نشرت صحيفة لبنانية في عددها الصادر اليوم المزيد من البرقيات الصادرة عن السفارة الأميركية في بيروت خلال شهر تموز من العام 2006. وبين هذه البرقيات برقية حول اجتماع ليلي متأخر جمع مبعوث الأمم المتحدة تيري رود لارسن الذي اقترح تسليم الجنود الاسرائيليين إلى لبنان.
وبحسب الوثيقة، فإنّ اقتراح لارسن يبدأ بالطلب من حزب الله أن ينقل الجنديين الاسرائيليين اللذين يحتجزهما إلى وصاية الدولة اللبنانية، تحت إشراف رئيس الوزراء فؤاد السنيورة، ومن ثمّ إلى إسرائيل. سيتبع ذلك خطة متعددة الخطوات تقود لوقف إطلاق النار ولانشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان يحرسها الجيش اللبناني، ولصدور قرار عن مجلس الأمن يدعو للتطبيق الكامل للقرار 1559.
وتنسب الوثيقة إلى النائب وليد جنبلاط إعجابه بالاقتراح، رغم أنه والنائب مروان حمادة أبديا قلقاً عميقاً من طريقة إسرائيل في اختيار بعض الأهداف، وعبّرا عن أملهما في أن تكمل إسرائيل عملياتها العسكرية حتى تتضرّر البنية التحتية العسكرية لحزب الله تضررا كبيراً، حتى لو عنى الأمر اجتياحاً برياً لجنوب لبنان. وقال جنبلاط، على ذمة الوثيقة، أنه مضطر للمطالبة بوقف إطلاق النار في العلن لكنه يرى القتال فرصة لهزيمة حزب الله. وقال جنبلاط: “إذا حصل وقف لاطلاق النار الآن، فإنّ حزب الله ينتصر”. وأضاف: “على إسرائيل اجتياح جنوب لبنان. على إسرائيل أن تكون حذرة لتجنّب المجازر، لكنها يجب أن تخرج حزب الله من جنوب لبنان. عندها، يمكن الجيش اللبناني أن يأخذ مكان الجيش الاسرائيلي ما إن يتمّ التوصل لوقف لاطلاق النار.
وأعرب جنبلاط عن اعتقاده بأنّ الأزمة تنتهي باتفاق هدنة كما بعد حرب الـ1973، لكنه شدّد على أنه على إسرائيل ألا تقصف سوريا لأن ذلك سيعيد سوريا ببساطة إلى الحضن العربي من دون أن يؤذي النظام في دمشق. وقال: “أضعفوا سوريا بإضعاف حزب الله. لا تجعلوا سوريا بطلة للعالم العربي”.
وتلفت الوثيقة إلى أنّ جنبلاط قدّم مطالعته “حول كأس نبيذ أحمر، قنينة فودكا كبيرة أثارت نوعيتها جدالاً طويلاً بين حنبلاط ونادل خدمة الغرف المذهول وثلاث زجاجات بيرة كورونا”.