وقال الديب في مرافعته إن النيابة العامة عندما حققت الدعوى، استمعت إلى أقوال الشهود والمبلغين والذين اتهموا جميعا مبارك والعادلي وآخرين بقتل المتظاهرين، إلا أن النيابة العامة أحالت الدعوى في جلسة 23 مارس/آذار العام الماضي من دون الرئيس السابق، رغم اتهامه صراحة، ما يعني أن النيابة ارتأت ضمنياً أنه لا وجه لإقامة الدعوى الجنائية ضد مبارك، إلا أن النيابة عادت وأحالت مبارك للمحاكمة في 24 مايو/أيار الماضي في تهم سبق للنيابة العامة أن رأت عدم إحالته للمحاكمة فيها، الأمر الذي أغضب المدعين بالحق المدني الذين استنكروا مرافعة فريق الدفاع .
من جهة أخرى، قال رجل الأعمال الهارب خارج البلاد، وصاحب صفقة تصدير الغاز للكيان، حسين سالم، إن ثروة مبارك، تبلغ بالخارج 12 مليار دولار و4 مليارات جنيه بالداخل . وكشف سالم المعروف بصداقته للرئيس السابق لصحيفة “روزاليوسف” أمس، أن نجلي الرئيس السابق المحبوسين على ذمة قضايا فساد، وصهره منير ثابت شركاء في 6 ناقلات شحن تعمل بالموانئ المصرية، لافتاً إلى أن حصته فيها 40% بينما حصة نجلي الرئيس السابق 48% فيما بلغت حصة منير ثابت 12% . وأشار إلى أن حصة نجلي الرئيس كان يمتلكها مبارك نفسه حتى عام ،1990 حيث باعها في نفس العام إلى نجليه، وتم تسجيل عملية البيع في نيويورك، حيث مقر شركة “اياتسكو” المصرية الأمريكية لخدمات الشحن المحدودة، التي مازالت قائمة .
وأوضح سالم أن السلطات الأمريكية على علم بوجود هذه الشركة، وأن المباحث الفيدرالية قد زارت مقرها في إبريل/نيسان ،2011 وحصلت على جميع المستندات التي تثبت شراكته لعائلة مبارك، والتي تؤكد أن له حق التوقيع المنفرد والإدارة الكاملة . وكشف سالم عن نشوب أزمة كبيرة بينه وبين مبارك في يوم 26 يناير/ كانون الثاني ،2011 أي ثاني يوم اندلاع الثورة في قصر الاتحادية بمصر الجديدة، بعد أن علم من أحد قيادات جهاز أمن الدولة المنحل، معلومات تفيد أن مبارك قد أمر العادلي، سراً بترتيب وإعداد قضية ضد سالم من خلال صفقة الغاز ل “إسرائيل”، وذلك تمهيداً لمحاكمة حسين سالم جنائياً . وقال سالم إنه واجه مبارك بتلك المعلومات، ما اضطر مبارك إلى إصدار أوامره بإفراغ أوراق القضية من جميع الإدانات المتعلقة بسالم في صفقة الغاز، ولفت سالم إلى أن تلك القضية هي التي قدم بسببها وزير البترول السابق سامح فهمي للمحاكمة .
في غضون ذلك، طالب سياسيون وقضاة، خلال ندوة بعنوان “دماء الشهداء عام من العدالة البطيئة”، نظمتها نقابة الصحافيين ليل الاثنين/الثلاثاء، بضرورة تحقيق العدالة الناجزة في قضايا قتل وإصابة الثوار . ودعا كل من رئيس نادي القضاة السابق، المستشار زكريا عبدالعزيز، والناشط الحقوقي والقيادي بحزب الكرامة، عصام الإسلامبولي، إلى أهمية إجراء حركة تطهير في مؤسسات الدولة، لاسيما الأجهزة الرقابية والإدارية والنيابة العامة .