة أن آلاف الوحدات الاستيطانية سيتم بناؤها مباشرة بعد نهاية فترة تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية، وذلك دون الحاجة لإجراءات أو تراخيص قانونية خاصة. وقال مراسل الإذاعة في الأراضي الفلسطينية غاي فيرون في تحقيق اجراه حول الاستيطان بالضفة الغربية عن ان ما نسبته 57 % من المستوطنات في الضفة قد أتمت جميع إجراءات التخطيط للبناء لأنها لا تحتاج أي موافقة من المستوى السياسي في إسرائيل، أو حتى أي وزارة من الحكومة الإسرائيلية من اجل القيام بعمليات بناء وتوسيع مستوطنات.
وعلى إثر ذلك، فإنه لو قررت الحكومة الإسرائيلية عدم تمديد فترة تجميد البناء لا يمكن لأحد منع عمليات البناء، لأن المجالس المحلية في المستوطنات أتمت جميع الإجراءات اللازمة، علما أن أغلب خطط البناء التي أقرت من اجل تنفيذها تتعلق «بالمستوطنات التي تقع خارج التكتلات الاستيطانية الكبرى».