نزل الاف العراقيين الى الشوارع امس بعد صلاة الجمعة للاحتجاج على الفساد ونقص الخدمات الاساسية في يوم الغضب بأنحاء العراق في استلهام لانتفاضات في العالم العربي. وقتل سبعة أشخاص على الاقل وأصيب 49 في اشتباكات بين محتجين وقوات الامن العراقية في عدة بلدات عندما حاول متظاهرون اقتحام مبان حكومية وأطلق أفراد أمن النار في الهواء في محاولة لتفريقهم.
واحتشد الالاف في ساحة التحرير ببغداد ووقفت سيارات الجيش وقوات الامن في الشوارع المحيطة بالساحة بينما لوح المتظاهرون بالاعلام العراقية ودعوا لاجراء اصلاحات. وفرض حظر على حركة السيارات في العاصمة العراقية. وعبر بعض المحتجين من بين الحواجز الاسمنتية عند جسر الجمهورية القريب والمؤدي الى المنطقة الخضراء شديدة التحصين والتي تضم مبان حكومية وسفارات لكن المظاهرة ظلت سلمية.
وتتركز احتجاجات العراقيين على نواح خدمية بالدرجة الاولى. وقال مصدر في الشرطة ان شخصين على الاقل قتلا وأصيب 22 في اشتباكات بين محتجين وقوات الامن بعد أن أضرم محتجون النار في مبنى مجلس محلي في بلدة الحويجة الشمالية. وذكر مصدر في مستشفى أن ستة اخرين أصيبوا في بلدة سليمان بك جنوبي كركوك.
وفي الموصل ذكر مصدر في الشرطة أن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب 15 في اشتباكات. وقال مصدر اخر في الشرطة ان أربعة محتجين وجنديين أصيبوا في مدينة الفلوجة. وفي مدينة البصرة خرج حوالي 3000 شخص الى الشوارع للاحتجاج ضد الفساد ونقص الخدمات الاساسية. وازال المتظاهرون كتلا اسمنتيه تحيط بمبنى محافظة البصرة ثم وقعت مصادمات بينهم وبين شرطة مكافحة الشغب والجنود.
وأفاد شهود عيان بأن مبنى محافظة البصرة قد سقط في يد الاف من المتظاهرين. وقال النائب في البرلمان العراقي في البصرة جواد البزوني ان محافظ البصرة شلتاغ المياح قدم استقالته وغادر مبنى المحافظة.
في غضون ذلك ، طاردت القوات العراقية المسلحين وأطلقت قنابل صوتية لتفريق المتظاهرين في مدينة الناصرية فيما بدأ المتظاهرون باعادة صفوفهم مرة أخرى في ظل اجراءات أمن مشددة وسط الناصرية. وفي مدينة الرمادي ، أدى آلاف من المتظاهرين الصلاة في ساحة وسط المدينة وحملوا لافتات كتب على بعضها “الشعب يريد اسقاط النظام” و”احذروا الخريجين اذا غضبوا”.
وفي سياق متصل ، اجتاحت مظاهرات مدينتي كربلاء والنجف يشارك فيها الشباب في ظل اجراءات امنية مشددة وحملوا لافتات في كربلاء كتب عليها “بالامس في تونس ومصر واليوم في العراق”. وقال شهود عيان أن حوالي 200 شخص أعتقلوا في كربلاء. وكانت اشتباكات نشبت في وقت سابق بالمدينة عندما حاول الأمن تفريق المحتجين الذين حاولوا اقتحام مبنى حكومي وألقوا الحجارة عليه.
بدورها دعت المرجعية الشيعية في العراق بزعامة علي السيستاني جميع المتظاهرين في العراق الى ان تكون تظاهراتهم سلمية من أجل تثبيت المطالب والمحافظة على قداستها وقوتها. وقال أحمد الصافي معتمد المرجعية الشيعية في مدينة كربلاء ، أمام الاف من المصلين في صحن الامام الحسين في كربلاء خلال خطبة صلاة الجمعة ، إن “المظاهرات هي حديث الشارع العراقي وان التظاهر يأتي لسبب لان الناس عندما تتجمع وتعلن انها تريد ان تتظاهر تريد ان تسمع صوتها والدستور كفل حق المتظاهرين ومن حق أي انسان ان يتظاهر بطريقة سلمية وعصرية ولابد ان يتثقف الناس دائما على التظاهر السلمي لانه نوع من ايصال المظلومية”. الى ذلك ، أصيب 13 شخصا من قوات الشرطة العراقية بجروح جراء سقوط قذائف صاروخية على مركز للشرطة وسط مدينة الموصل. كما قتل ثلاثة من عناصر الصحوات وجرح 4 منهم في انفجار في مدينة الحلة. وفي الفلوجة قتل ستة أشخاص من عائلة واحدة في هجوم على منزلهم من قبل مسلحين.